أثار مشروع قانون "حراس الليل" جدلاً واسعا في تركيا بين الأوساط السياسية التركية، فى ظل حالة الرفض الكبيرة من القوى والأحزاب التركية التى عبرت عن مخاوفها من أن يتحول هؤلاء الحراس، وهم أشخاص غير مؤهلين، إلى ميليشيا موازية لقوات الأمن يديرها الحزب الحاكم، وأن يُستخدموا أداة لتقييد حرية المواطنين، وهو ما يخطط له أردوغان .
وكشف تقرير أعدته قناة مباشر قطر، أن هذا المشروع هو إثارة للأوضاع في تركيا، لافتا إلى أن هؤلاء الحراس يتم اختيارهم من قبل الحزب الحاكم في تركيا، وبحسب مشروع القانون، يمكن للحراس خلال ساعات وأماكن عملهم توقيف السيارات والسؤال عن هوية المواطنين، كما تخول لهم السلطة نقل أي سيدة أو طفل يتعرضون للعنف أو خطر التعرض لاعتداءات لأقرب وحدة أمنية، كما ستكون لهم صلاحية استخدام السلاح ومعاونة سلطات إنفاذ القانون.
من جانبه انتقد البرلماني المعارض لطفي توركان، نائب رئيس تكتل حزب الخير في البرلمان التركي مشروع القانون الذي أعدته الحكومة بشأن حراس الليل بالأحياء والأسواق.
وشبّه النائب المعارض “حراس الليل” في تركيا بأصحاب القمصان البُنّيّة في زمن هتلر، موضحًا أن تطبيق هذا النوع من الحراسة التي يحاول أردوغان إضفاء الشرعية القانونية عليها لهو النسخة المطورة لعام 2020 لعناصر الفرق الوقائية، والتي كانت مهمتها الأولى حراسة أدولف هتلر وقادة الحزب الآخرين.
وتابع البرلماني المعارض فى تصريحات نشرتها صحيفة الزمان التركية قائلًا: "بإمكان الحكومة تطوير نظام موبيسا بدلًا من الحراس؛ إن النظام الأمني الجديد ليس إلا أن النسخة المطورة لقوات الفرق الوقائية الألمانية النازيّة، إذ إن أعضاء المنظمة الاشتراكية الوطنية الألمانية الذين اشتهروا بسوء السمعة بسبب التنمر والتعصّب والنزاعات التي أشعلوها في شوارع ألمانيا هتلر، كانوا يرتدون زيّا بنّي اللون، وما نشاهده اليوم في تركيا هو تكرار للأمر لكن في ثوب جديد وجميل فقط. إن الحزب الحاكم يرتكب خطأ واضحًا”.
وانتقد توركان الصلاحيات الواسعة التي يقترحها قانون الحراس الليليين في الأحياء والأسواق، قائلاً: "إن أردوغان يبحث عن حارس للنموذج التركي الذي يسعى إلى خلق من خلاله أعجوبة نظام الحكومة الرئاسي ونظام الرجل الأوحد. باختصار قانون الحراس ليس لحماية النظام العام في البلاد وإنما لحماية النظام الذي يؤسسونه والدفاع عنه إن الحكومة تحاول إضفاء غطاء وإطار قانوني على الميليشيات الخاصة به عن طريق هذا القانون".
وتناقش لجنة الشؤون الداخلية في البرلمان التركي مقترح قانون حراس الأسواق والأحياء الذي يتضمن صلاحيات استخدام السلاح والقوة وتفتيش المواطنين، وتضمن القانون أيضا تسليم حراس السوق والأحياء قائمة بأسماء الأشخاص الصادر بحقهم قرارات ضبط واعتقال لتسليمهم إلى قوات إنفاذ القانون.
من جانب آخر قال محمد ربيع ، الخبير في الشئون التركية، أن أردوغان أصبح في حالة من الشكوك المستمر فيمن حوله، وذلك بعد الانقلاب المزعوم، فرغم من تبعية الشرطة والاجهزة المختلفة تابعين لاردوغان، إلا أن لا يزال اردوغان متخوف ممن حوله، لافتا أن سبب تشكيل حراس الليل هو حالة الشكوك التي يعيشها اردوغان في اجهزته ، فهو متخوف على نظامه في ظل الازمات المتعددة التي تشهدها تركيا داخليا وخارجيا.
وأضاف الخبير في الشئون التركية في تصريح لليوم السابع، أن الأزمات الداخلية مستمرة بسبب سياسات اردوغان، فهو يعمل من خلال مشروع القانون المقدم من نواب حزب العدالة والتنمية، ليكون بمثابة حرس ثوري له على غرار الموجود في ايران وعلى غرار المليشيات المسلحة، ليكون بمثابة شرطة موازية لتحمي نظامه في ظل الازمات التي تشهدها تركيا، لافتا ان هذا الحرس سيفوض له صلاحيات عديدة ليتم استخدامه في فض الاحتجاجات المناهضة لاردوغان، واستخدامه في الاشتباك مع المعارضة التركية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة