حضارة أبهرت العالم ولازالت تحمل فى جعبتها الكثير لتقدمه لعشاق هذا التاريخ، إنها الحضارة الفرعونية التى يتسابق علماء العالم لفك ألغازها وأسرارها التى بقيت حتى اليوم تٌحير الملايين، حيث لازال هناك الكثير مختبئ فى باطن أرض مصر لم يظهر بعد.
ومن جديد تتحول أنظار العالم إلى مصر فى انتظار هدية فرعونية جديدة، حيث من المفترض افتتاح المتحف المصرى الكبير نهاية العام الجارى، والذى سيقدم لعاشقى الحضارة الفرعونية وجبة دسمة تتضمن قطعا أثرية فى عرضها الأول، وأخرى تم جمعها من متاحف ومناطق أثرية مختلفة لتحكى عن هذا التاريخ وأسراره.
ويقع المتحف على مساحة 470.974 مترا مربعا، ويضم مركزا لترميم الآثار على مساحة 133.282 مترا مربعا، ومساحة المباني الملحقة 34.014 مترا مربعا، وتبلغ واجهته 600 متر عرضاً، وطوله يصل إلى 45 مترا, بارتفاع 5 أدوار، وذات حوائط شفافة مضاءة ليلاً لترى من مختلف أنحاء القاهرة.
ويضم المتحف عدداً من المباني والقاعات المتنوعة على غرار «مبنى المتحف الرئيسي، والساحة الرئيسية، ومدخل كبار الزوار، وبهو رمسيس، ومبنى المؤتمرات، وحائط الأهرامات، والحديقة الترفيهية، وحديقة الأطفال، ومركز الترميم والطاقة، والدرج العظيم، ومطعم الأهرامات والمسلة، وقاعة الملك توت عنخ آمون»، ويعد المتحف المصري الكبير من أكبر المتاحف الأثرية في العالم، وسيُعرض فيه 50 ألف قطعة أثرية، بجانب ترميم واستضافة 50 ألف قطعة أخرى.
كنوز الملك الذهبى:
وتعد مقتنيات الملك توت عنخ آمون والتى ستعرض بالكامل لأول مرة، من أهم المعروضات عبر قاعة مخصصة للملك الذهبي، والتي يتعدى عددها 5000 قطعة ويتصدرها تابوت الملك الفرعوني، حيث كانت عملية ترميمه من أهم عمليات الترميم التى جرت خلال الفترة الماضية، ويعتبر هذا التابوت أحد التوابيت الثلاثة للملك الشاب التي تتخذ شكل الملك في الوضع الأوزيري.
وتم اكتشافها في غرفة دفنه عام 1922، ويمثل التابوت الخارجي المصنوع من الخشب المُذهب، الملك على هيئة المعبود أوزير، واليدان مكسوتان برقائق من الذهب ومتقاطعتان على الصدر، وتُمسكان بالشارات الملكية المطعمة بعجينة زجاجية زرقاء وحمراء، ويبلغ طول التابوت 223.5 سنتيمترا، وعرضه 86.8 سنتيمترا، وارتفاعه 105.5 سنتيمترات، وللتابوت مقابض فضية كانت تستخدم لتحريك الغطاء.
كما استقبل المتحف 57 قطعة من كنوز «الفرعون الذهبي» توت عنخ آمون، وتتكون من قطع متميزة من الصدريات والقلائد المذهبة والمطعمة من الأحجار الكريمة.
كما استقبل المتحف المصرى الكبير السرير الجنائزى الثالث للملك توت عنخ أمون، ويصور السرير نقوش للملك توت بعد وفاته بالإله الأكبر أو ابن الاله الذى تحمله البقرة "محت ورت"، ويعلو رأس البقرة علا جانبا السرير قرنان يتوسطهما قرص الشمس وعيون البقرة بها دموع سوداء وجسدها مغطى بالنجوم السوداء التى ترمز إلى أرض مصر والمعروفة بالأرض الخصبة السوداء.
الدرج العظيم:
من المقرر أن يتم عرض 87 قطعة فى الدرج العظيم تم نقل حتى الان 70 قطعة أثرية وجاري نقل باقي القطع تباعا، ويعتبر تمثال رمسيس الثانى هو أول المستقبلين لزوار المتحف، ثم تتوالى مجموعة من الآثار لأشهر ملوك عبر مختلف العصور.
وبجوار التمثال الضخم تم تثبيت عمود مرنبتاح، والذى وتم اكتشافه في مارس عام 1970 في أثناء التنقيب عن معابد مدينة «أون» الأثرية بمنطقة عرب الحصن بالمطرية، وفي عام 2006 نُقل العمود إلى قلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة، حيث تم ترميمه، ونقله إلى المتحف المصري الكبير.
ومن أهم القطع التى تم نقلها من المتحف المصري بالتحرير، لعرضها على الدرج العظيم عند افتتاح المتحف في عام 2020، هما تمثالين من الجرانيت الوردي للملك سنوسرت الأول وثالوث للملك رمسيس الثاني والإله "بتاح" والمعبودة سخمت من الجرانيت الوردي، يبلغ وزنه 20 طنا ورأس مسلة للملكة حتشبسوت من الجرانيت الأحمر نحت عليها ألقاب التتويج الخاصة بها ونقش يصور الآلة آمون، ويبلغ وزنها 14 طنا.
وتابوتان يحويان اثنين من المومياوات، إحداهما لنبيل في مصر الفرعونية، والثاني لزوجته، وتخص المومياء الأولى أحد النبلاء، وهو "سنجم"، الذي يُقال إنه كان شخصية بارزة خلال حكم الملكين الفرعونيين "سيتي الأول" و"رمسيس الثاني"، ويرجع اكتشافهم إلى عالم الآثار الفرنسي جاستون ماسبيرو خلال عام 1886.
قطع أثرية تم جمعها من مناطق متفرقة:
استقبل المتحف المصري الكبير 249 قطعة أثرية من المتحف المصري بالتحرير ومنطقة آثار تل بسطا بالزقازيق، من أهمها تمثال ثلاثي من الجرانيت الوردي يتوسطه الملك رمسيس الثاني وعلى جانبيه المعبود بتاح والآلهة حتحور وهو من نتاج أعمال حفائر البعثة المصرية الألمانية المشتركة في منطقة تل بسطا.
والتمثال من القطع الثقيلة التي ستعرض على الدرج العظيم بالمتحف، وتبلغ أبعاده 198×155×58 ويزن حوالي 4 أطنان، ومجموعة متميزة من التماثيل الملونة المصنوعة من الحجر الجيري والتي تصور كبار رجال الدولة والكتبة من عصر الدولة القديمة، بالإضافة إلي مجموعة من الأبواب الوهمية المصنوعة من الحجر الجيري أيضًا والمزينة بالنقوش والكتابات الهيروغليفية والخراطيش الخاصة بالملك بيبى.
واستقبل المتحف المصرى الكبير بميدان الرماية تمثالين من الجرانيت أحدهما للملك رمسيس الثانى والآخر للإله حورس، قادمين من حديقة المسلة بالجزيرة، والتمثالين كانا يعرضان بحديقة المسلة منذ عام 1962، حيث تم نقلهما فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، من منطقة آثار المطرية إلى حديقة مسلة الجزيرة ومكثا فيها قرابة 58 عاما.
ميدان المسلة المعلقة:
ميدان المسلة المعلقة في المتحف المصري الكبير من أهم المعالم، حيث أنها ستكون المسلة المعلقة الوحيدة فى العالم، وترجع المسلة للملك رمسيس الثاني وتم نقلها من منطقة صان الحجر الأثرية بالشرقية
و تم تصميم الميدان بما يمكن الزائر من رؤية خرطوش الملك رمسيس الثاني الموجود أسفل قاعده بدن المسلة، والذي ظل بعيدا عن الأنظار ما يقرب من 3500 عام تقريبا، ومن خلال التصميم يمكن للزائر لميدان المسله الدخول إلى قاعدة المسلة لرؤية القاعدة الأثرية أسفله، وبالنظر إلى أعلى يمكن رؤية خرطوش الملك رمسيس الثاني في بانوراما تخطف الأبصار.
ومن الناحية الهندسية فالتصميم فريد من نوعه في العالم بحيث تكون المسلة معلقة على أربعة أعمدة مع مراعاة الأحمال والاهتزازات على جسم المسلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة