أكرم القصاص

كورونا.. هل تكون فصلا جديدا من صناعة الفزع وتجارة الرعب؟

الإثنين، 03 فبراير 2020 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مع وجود جوانب خطورة فیما یتعلق بفیروس كورونا، لكن ھناك حالة مبالغة وإفزاع، وكل من عاصر الضجة التى رافقت أنفلونزا الطیور والخنازیر وسارس وجنون البقر ویستعید ما رافقھا من حملات إعلامیة یدرك أن التصعید المبالغ فیه لایكون فى كل الأحوال من أجل حمایة البشر بقدر ما یكون أقرب لحملات لھا أھداف أخرى غیر صحة البشر. لقد ظھر مرض جنون البقر وتصاعدت الحملات التى تحذر منه، مع تفسیرات تربط بین نظام الغذاء فى المزارع وخلط العلف النباتى مع الحیوانى، وبعد التصعید والحملات الدعائیة توقف الحدیث عن جنون البقر تماما، كأنه لم یكن، بینما تراجعت دعایات إنفلونزا الطیور وإنفلونزا الخنازیر، بعد التخلص من أعداد كبیرة من الطیور والخنازیر فى مصر، ومنھا سلالات نادرة، وحتى الآن لاتزال ھناك حملات ودعایات تضخم من أخبار الفیروس، لكن فیروس كورونا احتل الصورة واصبح فى الواجھة.
 
مع ملاحظة أن الصحافة الأمریكیة تتوسع فى نشر أخبار وفیدیوھات تساھم فى تضخیم الصورة، ولا نخلو من مبالغات، وقد نشرت نیویورك تایمز تقریرا یتھم الصین بأنھا مارست التعتیم عند ظھور كورونا، الأمر الذى ضاعف من تفاقم المرض، لكن الصین أعلنت أنھا اتخذت الاحتیاطات بشكل كبیر وأقامت مستشفى خاصا لكورونا، وفرضت إجراءات مشددة لمنع اتساعه. الصین خسرت كثیرا بسبب توقف السفر وتعطل الكثیر من الصفقات، وتتھم الإعلام الأمریكى بالمبالغة فى نشر الأخبار بل وتسریب أخبار وأرقام مفبركة لمضاعفة الربح، وھو أمر وارد، خاصة أن الولایات المتحدة ھى المستفیدة من ھذا، وھناك اتھامات صینیة لأطراف أمریكیة بإنھا وراء إطلاق فیدیوھات وصور مفبركة عن ضحایا الفیروس، واتضح أنھا صور من عمل تمثیلى، ولقطات من عملیة إحیاء ذكرى النازى.
 
ھناك تفسیرات متعددة لظھور كورونا وانتقاله إلى البشر، منھا نظام الغذاء فى الصین وتحدث البعض عن أن یرجع لتناول بعض الصینیین للخفافیش والثعابین، وأن الفیروس ینتقل إلى البشر من ھذه الكائنات. وتزامن ھذا مع فیدیوھات فى أسواق تعرض لحوم الفئران والكلاب وغیرھا من أنواع الحشرات، فى إیحاء أن كورونا یخرج من ھذه الأطعمة. والصینیون فى الواقع یتناولون ھذه الأطعمة منذ آلاف السنین، وبعض الأطباء والخبراء یرون أن كورونا وقبله أنفلونزا الطیور والخنازیر، ھى من الأمراض الفیروسیة المعروفة والتى تتحور وتنتج منھا أجیال جدیدة تقاوم أكثر، وأن الأنفلونزا الآسیویة معروفة بشدتھا من عقود ولیس أمرا جدیدا.
 
ھناك تفسیرات تتردد كل حین، عنأان ظھور ھذه الفیروسات، ھو تسرب من أبحاث فى معامل أبحاث أو تجارب لحروب بیولوجیة، مع إشارات إلى أفلام وأعمال أدبیة تناولت أحداثا مشابھة، وقد وصلت ھذه الھواجس إلى تفسیر ظھور فیروس الإیدز بأنه سلالة محورة بفعل بشرى فى معامل فیروسات، لكن ھذه التفسیرات تظل غیر موثقة، وبعضھا یخلط بین السینما والواقع.
 
لكن مع ھذا ھناك مبالغة بالفعل وحالة إفزاع تتم مع أمراض وتتجاھل أخرى، وھذا الرأى عندما سجلته وكتبته فى ذروة حملات الرعب من انفلونزا الطیور والخنازیر قابله البعض بتشكك على اعتبار أن المنظمات الدولیة تعرف أكثر، ومع أھمیة الحذر واتخاذ الحیطة، ربما یكون مھما طرح أسئلة عن مصیر أنفلونزا الطیور ومن بعدھا أنفلونزا الخنازیر، وقد باعت شركات إنتاج التامفلو وقت ظھوره بعشرات الملیارات من الدولارات، ودفعت مصر من موازنة الصحة ٣ ملیارات، وفى ھذا الوقت كان التھاب الكبد الوبائى یقتل الآلاف سنویا، ولم تنشغل منظمات الصحة العالمیة ولا غیرھا بالمرض.
 
ھناك تجارة تقوم على الرعب والفزع، تماما مثلما تتسع أرباح شركات السلاح على توزیع الخوف وتصعید المصادمات، لدرجة أن نجد أحدث أسلحة فى أیدى مقاتلین فى دول أفریقیة لا یجد مواطنوھا الطعام، وأثناء حملات أنفلونزا الطیور والخنازیر كتب علماء الأوبئة عن ازدواجیة المنظمات الدولیة تجاه الأمراض، والمبالغة فى تغطیة أمراض وتجاھل أمراض أخرى أكثر خطورة، وھناك إشارات إلى وجود أصابع وعلاقات لشركات الدواء الكبرى، والتى تحقق أرباحا من الأدویة واللقاحات على مستوى واسع، بما قد یعنى أن صناعة الرعب تنتج تجارة حولھا فى العالم وتحقق مصالح لجھات متنوعة تكسب من بیع الرعب وصناعته.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة