أثارت تفاصيل عملية هروب كهل تونسى(73 سنة)مصاب بفيروس كورونا من تونس إلى فرنسا على متن الرحلة رقم 246 التابعة للخطوط الجوية التونسية مساء أمس الاثنين، الكثير من الجدل والتساؤلات التى رافقت فرار المصاب من مدينة بنزرت ثم وصوله إلى تونس العاصمة ، والصعود على متن الطائرة رفقة ابنته في رحلة وصفتها وسائل الإعلام التونسية بـ"رحلة الرعب".
وكان المُصاب بفيروس كورونا قد وصل تونس منذ 10 أيام قادما من مدينة ستراسبورج الفرنسية، وتم اكتشاف إصابته بفيروس كورونا بالصدفة عن طريق مصحة خاصة بمدينة بنزرت لدى اتصاله بهم من أجل العلاج وإجراء فحوصات نتيجة معاناته من حالة إعياء.
وأعلنت وزارة الصحة التونسية أمس إصابة الكهل التونسي المؤكدة بفيروس كورونا ضمن 3 مصابين تم الإعلان عنهم في البلاد ليرتفع العدد الإجمالي إلى 5 إصابات مؤكدة بالفيروس في البلاد.
وصرح المدير الجهوي للصحة في بنزرت جمال الدين السعيداني بأنه "بعد أن تعذّر التواصل مع المُصاب بفيروس كورونا، أكد صهره أن ابنة هذا الشخص قدمت من مدينة ستراسبورج وقد تولت اصطحاب والدها والعودة به لتلك المدينة الفرنسية".
وقال أحد المسافرين على متن الرحلة "حمزة" في تصريحات إعلامية لراديو "موزاييك" التونسي اليوم : "إنه سبق وأن التقى بنفس المُصاب الأحد الماضي خلال عودته إلى تونس وسمح له بالعبور لكبر سنه..كاشفا أن الطائرة حطت في مطار قرطاج في ساعة متأخرة من الليل ليتفاجئ بغياب أفراد المراقبة الصحية ؛ ما سمح لعدد كبير من المسافرين بالعبور دون التثبت من درجة الحرارة والخضوع للمراقبة الروتينية.
وأضاف حمزة أن "رحلة الأمس كانت عادية إلى حين الوصول إلى مطار ستراسبورج حين اكتشفوا حركة غريبة وانتشار أمني قرب الطائرة وتم منعهم من المغادرة وفرضوا عليهم البقاء لأكثر من الساعة داخل الطائرة".. لافتا إلى أن المسافرين حافظوا على هدوئهم إلى حين رؤية سيارة إسعاف تقترب من ممر الهبوط وصعد شخص إلى الطائرة يرتدي ملابس واقية وأنزل الشيخ وابنته مباشرة.
وأشار إلى أن قائد الطائرة أبلغهم بوجود مسافر مصاب بفيروس "كورونا" وطلب منهم ملء استمارة البيانات فور نزولهم ؛مما تسبب في حالة من الفوضى والرعب في صفوف الركاب وأصابتهم الهستيريا وألقوا اللوم على طاقم الطائرة رغم تأكيداتهم أنه لم يتم إبلاغهم بالمصاب..قائلا "رغم حالة الاحتقان تحلى الطاقم برباطة جأش وتفهموا غضب المسافرين" حسب تعبيره.
وذكر مصدر من الخطوط التونسية لصحيفة "الصباح" التونسية اليوم أن الطائرة كان على متنها 5 مضيفين وقائدا الطائرة ، وقد تفطنوا منذ انطلاق الرحلة إلى الرجل وابنته حيث كانت تبدو عليه علامات ارتفاع درجة الحرارة وبعد جدال ورفض ابنته الإفصاح عن الحالة الصحية لوالدها أكدت فيما بعد أنه مصاب بفيروس كورونا وتولى الطاقم ارتداء القفازات ووضع الكمامات والتنسيق مع السلطات الفرنسية التي تولت تخصيص مكان معزول لنزول الطائرة.
وأضاف المصدر أن الطائرة عادت بدون ركاب، وكان في استقبالها بمطار العوينة سيارتي إسعاف وتم إخضاع كل أفراد الطاقم للحجر الصحي الذاتي في منازلهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة