تحولت قرية سبرباى مسقط رأس الفريق الشهيد عبد المنعم رياض التابعة لمركز طنطا بمحافظة الغربية، إلى قرية نظيفة وجميلة ومتطورة بعد أن استطاع أبناء القرية بأيديهم وبالجهود الذاتية رصف الشوارع بالإنترلوك وطلاء واجهات المنازل، وتنظيف الشوارع، وجعلوا شوارعها كقطعة من شوارع باريس.
بدأت فكرة رصف الشوارع بالإنترلوك، بعد معاناة أهالى القرية المستمرة من طفح المجارى وتجمع مياه الأمطار لفترات طويلة، وإصابة الشوارع بالشلل التام، وطرح شباب القرية على الجيران، فكرة رصف الشوارع بالإنترلوك، ولاقت ترحيبا واسعا، وسابق شباب القرية الزمن ونفذوا الفكرة على أرض الواقع وانتشرت الفكرة بصوره كبيرة فى عدد كبير من الشوارع.
وقال سمير عبد الله درويش أحد أبناء القرية: لاحظنا انتشار مياه المجاري، وصعوبة المرور فى الشوارع فى فصل الشتاء خاصة فى الشوارع الضيقة، وتعطل الحركة فى الشوارع وخاصة أمام كبار السن، وتم البحث والتفكير فى طريقة لحل هذه المشكلة، حتى توصلنا إلى فكرة رصف الشوارع بالإنترلوك بالجهود الذاتية لأبناء القرية، وتم الاتفاق فيما بيننا، وتم البحث عن المصانع التى تقوم بتصنيع الإنترلوك والاتفاق معها على شراء الأحجار حسب طول كل شارع، كما تم شراء كميات كبيرة من الرمل واستئجار "لودر" لإزالة الطبقة العليا من الشوارع لتمهيدها لأعمال الرصف بالإنترلوك.
وأشار إلى أن تكلفة المتر بالمصنعية تبلغ 100 جنيه تقريبا، مؤكدا أن الفكرة بدأت منذ عام ونصف من خلال شاب يدعى محمد أبو حامد بشارع مسجد المنسي، ولاقت الفكرة ترحيبا كبيرا من السكان، وتم تجميع المبالغ اللازمة ورصف الشارع، وتم البدء بشوارع بطول 500 متر، مبينا أنه تم التفكير لإنشاء مصنع لتصنيع الإنترلوك والذى سيوفر النفقات ونقوم بذلك برصف كل حوارى القرية دون الاعتماد على الرصف الحكومي، وتحويل القرية لقرية نموذجية تليق بأبنائها.
وأكد أن المبادرة لاقت ترحيبا من عدد كبير من أبناء القرية وانتشرت بصورة كبيرة فى باقى شوارع القرية، ويتسابق أبناء القرية على رصف الشوارع ودهان واجهات المنازل، وأصبحت شوارع القرية نموذجية .
وقال "درويش": "مستعدين نرصف بلدنا كلها على حسابنا بس محتاجين دعم وتشجيعا وفخورين ببلدنا لأنها قرية الفريق الشهيد عبد المنعم رياض".
من جانبه، قال محمد محمود أبو حامد صاحب الفكرة هو وجاره ويدعى عبد المنعم عطا ، إن الفكرة بدأت منذ عام ونصف عندما شاهد شوارع مرصوفة بالإنترلوك بمدينة طنطا، فقام بتصويرها وعرض الصور على أبناء قريته، ونشر فكرة التعاون لرصف شوارع القرية بالإنترلوك، خاصة وأن الشوارع الضيقة تعانى كثيرا فى فصل الشتاء حال سقوط أمطار وأيضا من طفح المجارى بسبب عدم رصف الشوارع، وتتسبب فى إصابة الشوارع بالشلل التام وصعوبة الحركة فيها.
وأشار إلى أن الفكرة لاقت ترحيبا كبيرا من جانب الأهالى وبدأنا فى شارع مسجد المنسى بعد عمل دراسة الجدوى حيث أن المتر تبلغ تكلفته بالمصنعية 100جنيه وبعد التنفيذ على أرض الواقع، تسابق الأهالى على التبرع لاستكمال أعمال الرصف، ثم انتشرت الفكرة فى شوارع القرية وتم التنفيذ فى عدد كبير من الشوارع.
وتمنى أن يتم تعميم الفكرة فى جميع محافظات الجمهورية، ورصف الشوارع بالإنترلوك، لأنه أفضل بكثير من الأسفلت وغير مكلف ويسهل فكه وتركيبه.
من جانبها قالت هناء عمار من سكان القرية": الأمطار والمجارى كانت راقدة فى الشوارع وبتخليها طين ومكنش حد بيعرف يمشي"، مضيفة أن زوجها وجارهم محمد أبو حامد هما أصحاب الفكرة، وتم طرح الفكرة على السكان وكان هناك اعتراض فى بداية الأمر، ولكن تفهموا الفكرة وقاموا بجمع أموال لشراء الإنترلوك لرصف الشوارع، وتم البدء بشارع مسجد المنسي، ولم نتوقع أن يصبح الشارع بهذه الشكل الحضارى والجمالي، واشترك باقى الجيران والسكان فى المبادرة والرصف أمام منازلهم.
وطالبت سكان القرية بالتكاتف والتعاون فيما بينهم وتنظيف شوارعهم حتى تكون قريتنا نظيفة.
أما نبيلة العياشى من أهل القرية، فقالت إن فكرة رصف الشوارع بالإنترلوك فكرة رائعة لأننا كنا نعانى كثيرا من طفح المجارى فى الشوارع، وتراكم المياه لفترات طويله، فضلا عن تعرضنا لمشاكل كبيرة فى فصل الشتاء، مشيرة إلى أنها تبرعت بـ3آلاف جنيه للمبادرة لتجميل الشارع، قائلة"يوم ما الشارع كان بيترصف حسيت أنهم بيعلموا فى بيتى بل أحسن من بيتى كمان".
وقال العربى محمد محاسب، أننا اجتهدنا لتطبيق الفكرة سويا بالجهود الذاتية، وبدأنا فى رصف الشوارع بالإنترلوك، ودهان واجهات المنازل، وهناك تخطيط لتركيب كاميرات مراقبة فى الشوارع، وزراعتها بالأشجار، لأننا لسنا أقل من أى أماكن أخرى.
وأضاف أن شوارع القرية أصبحت مثل شوارع مدينة باريس، وما نفعله من أجل نظافة قريتنا وغرس روح التعاون بين الجيران وتشجيع بعضنا البعض للحفاظ على نظافة قريتنا لتكون قرية نموذجية.
وقال محمود الرفاعى من سكان القرية، أنهم كانوا يعانوا كثيرا فى السابق سواء فى الشتاء أو الصيف، وخاصة فى الشتاء، وتم عرض فكرة رصف الشوارع بالإنترلوك فى اجتماع لرجال القرية، ولاقت الفكرة ترحيب كبير ومشاركة فعالة من الأهالى على البدء بأنفسهم وتجميل الشوارع، مبينا أنه تم شراء الإنترلوك ورصف الشوارع ونجهز لتركيب كاميرات مراقبة وتشجير الشوارع، وشوارع قريتنا أصبحت قطعة من باريس.
كان محافظ الغربية قد أكد أن ما قام به شباب قرية سبرباى برصف عدد من الشوارع بالإنترلوك ودهان وجهات المنازل بالجهود الذاتية عمل يحتذى به على مستوى المحافظة ، جاء ذلك خلال تفقده لأعمال الرصف المنتهية والجارية بالقرية يرافقه الدكتور أحمد عطا نائب محافظ الغربية.
وأشاد محافظ الغربية بجهود وأعمال شباب وأهل منطقة سبرباى مركز طنطا، فى تطوير الشوارع الرئيسية والفرعية عن طريق رصفها بالإنترلوك ودهان واجهات المنازل، مشيراً إلى أن هذه الأعمال تعكس المستوى الثقافى والحضارى لأهالى المنطقة وإنهم قدموا مثلاً متميزاً فى المشاركة المجتمعية والتعاون فى أعمال الصالح العام.
كما قدم محافظ الغربية الشكر لكل من شارك فى هذه الأعمال سواء مادياً ومعنوياً ، مطالباً الجميع من أبناء المحافظة بإنكار الذات والعمل من أجل مصلحة الوطن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة