يبدو أن خطر فيروس كورونا لا يهدد فئة معينة أو بلد محدد، فبعد انتشاره في بلاد عدة من العالم، تسبب الفيروس القاتل في وقف العديد من المظاهر الدينية، وهدد كبير من الناس في العالم، وأثرعلى إقامة معتقداتهم الدينية.
وكانت أولى الإجراءات التي أتخذت للحماية من انتشار فيروس "كورونا" الجديد (كوفيد - 19)، وأعلنت وزارة الخارجية السعودية الأسبوع الماضى، تعليق الدخول إلى المملكة لأغراض العمرة، وزيارة المسجد النبوي الشريف مؤقتاً»، إضافة إلى منع دخول مواطني 7 دول انتشر فيها الفيروس، في إطار سلسلة من الإجراءات لمنع تسلله إلى المملكة، وشملت الإجراءات تعليق عمل التأشيرات السياحية من بعض الدول، إضافة إلى وقف مؤقت لتنقل المواطنين السعوديين والخليجيين ببطاقات الهوية.
كما اتخذت إيبارشيات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالخارج، إجراءات وقائية من فيروس كورونا، في الدول التي انتشر فيها الوباء، وخاصة إيطاليا واليونان والكويت.
وقرر الأنبا أنطونيو، أسقف ميلانو، وقف وتعليق الصلوات بالكنائس القبطية لأجل غير مسمى بسبب انتشار فيروس كورونا في ميلانو، بناء على طلب من الحكومة الإيطالية، وأبلغت الكنيسة، الأقباط، بوقف الصلوات لحين حصار الفيروس.
لكن يبقى السؤال الذى يسأله البعض تجوز تلك الإجراءات التي أتخذت من الناحية الدينية، وما هي أحكام الشريعة فيما يخص تعطيل الحج والعمرة بسبب انتشار الفيروس، وموقف الشريعة المسيحية من وقف الصلاة بالكنائس؟
فيما يخص تعطيل الحج والعمرة، فيذكر موقع الفتاوى الإسلامية "إسلام سؤال وجواب" أن علماء المسلمين أكدوا أنه لا يجوز القدوم على أرض بها وباء فتَّاك ينتقل بالعدوى، ولا الخروج من أرض وقع فيها، كما هو ظاهر النص السابق، مستشهدين بالحديث النبوى: "(إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ فَلاَ تَقْدَمُوا عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلاَ تَخْرُجُوا فِرَاراً مِنْهُ) رواه البخاري (5397) ومسلم (2219)".
وأكد الموقع أن إذا قرر الأطباء المسلمون أن هناك احتمالات مرتفعة لانتشار الوباء بواسطة تجمع الحج، والعمرة: فيتعين حينئذ على جميع الدول الإسلامية، وعلى المملكة العربية السعودية على الخصوص، اتخاذ التدابير اللازمة لوقف هذه التجمعات، وتعليقها إلى حين انجلاء هذا الوباء.
أما فيما يخص قرار الكنيسة بوقف الصلوات في كنائس ميلانو، فيجب الإشارة أولا أن المسيحية تختلف عن الإسلام فيما يخص وجود الفقه والاختلافات والتفسيرات الفقهية المختلفة، ويبقى ما جاء في الكتاب المقدس أو ما تراه الكنيسة مناسبا فيما يخدم شعبها ولا يغضب الرب هو السبيل الوحيد في المسيحية.
وبشكل عام فإن الصلاة في المسيحية، الصلاة في المسيحية قد تكون فردية أو جماعية، الصلاة الفردية أن يكون المؤمن وحده في مكان معين (في بيته، سيارته، عمله، مدرسته أو جامعته، في الطائرة، أو البحر أو في أي مكان آخر)، يصلى لله بخشوع وتقوى ووقار ومهابة، وفقا لما جاء في الكتاب المقدس: " "وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَلَّيْتَ فَادْخُلْ إِلَى مِخْدَعِكَ وَأَغْلِقْ بَابَكَ، وَصَلِّ إِلَى أَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً." (مت 6: 6)".
أما فيما يخص بعد المظاهر الأخرى التي تتطلب ذهاب المؤمن إلى الكنيسة مثل التناول، فهو أمر لا يتم بشكل يومى، كما أنه لا ليس إجبارى، فمن يستطيع أن يقبل فليقبل، كما يرى بعض رجال الدين المسيحى.