رغم تزايد عدد ضحايا ختان الإناث وآخرهم وفاة الطفلة ندى فى أسيوط، إلا أن التيار السلفى لا زال يصر على دعوته بوجوب ختان الإناث، زاعماً أن سبب وفاة البنات من ختان الإناث هو خطأ الأطباء وليس الختان ذاته، رغم تجريم القانون لختان الإناث، حيث خرج الشيخ سامح عبد الحميد، الداعية السلفى، وعضو مجلس شورى الدعوة السلفية، يدافع عن ختان الإناث، ويزعم أن الختان للإناث شرعى ولا يؤدى للموت، ويزعم أيضاً أن الطفلة ندى تعرضت لإهمال طبى تسبب فى وفاتها.
وقال الداعية السلفى، فى بيان له، إن الختان الشرعي لا يُؤدى للموت و"ندى" تعرضت لإهمال طبي، حيث إن الذي أجرى العملية ليس طبيب جراحة، وتمت العملية بدون وجود طبيب تخدير أو تمريض.
وواصل الداعية السلفى مزاعمه قائلاً إن الختان فى الشرع الإسلامى لا يُؤدى للموت، لأن الختان عبارة عن قشط جزء صغير جدًّا من جلدة خارج الجسم أصلا، ولكن الموت سببه الإهمال الطبى في مركز خاص قليل التجهيزات، فالمشكلة ليست فى الختان بل فى الإهمال الطبى، فختان الإناث ثابت في الشرع.
يأتى هذا استمرارا لسلسلة الفتاوى الشاذة التى يصدرها شيوخ التيار السلفى لتأييد ختان الإناث، حيث فى وقت سابق قال الشيخ أبو إسحاق الحوينى، الداعية السلفى، نصا عن هذا الأمر في أحد أحاديثه التلفزيونية: فتوى تحريم الختان فتوى صلعاء، فهذه ليست فتوى شرعية بل فتوى سياسية، وأنا أؤكد ختان الإناث واجب كما هو قول الشافعية، والإمام النووي وأكد هذا في كتابه "المجموع".
فى المقابل، أكدت داليا زيادة، مدير المركز المصرى للدراسات الديمقراطية الحرة، أن ختان الإناث جريمة، وفقا للقانون الذى أصدره مجلس النواب والذى يحرم ختان الإناث، وهكذا تقول الأديان، وهكذا يقول علماء الدين الإسلامي المعتدلين، وهكذا يفهم ويعي كل ذي عقل، ليس فقط لأنه عملية جراحية تعرض حياة الطفلة للخطر، وفي أغلب الأحوال يتم ممارسته في ظروف غير مناسبة أو باستخدام أدوات ملوثة، ولكن أيضاً لأن العملية في حد ذاتها هي جريمة اعتداء وتشويه لجسد طفلة لا حول لها ولا قوة حتى تدافع عن نفسها ضد المعتدين عليها مرة باسم الخوف من المجتمع وثقافة العيب ومرة باسم الدين وثقافة قهر المرأة لأنها فتنة.
وأضافت مدير المركز المصرى للدراسات الديمقراطية الحرة، لـ"اليوم السابع"، أن الثقافة التي يتبناها من يسمون أنفسهم سلفيين اليوم، والذين يصدرون فتاوى القتل والتشويه ضد البنات بدم بارد ودون أدنى شعور بالمسؤولية، متابعا: للأسف كان للتيارات السلفية المتواجدة على الساحة اليوم دور كبير في انتشار هذه الظاهرة البغيضة.
وأوضحت داليا زيادة، أن هذه المعركة ممتدة منذ عقود وليست هذه هي المرة الآولى التي يقفون فيها موقف التحدي ضد الدولة والقانون والطب وحتى ضد علماء الدين الإسلامي في الأزهر ودار الإفتاء، ليحرضوا الأهالي على ارتكاب هذه الجريمة في حق بناتهم بدعوى أنها واجب ديني، والدين الإسلامي منهم بريء، فلم نسمع مثلاً أن النبي محمد أو أي من الأنبياء قد فعل ذلك ببناته، ولم نستورد هذه الممارسة البغيضة إلا من الدول الأفريقية ولم يحدث أن تتم مارستها تاريخياً ولا حتى في الحاضر في دول الخليج أو شبه الجزيرة العربية حيث نشأ الدين الإسلامي، لهذا فإن أي شخص يفتي بوجوب الختان هو يرتكب جريمة ترقى لدرجة التحريض على القتل، ويجب معاقبته بالقانون ليكون عبرة لغيره، وجرمه يكون أعظم لو أنه استغل الدين ليبرر أفكاره السادية تجاه المرأة والتي يريد فرضها على المجتمع.
وفى وقت سابق قالت الدكتورة مروة كدوانى مقرر المجلس القومى بأسيوط أن فرع المجلس بأسيوط يتابع الموقف لحظة بلحظة وهناك ممثل قانونى "محامى الفرع " بأسيوط يتابع التحقيقات فى واقعة ختان الطفلة " ندى " البالغة من العمر 12 عاما والتى توفيت نتيجة إجراء عملية ختان لها داخل إحدى العيادات الخاصة لطبيب نساء وولادة على المعاش.
وأوضحت مقرر المجلس القومى للمرأة أنهم تلقوا المعلومة من خلال وحدة حماية الطفل بالمحافظة كونها إحدى الجهات الشريكة فى ملف مكافحة ختان الإناث.