أكرم القصاص - علا الشافعي

عادل أديب

الإعلام.. الثقافة.. والفنون.. الهرم المقلوب!

الأحد، 09 فبراير 2020 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«الخائفون لا يصنعون الحرية.. والمترددون لن تقوى أيديهم المرتعشة على البناء».. جمال عبد الناصر.
***
أنا اعلمك.. بمعنى أنا «أخبرك» بثقافتى.. أنا أعلمك.. بمعنى أنا «أاخبرك» بفنى. 
لكن
هل أنا .. «أاثقفك» .. بإعلامى؟
أو
هل أنا «أمتعك» .. بإعلامى؟ 
***
من هو الأصل .. ومن هو الفرع؟
من هو القائد .. ومن هو التابع؟
من يخدم ... من؟
ولكن وفى نفس الوقت..
 السؤال الأهم..
هل يستطيع احدهما  أن يتخلى عن الآخر؟
***
 إن جدليه الإعلام والثقافة والفنون .. عند الكثيرين ..  وللأسف هى أشبه بنظرية.. «البيضة الأول ولا الكتكوت»!
وفى رأى أن الخطأ الإعلامى الشائع، والذى يقع فيه أكثر المثقفين والإعلاميين المخضرمين، بل وبعض مسؤولى الدولة.
 
إنهم يخلطون الأوراق بين أهم ثلاث كلمات فى تكوين هوية حاضرنا ومستقبلنا ..
وربما كان ذلك نابعا بأننا ظللنا عقودا طويلة حين قاموا- خطأ- بضم الثقافة والفنون تحت كلمة الإعلام!
منذ استحوذت إدارة وزير الإعلام السابق الأستاذ «صفوت الشريف» على الإعلام والفن.. فى مبنى واحد!
***
وبالضبط مثلما لخص كل الإعلاميين «صحافة وبرامج تليفزيونية»،  الفنون كلها فى كلمة «الفنى.. «الفن»  بالمعنى أو المقصود بها.. الأعمال الدرامية التليفزيونية والسينمائية فقط!!
ومحيت بقية الفنون تماما.. وكأنها لم تكن!
واسمحوا لى أن أذكركم ببعض منها!
المسرح.. الشعر.. الأدب والروايه.. الموسيقى.. الرقص.. الغناء.. والفن التشكيلى.. بكل ماتحتويه هذه الفنون من أفرع مختلفة ومتنوعة .. وأضيف إليها النقد الفنى!
وهنا أسال..
من منها.. تراه فنا؟! 
ومن منها.. تراه ثقافة؟١
ومن منها .. تراه إعلاما؟!
***
وهكذا.. إن تأثير تدحرج كرة الثلج من أعلى قمة الجبل العالى.. لكبير!
وها نحن ندفع فاتورة باهظة التكاليف لمثل هذا الخلط والتداخل!
***
يُمكن لوسائل الإعلام أن تؤثّر على المُجتمع وثقافته السائدة.. حيث إنها أصبحت جزءا مهما وكبيرا من الحياة اليوميّة للمجتمع.. ولذا اسمحوا لى أن أستشهد بببعض ما كتب الأستاذ «محمدمروان» فى مقاله تحت عنوان «الثقافة والإعلام».
 فى 12 سبتمبر 2018.. وأعيد طرح- بعض منه- لشرح وجهة نظرى..حيث قال مؤكدا..«فإن العلاقة بين الثقافة والإعلام تؤثر فى كل «وسائل الإعلام» و«الثقافة».
إن التطورالمُتسارع والمُتزايد لظهور «وسائل إعلام جديدة» أثر تأثيرا واضحا على المجتمع، وحيث إن «الثقافة»تأثيرها كبير على «وسائل الإعلام» نتيجة لتنوّع الثقافات، فلقد.. أسهمت فى نشر الأفكار، فثقافة العلوم والتكنولوجيا أثر بقوة  فى تطوير وسائل الإعلام المستخدمة.. وأمام هذا التطور السريع لهذه الوسائل. نجد تأثيراً كبيراً على طرق التواصل وتبادل الثقافات بين البشر.
فكان تأثير «وسائل الإعلام المتطورة» هو الأكبر والأكثر تأثيرا، فتوفر الكتب والمعلومات بشكل إلكترونى على سبيل المثال..  أدى إلى تقليل أعداد الأشخاص الذين يستخدمون المواد المطبوعة على الورق، مثل الكتب والمجلات وغيرها...
وهنا ينهى الأستاذ مروان كلماته.
***
وأعود أنا وأفسر.. الثقافه والإعلام كطرفى مقص.. يحتاج كل منهما للآخر،
ولكن الثقافة هى «المادة» .. هى «المضمون»، والتى يحتاجها الإعلام ..
 لنشرها والتعامل معها.
فبدون تلك «المادة» .. ماذا سينشر الإعلام؟!
***
 الثقافة
 هى الخصائص والصفات المُشتركة لمجموعة من الناس،  وتشمل اللغة.. والدين ..والطعام ..والعادات والتقاليد الاجتماعيّة..  والموسيقى.. والفنون..
وأنماط الزواج.. وطرق الجلوس على المائدة.. وكيفيّة أداء التحية للغير..
 وغيرها من السلوكيات.. والتفاعلات المُشتركة التى يتم تعلُّمها فى التنشئة الاجتماعيّة..
والثقافه انعكاس للقيم والمُعتقدات والعادات.. وتظهر فى التاريخ والتراث..وطرق التعبير عن الأفكار.. بالإضافة إلى أنّها تقيس جودة الحياة.. وصحّة المُجتمع.
أما الإعلام 
فهو وسيلةً نقل المعلومات المُختلفة إلى أعداد كبيرة من الناس، خلال فترة زمنيّة قصيرة، وفى آن واحد،
 وقد تكون هذه المعلومات أخبارا.. أو إعلانات تجارية.. أو خدمات عامّة أو خاصّة..
 ومن هذه الوسائل:  التلفاز.. والراديو.. والصحف.. والمجلات.. والإعلانات الخارجيّة..والأفلام.. والحفلات الموسيقيّة.. ومواقع الإنترنت.. وشبكات التواصل الاجتماعى،  والبريد الإلكترونى.. وتطبيقات الهواتف المحمولة..وهذه الوسائل تُتيح نقل «المعلومات» أى «الثقافة» فى أى مكان وزمان».
***
أما الفن 
فعلى حسب تعريف أحد المعاجم اللغوية.. الفن..
 فهو إنتاج وتطبيق وإبداع.
 الفنّان هو الذى يجعل من الخيال ومحاولاتهِ اليائسة إلى واقع.
 فهو مبدع فى إختياراته وعملهِ .
 وعندما يصبح الشخص فنّانا، يصبح مبدعا.. وعندما يصبح مبدعا يصبح الرّقم واحد فى مجالهِ. 
 ابتكار وعمل شىء خاص وفردى.
 فهو الشخص الوحيد الذى لا يتكرّر.
الفن هو السعى إلى وراء الشىء السرى المبهم الغامض.
 هو الحس الداخلى من الشخص بحيث إن لا أحد يستطيع أن يراه،
 الفن هو العَبْقَرِيّة.
***
 أنواع الفن 
-1-
«فنون مرئية بصرية.
«فنون جميلة».
 وهى الفنون التى ترتبط بالجمال والحس المرهف الذى يلزمها للإحساس بها مثل الموسيقى، الغناء، الرّسم، والتّصوير. 
-2-
«فنون تطبيقيّة»: 
وهى الفنون التى تهتم بشكل أساسى يإنتاج أشياء لها ذوق من الناحية البصريّة مثل العمارة .. التصميم بشتى مجالاتها وما شابهها.
من الأعمال الحرفيّة التى تحتاج إلى الجمال والحس الفنى فى إنتاجها مثل الفسيفساء.
***
وبهذا يتضح لنا وللمرة الثانيه أيضا..
أن الفنون هى المادة.. التى يعيش عليها الإعلام، بل هى من أهم مصادر الدخل لمطبوعاته ولجذب قرائه أو مشاهديه.
***
والخطأ الأكبر هو.. عندما ينظر إلى «الثقافة» و«الفن» من منظورإعلامى فقط!
وليس من منظور« الفن كفن» أو «الثقافه كثقافة».
فالفارق كبير وشاسع..
لا تتسع سطورى ولا دراسات رسالات الماجيستر والدكتوراه ربما لشرحه.
باختصار..
هذه النظره تعيق وتقتل بل تعقم فلسفة الفن والثقافة، بل تقضى على فلسفة الجمال ذاته، وتمحى ماهيتها وأغراضها الأساسية!
وللأسف.. تلك هى الضريبة التى ندفعها اليوم!
أرجو الانتباه ياسادة.. أرجو الحرص ياسادة.
ففى نظرى أن الفصل بين «الإعلام».. و«الثقافة» و«الفنون» قد يكون القرار الأهم فى تاريخنا المعاصر.. لتحصين عقول ووجدان الشعب المصرى بل والعربى، ضد مؤمرات ودسائس «أهل الشر» التى نواجهها والتى مع تطور وسائل الإعلام التكنولوجية القادمة، والتى أحذر كل الحذر منها، لأنها ستكون أكثر فتكا.. وقتلا لعقول وأحلام أجيالنا القادمة!!
***
ولعقود طويلة ولازلنا نعيش كارثة.
هذا الهرم .. المقلوب!
كانت المعادلة ولازالت مقلوبة فى عالمنا الحالى.
وأتساءل.. كيف تظل «الثقافه والفنون» تحت مظلة واسم «الاعلام»؟!
ألم يحن الوقت بعد.. لإعادة الأمورإالى نصابها الحق
أم..
 سنظل نعيش فى نفس هذا الخطأ الفادح؟!
وأسأل..
هل نريد أن يذكرنا التاريخ بعد كل هذه الثورات.. أننا سرنا على نفس درب من ثار الشعب المصرى عليهم وأسقطهم؟!
هل سنكرر نفس الخطأ من جديد؟!!!
التاريخ لا يرحم ياسادة.
وعقول الناس أمانه.
سيسألنا الحق العدل عنها، من لا يغفل ولا ينام.
***
ودعونى أختتم كلماتى .. بالعبقرى «جمال حمدان»: “المفكرون الحقيقيون قلة، وكل مفكر مثقف.. ولكن..  ليس كل مثقف مفكراً.. تماماً كما أن كل مثقف متعلم، و لكن.. ليس كل متعلم مثقفًا.
الواقع.. 
أن هناك هرماً من ثلاث طبقات: 
القاعدة العريضة جداً: المتعلمون..القاعدة الوسطى القليلة: المثقفون..القمة العليا الضيقة جداً:  المفكرون.
والفكر مركب من ثلاثة عناصر:
العلم - الفلسفة – الفن.. 
و كل عنصرين لا يصنعان مفكراً ولا فكراً.
المعادلة هي:  الفكر = العلم × الفلسفة × الفن. 
بالضرب لا بالجمع.. كناية عن التفاعل العضوى الخلاق بين أطراف الثلاثية. 
***
وللحديث بقية









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة