تظل رواية ثلاثية "الولايات المتحدة" أعظم ما كتبه الروائى الأمريكي جون باسوس على الإطلاق، ويعدها البعض من أهم الروايات فى الأدب الأمريكى المعاصر، كما أنها ضمن قائمة أفضل 100 رواية عالمية صدرت حتى نهاية القرن العشرين.
قدم "باسوس" من خلال ثلاثية الولايات المتحدة شكلاً جديداً من أشكال الرواية وظف فيه السرد فى تحليل مجتمع هائل ومتنوع كالمجتمع الأميركي، وقدم فى النهاية وثيقة تاريخية تشهد على أهم فترة من فترات التاريخ الأميركى، تلك الفترة التى خرجت فيها أميركا من عزلتها لتنفتح على العالم وتفتح شهيتها لأسواق العالم وتفرض وجودها على سياسات العالم أى خروجها من مرحلة نموها الرأسمالى إلى مرحلة الإمبريالية التى كانت لا تزال سمة من سماتها منذ مطلع القرن العشرين.
كان جون روديريجو دوس باسوس (1896 – 1970) روائيًا أمريكيًا وفنانًا نشطًا فى النصف الأول من القرن العشرين، ولد فى شيكاغو، وتخرج من كلية هارفارد فى عام 1916، زار أوروبا والشرق الأوسط، حيث تعلم الأدب والفن والعمارة، خلال الحرب العالمية الأولى، كان سائق سيارة إسعاف لجماعات المتطوعين الأمريكيين فى باريس وإيطاليا قبل التحاقه بالجيش الطبى لجيش الولايات المتحدة.
فى عام 1920 نُشرت روايته الأولى One Man's Initiation: 1917، وفى عام 1925 أصبحت روايته Manhattan Transfer من الكتب الأكثر مبيعا، فى عام 1928، ذهب إلى الاتحاد السوفيتى لدراسة الاشتراكية، وأصبح فيما بعد مشاركًا رئيسيًا فى مؤتمر الكتّاب الأمريكيين الأوائل لعام 1935 برعاية رابطة الكتاب الأمريكيين الشيوعية، وكان فى أسبانيا فى عام 1937 خلال الحرب الأهلية الإسبانية، اغضب مقتل صديقه خوسيه روبليس موقفه من الشيوعية، وأدى إلى قطع علاقته مع زميله الكاتب إرنست همنغواى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة