علاقة تاريخية لا يُمكن التشكيك فيها أو المساس بها امتدت على مرّ العصور بين الشعبين المصري والكويتي، والدلائل عليها كثيرة سواء على مدار التاريخ أو حتى في الحياة اليومية.
بعض الأصوات تظهر من حين إلى آخر مُحاولة تشويه هذه العلاقات المتميزة والإيقاع بين البلدين وشعبيهما، فيما أن وعيهما أكبر من كل ما يُحاك ضدهما. ولعل أزمة فيروس كورونا العالمية تم استغلالها خلال الأسابيع الماضية لمحاولة تحقيق مثل تلك الأهداف الخبيثة، فيما أن العديد من الوطنيين في الكويت ومصر أيضًا تصدوا لها بكل قوة.
هيثم نجاح مُقيم مصري بالكويت منذ سنوات ويعمل في إحدى المدارس في محافظة حولي الكويتية، نموذج على متانة العلاقات بين الشعبين، ففي ظل ما قامت به بعض من الصيدليات بالكويت من استغلال لأزمة كورونا والإقبال على الكمامات، أطلق "نجاح" مُبادرة بعنوان "كمامة مجانًا" حيث قام بشراء عدد من الكمامات وتوزيعها في بعض من الشوارع بالكويت على المارة، الأمر الذي لاقي ترحيبًا وتم الإشادة بها عبر عدة صفحات على السوشيال ميديا.
وفي مقطع فيديو خصّ به "اليوم السابع" أعرب نجاح عن سعادته بما لاقته هذه المبادرة من ترحيب بين الناس، مُشيرًا إلى أنه هدف من مبادرته في إيصال رسالتين، ألا وهما: أن الجميع يجب عليه أن يتكاتف في مصل تلك الظروف منتقدًا من استغلوا الأزمة في بعض الصيدليات، والأخرى أن العلاقة بين الشعبين الكويتي والمصري جيدة جدًا والتعامل بينهما كالشعب الواحد والاحترام مُتبادل.
وقال: "الناس اللي بتشكك في المعاملة تعالوا شوفوا الشرطة عملت أيه مع الوافدين في الحجر الصحي؛ جابوا لهم كراسي ووزعوا عليهم مياه كانت معاملة طيبة"، مضيفًا أن "هناك قلة يريدون أن يصنعوا المشاكل بين البلدين، ولكن هذا لن يحدث لأنهم قلة، والشعبين واحد والحكومة المصرية والكويتية حكومة واحدة وقرارهم واحد.. والناس اللي في مصر لا تستمعوا إلى الشائعات؛ فنحن شعب واحد ونشعر أننا قاعدين في بلدنا، وهي بلدنا الثاني".
وعن القرارات التي اتخذتها الحكومة الكويتية للحد من انتشار "كورونا" أكد "نجاح" أنهم في الكويت معها لأن هدفها في الأساس مصلحة الشعبين، وكل وافد على أرضها؛ موضحًا أنها ليست مثلما يُحاول أن يُصدر البعض عنها صورة سلبية، وجهًا رسالة للمصريين: "لا تنظروا للشائعات". هذا وأكد أنه مُستمر في مبادرته وأي عمل تطوعي خيري في الكويت في صالحها وشعبها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة