استعرض الرئيس عبد الفتاح السيسى، جهود الدولة المصرية فى رئاسة الاتحاد الأفريقى على مدار العام الماضى، وحرص الرئيس فى البداية على تقديم التهنئة إلى آبى أحمد رئيس وزراء إثيوبيا لحصوله على جائزة نوبل للسلام، مقدما التحية والتقدير إلى شعوب القارة الأفريقية التى ندين لها بالثقة من أجل تحميل الرؤساء والقادة للمسئولية لتحويل الواقع الأفريقى إلى مستقبل أفضل ومن أجل الوفاء بالعهد لهذه الشعوب.
وأضاف الرئيس السيسى خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية للاتحاد الأفريقى، شرفت مصر بتولى مسئولية الاتحاد الأفريقى على مدار العام الماضى تسارعت خلاله خطى أفريقيا بكل قوة وثبات، وكان التعاون الصادق والإدارة القوية أبلغ الأثر لتحقيق ما يبلى من طموحات للقارة الأفريقية على صعيد العمل المشترك، متابعا: ولا يخفى عليكم أن فترة الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقى اتسمت بالزخم الشديد على جميع المستويات وفى مختلف المجالات، فى إطار حرص مصر على الاطلاع بمسئوليتها بكل صدق وأمانة فى المحافل الاقليمية والقارية كافة.
وقال الرئيس السيسى، أن الدولة المصرية لمست عن قرب، حجم التحديات التى تواجه القارة الأفريقية، وحجم الفرص الواعدة لتحقيق التقدم والتنمية.
وأشار الرئيس السيسى إلى أنه وبالرغم من تنامى التحديات أمام القارة لا سيما استمرار النزاعات وزيادة مخاطر الإرهاب والتطرف خاصة فى منطقة الساحل والقرن الأفريقى، فقد حرصنا على تعزيز حالة الأمن والسلم فى القارة معتمدين على ترسيخ مبدأ الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية باعتباره السبيل الأمثل للتعامل مع أزمات القارة وفهم خصوصيات الدول والشعوب الأفريقية.
وأضاف الرئيس السيسى، أن هذا المبدأ ليس طرحًا نظريًا حيث طبقته مصر عمليًا هذا العام من خلال العديد من المبادرات لا سيما من خلال استضافة قمتين تشاوريتين حول ليبيا والسودان، كما اختبرنا هذا الطرح خلال العام المنصرم فى العديد من القضايا مثل غينيا بيساو وجنوب السودان وأفريقيا الوسطى.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسى، أن رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى خلال العام الماضى، شهدت انفتاح أفريقيا على المؤسسات الدولية لتحقيق التنمية الشاملة، وتنفيذ المشروعات القومية القارية داخل القارة فى إطار المنفعة المتبادلة، مشيرا إلى أن جهود مصر تكللت بإطلاق خطة العمل لتطوير البنية التحتية 2021- 2030، مثل مشروع وضع الخطة الرئيسية للربط الكهربائى القارى تمهيدًا لإنشاء السوق الأفريقى للطاقة، ومشروع القاهرة - كيب تاون وغيرها من مشروعات الطرق والسكة الحديد وغيرها.
وأضاف الرئيس السيسى خلال كلمته فى الجلسة الافتتاحية للقمة الأفريقية، مضاعفة عوائد الاستثمار متوقفة على تمكين ودعم الشباب والمرأة فى أفريقيا وتسليحهم بالوسائل التكنولوجية الحديثة، انطلاقا من كونهم العامل الديموجرافى فهم نصف الحاضر وكل المستقبل، مشددا على أن الإشراك الفعال للمرأة والشباب ضرورة قصوى لتحقيق التنمية وإحلال السلام، وتضمن للواقع الأفريقى مستقبل أفضل.
وأشار الرئيس السيسى إلى أن العام الماضى شهد العديد من التحركات والمبادرات لدعم الشباب، مثل مبادرة تأهيل مليون شاب بحلول عام 2021 لتوظيف الشباب الأفريقى.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسى، أن الاتحاد الأفريقى شهد خلال السنوات الماضية جهود كبيرة لتحديث آلياته من خلال إصلاح طموح للإصلاح المالى والإدارى والمؤسسى، ونتطلع أن تحقق أهدافه من خلال ترشيد استخدام الموارد المالية والعمل بكفاءة وفعالية وترسيخ ملكية الدول الأعضاء للبيت الأفريقى، مشيرا إلى أنه خلال العام الماضى تم تنفيذ خطوات للإصلاح وترجمة مقرراته إلى نتائج ملموسة، وإصلاح إجراءات منظومة التوظيف بالاتحاد الأفريقى، وتفعيل صندوق السلام، وستستمر هذه الجهود فى هذا الملف الحيوى حيث تنظر هذه القمة للمقترح النهائى للهيكل الجديد لمفوضية الاتحاد الأفريقى.
وأضاف الرئيس السيسى: "تعتز مصر بتمثيل أفريقيا وتضع نصب أعينها دائما مصالح وتطلعات شعوب القارة، وحرصت على المشاركة فى جميع المحافل الدولية التى اختصت بأفريقيا بداية من الجمعية العامة للأمم المتحدة، مرورا بقمتى مجموعة السبع، ومجموعة العشرين، والاجتماعات الاستراتيجية المتنوعة مع اليابان وروسيا والمانيا وبريطانيا..حملى على عاتقى شواغل وآمال القارة الأفريقية فى الحياة الكريمة والتنمية المستدامة وفرص العمل..ومتحدثا بلسان القارة، ووضع أفريقيا على الخريطة الاستثمارية، واستفادة أفريقيا من ثرواتها الطبيعية الهائلة".
وأشار الرئيس السيسى إلى أن جهود فى مصر فى رئاسة الاتحاد الأفريقى، والنتائج المرجوة التى تحققت كانت من خلال التفاعل المثمر الذى اتسمت به جهودنا وثقتكم الغالية وتعاونكم البناء، قائلا: "أتوجه بكل الشكر للدول الأعضاء ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى وأجهزة الاتحاد من أجل دعم مختلف المبادرات والمساعى التى شهدها العالم، وأتقدم بخالص التهنئة إلى رئيس جنوب أفريقيا الذى يستلم مهام رئاسة الاتحاد الأفريقى بداية من اليوم، وثقتى فى القيادة الحكيمة لرئاسة جنوب أفريقيا للاتحاد.. وأؤكد الدعم التام والمستمر الذى سيبذلها من إنجازات.. وأعدكم بأن الجهود التى بذلتها مصر خلال رئاسة الاتحاد الأفريقى لن تكون نهاية المطاف.. وستظل مصر لدورها التاريخى لتعزيز أطر العمل الأفريقى المشترك، والتنسيق ومتابعة كل المبادرات والأنشطة التى تم أطلقها الرئاسة المصرية خلال رئاستها للاتحاد لضمان الاستمرار فى المستقبل واستثمارها على المستوى الأمثل.
وتابع الرئيس السيسى موجهًا حديثه للشباب الأفريقى: "لا يزال الطريق نحو المستقبل وتحقيق التنمية للقارة الأفريقية ممتدا باتساع آمالكم.. ولابد من السير على هذا الطريق بالعمل الجاد والفكر الثاقب، معتمدين على القدرة الذاتية الوطنية القارية، مع الترحيب مع أى تعاون دولى على أساس الاحترام والمنفعة المتبادلة.. ولا أقول لكم لا تهتموا بالصعاب ولكن أدعوكم للمواجهة.. وإننى على ثقة على قادرة معانا على تغير الواقع وصياغة مستقبل أفضل، ويضعها فى مكانها المستحق بين دول وقارات العالم.
وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، على استعداد مصر الكامل لاستضافة قمة أفريقية مخصصة لبحث إنشاء قوة أفريقية لمكافحة الإرهاب، مضيفا فى كلمته امام قمة الاتحاد الأفريقي: "أؤكد استعداد مصر لاستضافة عقد قمة أفريقية مخصصة لبحث إنشاء قوة أفريقية لمكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أن القمة الأفريقية الخاصة يأتى من واقع مسؤوليتها وإيمانًا منها بأهمية ذلك المقترح لتحقيق السلم والأمن فى أفريقيا.
ودعا الرئيس السيسى خلال كلمته للتشاور المستفيض حول كل الأبعاد التنظيمية والموضوعية لتلك القمة، وأن تكون هذه القوة المقترحة بمعرفة مجلس السلم والأمن الأفريقى وهيئة مكتب اللجنة الفنية للدفاع على أن تعرض على هيئة مكتب القمة فى أقرب وقت.