أكدت دراسة علمية للباحث الدكتور حسام شاكر المدرس المساعد بقسم الصحافة والنشر بإعلام الأزهر أن الصورة الصحفية تؤدى دورا مهما فى تحريك الرأى العام لبناء تحيزات سلبية أو إيجابية تجاه العديد من قضايا الإرهاب.
الدكتور حسام شاكر
وقال حسام، شاكر، إن الدراسة تعد من أكثر العوامل التى تخضع للتحيز فهى فى طبيعتها متحيزة بداية من انتقاء الحدث، وزاوية الالتقاط، مرورا بتخصيص مساحة لها فى الصحيفة، إلى أن تنتهى بتعليق مصاحب يخضع لميول وأهواء المحرر أو المصور، كما يستمر التحيز مع الجمهور فى فهمهم لمدلول الصور حسب معتقداتهم وتعاطفهم أو كرههم للمواقف والأحداث.
وقررت لجنة الحكم والمناقشة التى تكونت من الدكتور عبدالعظيم خضر رئيس قسم الصحافة والنشر بإعلام الأزهر مشرفا والدكتور رضا أمين وكيل كلية الإعلام مناقشا داخليا والدكتور محمد وهدان مناقشا خارجيا منح الباحث درجة العالمية (الدكتوراة) بمرتبة الشرف الأولى مع التوصية بالطبع والتداول بين الجامعات.
وأوضحت الدراسة (معالجة الصورة الصحفية لقضايا الإرهاب وعلاقتها ببناء التحيزات دراسة تطبيقية مقارنة) المقدمة لنيل درجة الدكتوراة فى الصحافة والنشر، أن الصورة كان لها تأثير فى تنفير الناس من الأعمال الإرهابية، نظرا لوحشية صور الضحايا وآثار الدمار فى كثير من البلدان العربية، وعلى النقيض من ذلك كان لها تأثير فى تجنيد العديد من الشباب العربى والغربى من خلال إعجابهم بصور أعضاء الجماعات وبالعمليات التى يقومون بها.
وأضافت، أن الإرهابيين يستخدمون الصورة فى تحقيق أكبر قدر من الدعاية لهم بدليل ما أشار إليه أيمن الظواهرى -أحد أبرز قيادات تنظيم القاعدة- فى مقولته : إن التغطية الإعلامية للعمليات تعنى أن التنظيم كسب نصف المعركة، وما ذكره أبو بكر البغدادى زعيم تنظيم داعش: إن الجهاد الإعلامى هو نصف الجهاد، وهو مايؤكد قوة تأثير الصورة فى عرضها للإرهابيين بالتنفير منهم أوالتقرب اليهم؛ حيث تختلف الصورة عن الكلمة المكتوبة فى التلقي، فالقراءة تتطلب التأمل وإشغال الذهن، أما الصورة فلاتحتاج جهدا ذهنيا كبيرا لتلقيها، ولهذا تهتم الصحف اهتماما بالغا بصور قضايا الإرهاب، فتتصدر الصحف ونشرات الأخبار التليفزيونى.
وبينت الدراسة أن السنوات الأخيرة الماضية شهدت أحداثا جمة من أعمال عنف وإرهاب على الصعيدين الإقليمى والدولى كانت الصورة هى البطل الحقيقى لها سواء بتحيزها وكشفها للجناة، أوبإبراز الأضرار التى نتجت عن هذه الأعمال، كما أدت بعـض التغطيـات الإعلاميـة المصورة عـن العمليـات الإرهابية إلــى بــث بعــض مــن البلبلــة والغمــوض، مما تسبب فى عـدم القـدرة علـى تحديـد الجهـات القائمـة بالعمـل الإرهـابي، إضافة إلى أن بعض التغطيات الإعلامية لمصورين ذوى كفاءة محدودة قد يخلق تعاطـفا من بعـض الجمهـور مـع التنظيمات الإرهابية ويدعمها بشكل كامل.
يذكر أنه حضر المناقشة الدكتور عبدالحى عزب رئيس الجامعة الأسبق، واللواء أيمن عبدالله مستشار وزير الرياضة واللواء محمد عبدالحليم مساعد مدير أمن السويس ووكيل جمارك وموانئ الإسكندرية الأسبق والشيخ محمد زكى أمين عام مجمع البحوث الإسلامية الأسبق وعضو لجنة المصالحات بالأزهر، والدكتور غانم السعيد عميد كلية الإعلام وسعاد بكر أمين عام مساعد فرع البنات بجامعة الأزهر والدكتور محمود الصاوى وكيل كلية الدعوة والدكتور عبده إبراهيم عميد كلية اللغة العربية بالقاهرة والدكتور علاء جانب أمير الشعراء والدكتور أحمد زارع المتحدث الرسمى لجامعة الأزهر، ودكتور أحمد بركات مدير المركز الإعلامى بمشيخة الأزهر، وسعد المطعنى كبير المذيعين بإذاعة القرآن الكريم، ومحمد عبدالعظيم مدير عام البرامج الدينية الأسبق بالتليفزيون ومحمد أبوالفضل مدير مركز التعليم والإعلام والاتصال بالهيئة العامة للاستعلامات ولفيف من الصحفيين والإعلاميين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة