القارئ حسان عبد العزيز التميمى يكتب : تقدمنا نتاج الأسرة السعيدة‎

الإثنين، 03 فبراير 2020 02:00 م
القارئ حسان عبد العزيز التميمى يكتب : تقدمنا نتاج الأسرة السعيدة‎ أسرة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قرأت مؤخرا خبايا حياتنا من منظور مختلف، منظور يخص أسرتنا السعيدة التى هى اللبنة الأولى فى تكوين مجتمعنا بحيث تقوّم سلوكنا الذى يعطى أثرا محمودا ضمن مسيرتنا نحو العلا ، كيف لا ونحن نجد ولاة أمورنا يسعون جاهدين لبثّ روح المحبة والتآلف بين أبنائنا صغارا وتوجيه كبارنا بتعديل مفاهيم قد ورثوها، ولنا فى القيادة التاريخية مثلا يُحتذى للاعتماد على أنفسنا فى فهم مجريات أمورنا والعمل على رقيها ، فلا ننتظر كل شيء من أعلى الهرم ، وإلا ما هو دورنا فى هذه الحياة التى يتوجب علينا بأن نكون فاعلين فيها لا مستقبلين ، وهذا ما يسعى اليه خادم الحرمين الشريفين وولى عهده الأمين ، فالتفانى على أشده من أجل غدٍ مشرق تتحدث عنه الأمم وتقتدى به ، ولن ننسى القفزات المتتالية والدؤوبة فى جمهورية مصر العربية بقيادة ربانها الرئيس عبد القتاح السيسى للوصول الى مصافى الدول المتقدمة خلال عشر سنوات ، ومن هنا نفهم قيمة التنسيق والتشاور مع المملكة العربية السعودية ليكون البلدين فى قارب واحد نحو جمال الحياة التى هى من عطاء الله تعالى.

وحيث إن الأسرة هى المنبع ، وهى المصب فلابدّ أن نعرّج عليها لفهم مكنوناتها، فالملاحظة والمتابعة تقودان إلى التعديل السلوكى الذى بدوره ينتج إنسانا فاعلا ، فهذا رجل يتفانى فى تأمين العيش الرغيد لعائلته ، ثم يُفاجأ بأنّه فى الدرجة الثانية من حيث حب الأبناء له، فمن حيث المبدأ.. نحن متساوون فى الحقوق والواجبات، بل فى ساعات المكوث فى البيت أيضاَ، وبما أنّ مهنتى ككاتب لا تتطلب منى الخروج اليومى إلى العمل، ولا الذهاب إلى الصحيفة، وهذه هى الزوجة التى تفكر فى طبخة العيال، وأنا أفكّر فى طبخة المقال وهذه الإقامة المنزلية كشفت لى من حيث لا أدرى أهمية «ظل الرجل» فى البيت، فعندما يحضر الأولاد من المدرسة ينحنون نحو اليسار إلى المطبخ بحثاً عن أمهم، ولا ينحنون إلى اليمين نحو مكتبى بحثاً عنّي، رغم أنّه مقابل للمطبخ ، لا أتوقّف كثيراً حول هذه اللامبالاة نحوى التى على وشك أن تسبب لى الإحباط ويتداعى إلى أذنى صوت أمهم فى بعض الأحيان وهى تحثّهم على التوجه نحوى والسلام على كوالد له فضل كبير عليهم أو يستغرق التنفيذ من الأولاد قرابة خمسة عشر دقيقة لأنال مكرمة التسليم ، ولا أتوقف كثيراً حول هذا «التطنيش» أيضاً .. فالدنيا زحمة، والطرق المؤدية من المطبخ إلى غرفتى تشهد ازدحاماً مرورياً كبيراً، بسبب «حلة المدارس»، وقد يستغرق منهم الوصول إلى وقت أطول.. فى نهاية المطاف يصلون نحوى فرادى وبقبلٍ باردة ممزوجة بطعم الشيبس الحار وعلكة الفراولة، بعد أن يكونوا قد أكلوا ما أحضروه من مدارسهم.

الخميس الماضي، وفور وصول أكبر الأبناء، خرجت بالصدفة من مكتبى لأرتدى سترة من غرفة النوم فوجدته يقف فى المطبخ يهمّ بمناولة «الست الوالدة» شيئاً ما، وعندما رآنى تراجع وأخفاه خلف ظهره، فأكملت طريقى دون انتباه.. وعند العودة ضبطته وهو يضع قربها «إصبع شوكولاتة» فاخراً قد اشتراه لها من مصروفه، وحان وقت آخر، فقد رآنى ، فخجل مني، مكسوفة مكسوفة منك "رحم الله شادية " فلم يعرف كيف يتدارك الموقف، ثم بعد ثوانٍ حاول أن يخرج من جيب بنطاله «الجينز» حلاوة بنكهة الليمون ملتصقة فى قعر الجيب وعليها بعضا من المنديل ! محاولاً إهدائى إياها ، فشكرته وأعدتها إلى جيبه.

أنا لا أتوقف كثيراً عند هذا «التمييز العنصري»، صحيح أن الشوكولاتة التى اشتراها لأمه لذيذة جداً، وسال لها لعابى، لكننى لا أنزعج من الميل نحو أمهم، فقد كنا مثلهم عندما كنّا صغارا، فرغم كدّ الأب ، وسفر الأب ، وتعب الأب ، وحنان الأب، إلا أن الجنوح يكون نحو الأم، وهذه طبيعة فطرية لا نتحكّم فيها! الغريب أن الأولاد لا يكتشفون حبّهم الجارف لآبائهم إلا متأخراً، إما بعد الرحيل، وإما بعد المرض وفقدان الشهية للحياة .. !! وهذا حب متأخر كثيراً حسب توقيت الأبوة.. الآن كلما تهت فى قرار، أو ضاق على طوق الحياة، أو ترددت فى حسم مسألة .. تنهّدت وقلت: «فينك يا بابا »..

 

فلنبدأ بالتقييم المنطقى والعقلانى لنبنى أسرة سعيدة تنعكس آثارها إيجابا على مجتمعنا الحبيب ، فلكل دوره فى هذه الحياة،بكل إتقان، وحب ، ومسؤولية.

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة