حصدت دفاية كهربائية أرواح 4 اشخاص ونجت طفلة داخل شقة بالطابق الحادى عشر، بمنطقة فيصل في الجيزة، لتستكمل بذلك مسلسل الموت المتكرر للمواطنين الذين يتركون الدفايات مشتعلة لفترات كبيرة على مدار الأيام وتنصهر في النهاية وتتسبب في وفاة مستخدميها ووجه الخبراء العديد من النصائح للحد من تكرار الحرائق.
وقال العميد المحمدى الباشا مدير عمليات الحماية المدنية السابق، أن معظم الدفايات الكهربائية المستخدمة فى المنازل غير آمنة ولا تتطابق مع المواصفات القياسية، مشيرا إلى أنه ممنوع وضع الدفاية داخل غرفة النوم وغلق الغرفة أثناء وبعد التشغيل، كما يجب غلق الدفايات عقب الشعور بأن الغرفة تم تدفئتها بالفعل ولا حاجة لاستمرار تشغيلها، لانها تسحب الأكسجين المتواجد في الغرف وتؤدى الى حدوث وفيات ما بين الحروق والاختناق.
وأضاف مدير عمليات الحماية المدنية السابق، أن ضمن أسباب الماس الكهربائى والحرائق عيوب توصيلات الكهرباء داخل المنزل بشكل عام وداخل الدفايات الكهربائية نفسها، وعدم تأمين المأخذ الكهربائى، ولأنها قد لا تتحمل الأحمال الزائدة وتنصهر وتؤدى لنشوب الحرائق، ويجب على المواطنين الانتباه الى خطورة ذلك ويجب إجراء عمليات فحص دورى وإصلاحات لجميع التوصيلات داخل الشقق السكنية.
وقال اللواء ممدوح عبد القادر مدير الحماية المدنية السابق، أن أنه من الأخطاء الشهيرة فى استخدام الدفايات هو وضع الدفاية على السجاد أو وضعها على اى نوع من الاقمشة موضحا انه أذا دعانا الأمر الى استخدام "دفاية الشمع" فيجب علينا توجيهها الى الحائط ولأيتم توجيهها الى المفروشات المتواجدة فى الغرفة.
وأضاف مدير الحماية المدنية السابق، أنه من ضمن هذه الأضرار إصابة الأشخاص الاختناق وخاصة النائمين، لأن هذه الدفايات تعمل على نقل الحرارة عن طريق الهواء الموجود فى الغرفة ويتم تحويله إلى غاز أول أكسيد الكربون وهو غاز سام، ثم يستنشقه النائم فيختنق وقد يموت فى حالات كثيرة، لافتا النظر الى أن جميع الدفايات تنتج غازات ومواد خانقة كأول اكسيد الكربون والغازات التى تخرج من تلك الدفايات بها خاصية تقوم بتخدير الجسم فى البداية بعد ذالك تتم عملية الاختناق.
وأوضح اللواء ممدوح عبد القادر، أن من ضمن الأضرار أيضا احتمالية حدوث صعق بالتيار الكهربائى، بسبب عدم وجود تجهيزات كهربائية جيدة بالدفايات، أو احتراقهم نتيجة اشتعال النيران التى خلفتها الدفايات، سواء عن طريق انصهار السلك الكهربائى الخارجى الموصل بها لزيادة الأحمال عليه وسحبه كمية كبيرة من الكهرباء، والتى لا تتناسب مع طبيعة صنعه ما يؤدى لحدوث حريق بالمنزل.
وحذر خبراء الأمن والسلامة، من استخدام الدفايات وتركها اثناء النوم مستمرة لليوم التالى، ولعل أخطرها على المواطنين هى الدفاية اليدوية والتى تستخدم الفحم أو الخشب كوقود وهذه قاتلة لأنها تستهلك الاكسجين فى الغرفة ويخرج غازى أول اكسيد الكربون وثانى اكسيد الكربون وباستمرار الحرق تؤدى لخنق كل الموجودين بالغرفة لو كانت الغرفة مغلقة.
وطالب خبراء الأمن والسلامة، جميع المواطنين الذين يستخدمون الدفايات الكهربائية بعدم اشعال كل الشمعات معا فى وقت واحد، لأن الشمعة الواحدة قدرتها تصل إلى 1500 وات وعند تشغيل ثلاث شمعات معا يعنى أن القدرة الكهربية المسحوبة 4500 وات وهى تسحب كمية كبيرة من الكهرباء التى تمر فى السلك الخارجى فيسخن فينصهر أو تنصهر الشبكة الكهربية من الاسلاك الداخلية بالمنزل.
وأوضح الخبراء، أن خطورة الدفايات قد تؤدى الى انصهار الكبس بالحائط، ونحن اعتدنا اننا منذ تركيب الشبكة الكهربية فى المنزل لا نقوم بتغييرها الا إذا تلفت نهائيا وبالتالى استمرار استخدامها يضعفها فتنصهر موضحا أنه يجب أن يكون سلك الدفاية الخارجية غالى الثمن وان توضع الدفاية على الأرض الصلبة وليس على خشب أو سجاد أو مفروشات.
وشدد خبراء الأمن والسلامة، على أن هناك مواصفات قياسية للدفاية صادرة عن هيئة التوحيد القياسى أو الجهة المصدرة لها إذا كانت مستوردة، مؤكدا أن كل الخطر من الدفاية هو لو تواجدت فى مكان مغلق تتسبب فى نقص الاكسجين بالغرفة أو صعق بالتيار الكهربائى منها نتيجة عدم وجود تجهيزات كهربائية جيدة بالدفاية أو تكون مصنعة بطريقة غير مطابقة للمواصفات لأن الدفاية عبارة عن جسم واسلاك وشمع ودرجة حرارتها ترتفع لدرجة معينة.
واستطرد الخبراء، أن الدفاية من الممكن أن تتسبب فى حريق أى مكونات بجانبها قابلة للاشتعال، ولابد أن يكون الدفاية عليها علامة الجودة الصادرة من التوحيد القياسى، مطالبا هيئة الرقابة على الصناعة والتوحيد القياسى ووزارة الصناعة بالتفتيش على المحال والمعارض التى تبيع هذه الدفايات الغير مطابقة للمواصفات القياسية والمغشوشة والتى تتسبب فى مصائب للمواطنين.
وتقدم إدارة الحماية المدنية مجموعة من الأخطاء التى يقع فيها معظم المواطنين خلال فصل الشتاء، وبتسبب خلالها الماس الكهربى فى نشوب حرائق داخل الشقق والمنازل، وشملت توصيات لكيفية التعامل مع الأجهزة الكهربائية ومصادر الطاقة التى قد تؤدى إلى نشوب حرائق نتيجة الماس الكهربائى ومنها:
- تشغيل الدفايات لساعات عديدة لأنها تؤدى لنشوب الحرائق الناتجة عن الماس الكهرئى.
- تشغيل الدفاية فى غرفة مغلقة تماماً وعدم ترك جزء من الباب أو الشباك مفتوحا أثناء تشغيلها ويمنع دخول تيار هوائى للغرفة وحدوث تبديل للهواء.
-عدم غلق الدفاية أثناء النوم يتتسبب فى حرائق أو اختناق للنائمين ويجب تشغيلها قبل النوم بفترة لتدفئة الغرفة ثم يتم غلقها عند النوم
-عدم فحص أسلاك الدفاية كل فترة واستبدال التالف منها.
- منع وجود مسافة بين المفروشات والدفاية فى الغرفة عن متر.
- عدم وضع الدفاية على أرضية من الخشب أو أى مادة قابلة للاشتعال ووضعها على الارضية الصلبة كالسيراميك، وهو الأفضل.
- كثرة استخدم الدفاية فى تجفيف الملابس كما يستخدمها البعض فى فصل الشتاء.
-عدم الحرص على استخدام دفايات ذات نوعية جيدة ومطابقة للمواصفات
- كثرة تشغيل أى مصدر كهربى فى حالة الاشتباه فى وجود تسرب غاز.
- تشغيل أكثر من جهاز على مشترك واحد لمنع الحرائق
- وضع الأجهزة الكهربائية بجوار السوائل
- عدم استبدال وسيلة القطع والوصل (الحماية) عند ملاحظة خروج شرر منها أثناء العمل.
- عدم مراجعة الأحمال الكهربائية باستمرار.
- تشغيل سخانات الماء بشكل دائم لمنع حدوث حرائق الماس الكهربى.
- وضع إسطوانات الغاز فى الشمس والتأكد من عدم زيادة الأحمال على عدادات الكهرباء.
- تشغيل الدفايات إلا فى أماكن تواجد العائلة وخصوصًا فى الغرف المغلقة.
- وضع الأثاث فوق الأسلاك الكهربائية أو أسفل السجاد أو الموكيت.
- كثرة توصيل أى جهاز كهربى بمصدر واحد للتيار تجنبا لإندلاع الحرائق فى المنازل أو المنشآت.
وصرحت النيابة العامة فى جنوب الجيزة بدفن جثث 4 أشخاص لقوا مصرعهم، إثر حريق نشب داخل شقة سكنية بمنطقة فيصل بالهرم، نتيجة لماس كهربائى، وطلبت تقرير مفتش الصحة حول حالة كل ضحية منهم.
ولقى مواطن و3 من أطفاله مصرعهم، إثر حريق داخل شقة سكنية بمنطقة فيصل بالهرم، نتيجة لماس كهربائى، وانتقل رجال الحماية المدنية إلى المكان، وبصحبتهم سيارات الإطفاء وتمت السيطرة على النيران المشتعلة بالمكان، وتم نقل الـ 4 جثث إلى المستشفى.
كانت غرفة عمليات نجدة الجيزة ،تلقت بلاغا يفيد بنشوب حريق داخل شقة سكنية فى منطقة فيصل، وتم الدفع بـ 5 سيارات إطفاء، وفرض كردون أمنى وتم محاصرة النيران ومنع خطر الامتداد لباقى المجاورات، وتمت عملية إخماد الحريق.