احتشد أكثر من 13 ألف شخص على الحدود البرية بين تركيا واليونان، وذلك بعد أن أعلنت أنقرة رسميا فتح حدودها الغربية أمام المهاجرين واللاجئين المتجهين إلى الاتحاد الأوروبى، وذكرت منظمة الهجرة الدولية - في بيان لها اليوم الأحد، أن آلافا من المهاجرين بينهم عائلات لديها أطفال صغار، قضوا ليلة باردة على طول الحدود بين تركيا واليونان.. حسبما أفاد به عاملون في المنظمة.
وأوضحت أنه بحلول مساء السبت، لاحظ أفراد المنظمة العاملون على طول الحدود بين تركيا واليونان أن ما لا يقل عن 13 ألف شخص احتشدوا عند نقاط العبور الحدودية الرسمية في بازار كولي وإيبسالا ومعابر حدودية غير رسمية متعددة.
وقال رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في تركيا لادو جفيلافا: "لقد زاد عدد المهاجرين الذين يعبرون (أدرنة) باتجاه الحدود طوال اليوم مع وصول السيارات وسيارات الأجرة والحافلات من إسطنبول".
وأضاف جفيلافا : أن معظم هؤلاء الأشخاص من الرجال ولكن توجد أيضا مجموعات عديدة من الأسر بصحبة أطفالها الصغار .. مشيرا إلى أنه يتم توزيع الوجبات وغيرها من الإمدادات الأساسية في المدينة لكن درجات الحرارة تنخفض إلى ما يقرب من الصفر والرياح شديدة السوء ؛ "لذلك نحن قلقون بشأن هؤلاء الأشخاص الضعفاء الذين يتعرضون لتلك الظروف".
وتصاعدت التوترات على الحدود التركية اليونانية منذ الجمعة الماضية، حيث أطلقت الشرطة اليونانية الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية لتفريق أعداد متزايدة من المهاجرين الذين تجمعوا عند حدود البلاد الشرقية قادمين من جارتها تركيا، والتي وفرت حافلات لنقلهم إلى المنطقة وتركت حدودها مفتوحة.
وردا على قرار تركيا بدفع المهاجرين واللاجئين إلى الحدود مع اليونان، قررت الحكومة اليونانية إغلاق حدودها البرية والبحرية أمام جميع الأشخاص الذين لا يحملون وثائق رسمية.
من جانبه أعلن نائب وزير الدفاع اليوناني الكيفيديس ستيفانيس، اليوم الأحد، أن المهاجرين الذين تجمعوا عند الحدود اليونانية التركية قاموا بنحو 9600 محاولة لعبور البلاد خلال الليلة الماضية.
وقال ستيفانيس - قبيل مغادرته إلى منطقة الحدود، وفقًا لما ذكرته صحيفة (كاثمريني) اليونانية - "إن كافة المحاولات نجحنا في إفشالها".
وذكرت السلطات اليونانية أنه على الحدود عند مدينة كاستانيي، كان هناك نحو 3 آلاف مهاجر في انتظار عبور اليونان.
وكانت الشرطة اليونانية قد أطلقت الغاز المسيل للدموع لإبعاد مئات المهاجرين الذين احتشدوا لعبور الحدود من تركيا أمس السبت، حيث اتهمت اليونان أنقرة بإرسال المهاجرين إلى الحدود في هجوم منظم، وقالت إنها مصرة على إبعادهم، فيما صرحت أنقرة يوم /الخميس/ الماضي بأنها لن تمنع من الآن فصاعدًا مئات الآلاف من طالبي اللجوء من بلوغ أوروبا، وذلك بعد مقتل 33 جنديًا تركيًا في ضربة جوية بمنطقة إدلب السورية.
وكان وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، أعلن اليوم الأحد، أن الآلاف من المهاجرين قد غادروا البلاد باتجاه أوروبا.
وقال المسؤول التركي - وفقًا لما أوردته قناة "سكاي نيوز" الإخبارية - إن تعداد المهاجرين الذين غادروا ولاية "أدرنة " شمال غربي البلاد باتجاه أوروبا بلغ 76 ألفا و358 شخصًا.
يشار - في هذا الصدد - إلى أن تدفق المهاجرين إلى الحدود الغربية لتركيا بدأ يوم الخميس الماضى، عقب إعلان (أنقرة ) أنها لن تعيق حركة المهاجرين غير الشرعيين باتجاه أوروبا، حيث أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان - في وقت سابق - أن بلاده ستبقي مفتوحة " أبوابها " أمام اللاجئين الراغبين في التوجه إلى أوروبا، مشيرا إلى أن بلاده لا طاقة لها لاستيعاب موجة هجرة جديدة.
يُذكر أن مليون لاجئ ومهاجر عبروا من تركيا إلى الجزر اليونانية عام 2015؛ مما أثار أزمة هجرة في أوروبا، غير أن هذا المسار أغلق تماما بعد أن اتفق الاتحاد الأوروبي مع (أنقرة ) في مارس 2016 على وقف تدفق المهاجرين .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة