أعادت دار الإفتاء المصرية، عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، حول المصافحة بين المصلين بعد الصلاة مباشرة، تحت سؤال نصه: "ما حكم مصافحة المصلين بعضهم لبعض عقب انتهاء الصلاة مباشرة؟".
وقالت دار الإفتاء المصرية: "المصافحة عقب الصلاة مشروعة، وهى دائرة بين الإباحة والاستحباب؛ لأنها داخلة فى عموم استحباب التصافح بين المسلمين، وهو ما يكون سببًا لرضا الله تعالى عنهم، وزوالِ ما فى صدورهم من ضيقٍ وغِلٍّ، وتساقطِ ذنوبهم مِن بين أكفِّهم مع التصافح؛ ففى الحديث: «إذا التَقى المُسلِمانِ فتَصافَحا وحَمِدا اللهَ عَزَّ وجَلَّ واستَغفَراه غُفِرَ لَهما» رواه أبو داود.
وليَعلَم أن جَبر الخواطر وبَثَّ الألفة وجَمعَ الشمل مما دعت إليه الشريعة وحثت عليه وهو ما تحققه المصافحة المسئول عنها. والله سبحانه وتعالى أعلم".
وكانت دار الإفتاء قالت عبر موقعها الالكترونى :" وأما ما ذهب إليه بعض العلماء من القول بكراهة المصافحة عقب الصلاة فإنهم نظروا فيه إلى أن المواظبة عليها قد تُؤَدِّى بالجاهل إلى اعتقاد أنها من تمام الصلاة أو سننها المأثورة عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم، فقالوا بالكراهة سدًّا لذريعة هذا الاعتقاد، ومنهم مَن استدل بترك النبى صلى الله عليه وآله وسلم لهذا الفعل على عدم مشروعيته، ومع قول هؤلاء بكراهتها، فإنهم نَصُّوا -كما ذكر القارى فى "مرقاة المفاتيح"- على أنه إذا مَدَّ مسلمٌ يدَه إليه ليصافحه فلا ينبغى الإعراض عنه بجذب اليد؛ لِما يترتب عليه من أذًى بكسر خواطر المسلمين وجرح مشاعرهم، وذلك على سبيل "المُجابرة"، ودفعُ ذلك بجبر الخواطر مقدَّمٌ على مراعاة الأدب بتجنب الشيء المكروه عندهم؛ إذ من المقرر شرعًا أن "درء المفاسد مقدم على جلب المصالح".
على أن جمهور العلماء ومحققيهم على ترك التوسع فى باب سد الذرائع؛ لِما يجر إليه مِن التضييق على الخلق وإيقاعهم فى الحرج، والاستدلالُ بترك النبى صلى الله عليه وآله وسلم لذلك على عدم المشروعية موضعُ نظرٍ عند الأصوليين؛ لأن الأصل فى الأفعال الإباحة، هذا مع أنه قد ثبت عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم مصافحة الصحابة الكرام له وأخذهم بيديه الشريفتين بعد الصلاة فى بعض الوقائع؛ ففى "صحيح الإمام البخاري" عن أَبى جُحَيفةَ رضى الله عنه قال: "خَرَجَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم بالهاجِرةِ إلى البَطحاءِ، فتَوَضَّأَ، ثُم صلَّى الظُّهرَ رَكعَتَينِ والعَصرَ رَكعَتَينِ وبَينَ يَدَيهِ عَنزةٌ، وقامَ النَّاسُ فجَعَلُوا يَأخُذُونَ يَدَيه فيَمسَحُونَ بها وُجُوهَهم". قال أبو جحيفة: "فأَخَذتُ بيَدِه فوَضَعتُها على وَجهِى فإذا هى أَبرَدُ مِن الثَّلجِ وأَطيَبُ رائِحةً مِن المِسكِ".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة