شهد معرض القاهرة الدولى للكتاب، صباح اليوم، إقبالًا كبيرًا على كتاب "نحو تأسيس عصر دينى جديد" للدكتور محمد عثمان الخشت، أستاذ فلسفة الدين والمذاهب الحديثة والمعاصرة ورئيس جامعة القاهرة، بعد نفاد النسخة الأولى منه وإصدار طبعة أخرى، وهو كتاب يفتح النقاش حول الأفكار المطروحة فى موضوع الخطاب الدينى، ويدعو فيه إلى تجاوز عصر الجمود الدينى والعودة إلى الإسلام النقى المنسى وتخليصه من الموروثات الاجتماعية وقاع التراث والرؤية الأحادية للإسلام.
كان كتاب نحو تأسيس عصر دينى جديد" للدكتور عثمان الخشت، أثار حالة من الجدل فى مؤتمر الأزهر العالمى تحت عنوان: "تجديد الفكر الإسلامى" بعدما أهداه الدكتور الخشت لشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، والكتاب عبارة عن مجموعة من المقالات الفكرية للدكتور محمد الخشت، التى تم نشرها في إحدى الجرائد الخاصة فى الفترة من 2013 إلى 2015، وتم استعادتها وفق تصنيف مختلف وإصدارها فى كتاب عام 2017.
وأكد مسؤلو المبيعات بجناح الهيئة المصرية العامة للكتاب، على نفاد نسخ الطبعة الأولى للكتاب منذ عدة أيام، وأنه تم طباعة الكتاب طبعة ثانية وتوفير نسخ إضافية منه فى جناح الهيئة العامة للكتاب ومكتبة الأسرة بمعرض الكتاب، وفى منافذ بيع الهيئة العامة للكتاب بجميع محافظات الجمهورية، ومع باعة الجرائد فى الميادين العامة.
ويدعو الدكتور محمد عثمان الخشت فى هذا الكتاب، إلى تجاوز «عصر الجمود الدينى» الذى طال أكثر من اللازم فى تاريخ أمتنا العربية، من أجل تأسيس عصر دينى جديد، نخرج فيه من دائرة الكهنوت الذى صنعه البشر بعد اكتمال الوحى الإلهى، وتلقفه مقلدون أصحاب عقول مغلقة ونفوس ضيقة لا تستوعب رحابة العالم ولا رحابة الدين.
ويرفض الدكتور محمد الخشت، فى كتابه، تجديد الخطاب الدينى التقليدى، فهو يرى أن تجديد الخطاب الدينى عملية أشبه ما تكون بترميم بناء قديم، والأجدى هو إقامة بناء جديد بمفاهيم جديدة ولغة جديدة ومفردات جديدة إذا أردنا أن نقرع أبواب عصر دينى جديد.
وطرح الخشت مهام عاجلة لتأسيس خطاب دينى يتلاءم مع التحديات الراهنة التى تواجه العالم الإسلامى مؤكدا اننا بحاجة إلى خطاب دينى جديد وليس تجديد الخطاب التقليدى، وآن الأوان لنقد شامل للتيارات أحادية النظرة التى تزيف الإسلام.
ويدعو الدكتور الخشت، إلى العودة إلى الإسلام النقى المنسى قرآنا وسنة صحيحة، مشيرا إلى أن الإسلام الذى نعيشه اليوم مزيفا بسبب التيارات المتطرفة والجماعات الإرهابية ومجتمعات التخلف الحضارى، ويؤكد أنه لا يمكن هذا إلا بتخليص الإسلام من «الموروثات الاجتماعية» و«قاع التراث»، و"الرؤية الأحادية للإسلام".