قلق متزايد ومخاوف من عدم القدرة على المواجهة تعيشه الولايات المتحدة الأمريكية منذ ظهور فيروس كورونا، خاصة بعدما سجل الفيروس وفيات تقدر بـ22 حالة وإصابة ما يزيد على 550 آخرين في وقت قصير.
المخاوف الأمريكية من انتشار الفيروس لم يسلم منها ترامب نفسه، حيث تزايدت الشكوك حول احتمالات إصابته شخصياً بكورونا بعد مصافحته أعضاء كونجرس يشتبه في حملهم للعدوى، وهى الشكوك التي عززها بحسب شبكة سى إن إن، إعلان البيت الأبيض أن ترامب لم يخضع بالفعل لاختبارات معملية.
وبحسب تقرير نشرته شبكة سى إن إن الأمريكية فإن الانتشار السريع يأتي في وقت يستمر فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الاعتماد على ما أسمته بـ"سياسة التضليل"، مؤكدة أن خطاباته الأولى كانت متفائلة على عكس تحذيرات إدارته حول ضرورة اتخاذ خطوات لمكافحة الفيروس.
وحذرت وزارة الخارجية المواطنين الأمريكيين من السفر على متن سفن الرحلات البحرية كما تراجعت العقود الآجلة لمؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 3.8%، وسط مخاوف من اتساع دائرة التداعيات مع تزايد معدل الانتشار.
وفى الكونجرس، قال السناتور الجمهوري تيد كروز إنه سيعزل نفسه بعد اتصاله بشخص أكد لاحقا أنه مصاب بفيروس كورونا في مؤتمر العمل السياسي المحافظ أواخر الشهر الماضي.
كما أعلن العضو بول جوسار على حسابه بموقع تويتر، أنه سيخضع نفسه لحجر مماثل مع 3 من موظفيه، بعد حضورهم الفعالية نفسها في ماريلاند، وتفاعلهم مع الشخص ذاته.
وعلى الرغم من إشادة ترامب بعمل إدارته إلا أنه من الواضح أن ثقته بدأت تتناقص وسط قلق خبراء الصحة والتساؤلات حول قدرة ترامب على إدارة الأزمات والحفاظ على اقتصاد مستقر إلى حد ما بالإضافة للحد من الأثر السياسي للفيروس في عام الانتخابات.
وفي الأسبوع الماضي، ألقى الرئيس باللوم على إدارة أوباما في إبطاء تطوير مجموعات اختبار فيروس كورونا واستشهد بأرقام الاستطلاع التي قال إنها أظهرت تأييدًا شعبيًا واسع النطاق لقيادته التي مضى عليها أكثر من أسبوعين.
وتأثير كورونا يسلط الضوء على مصداقية تصريحات ترامب وما إن كان سينتهي به الأمر إلى دفع ثمن سياسي للفجوة بين الخطاب والواقع التي ستكون سببا في تناقص شعبيته بين الناخبين من الحزب الجمهوري.
ومن إدارة الصحة العامة يقول أحد المسئولين في الولايات المتحدة أن الوضع غير مبشر، حيث لم يتمكن الجراح الأمريكي جيروم آدمز من تحديد عدد الأشخاص الذين تم اختبارهم حتى الآن بحثًا عن فيروس كورونا في الولايات المتحدة وعندما سألته ال CNN عن الامر قال يصعب إعطاء رقم محدد لأنه يتغير دقيقة تلو الأخرى.
وقال آدمز إنه يوجد حاليًا 75000 من معدات اختبار الفيروس وهو رقم يجب أن يرتفع إلى 2 مليون بحلول يوم الاثنين و4 مليون بحلول نهاية الأسبوع.
ووفقا للتقرير تتناقض ادعاءات ترامب بأن الوضع تحت السيطرة في ظل انتشار المرض في جميع أنحاء البلاد واستمرار حالة الشك بشأن مدى توافر أدوات الاختبار التي تحتاجها السلطات الطبية الحكومية والوطنية.
وبلغ عدد الحالات في الولايات المتحدة على الأقل 550 حالة تأكد ومات 22 شخصا كما أعلنت ثماني ولايات حالات الطوارئ، وقد يكون العدد الحقيقي للعدوى أعلى من ذلك بكثير، ولكن تم إخفاء الأرقام والمستجدات الحقيقية للازمة بسبب التأخير الذي يشير إلى أن إدارة ترامب تضيع وقتًا لا يعوض.
كما أن هناك المزيد من علامات الفوضى التنظيمية حيث يناقش المسؤولون كيفية التعامل مع سفينة الرحلات البحرية قبالة ساحل كاليفورنيا على متنها 3500 شخص، من بينهم 21 أثبتت إصابتهم بالفيروس.
وأخبر قبطان السفينة الكبرى الركاب مساء الأحد أن سكان كاليفورنيا سيخضعون للحجر الصحي في قاعدتين عسكريتين لمدة 14 يومًا، وسيذهب سكان آخرون إلى تكساس أو جورجيا وسيتم الحجر الصحي للطاقم على متن السفينة، وبحسب تطورات الوضع فمن المتوقع أن الفيروس سيبدأ في التأثير على مسار الحياة اليومية في أمريكا قريبا.
وداخل ثكنات الجيش، لم يسلم الجنود من الفيروس، حيث تسود حالة قلق تنتاب وزارة الدفاع الأمريكية بعد انتشار فيروس كورونا وتسجيل 3 إصابات بين الجنود الأمريكيين بحسب ما نشرته شبكة سى إن إن الأمريكية.
وقال متحدث باسم البنتاجون جوناثان هوفمان، إن جندياً من مشاة البحرية الأمريكية تم تعيينه في ولاية فرجينيا أثبت أنه مصاب بعدوى فيروس كورونا الجديد وتم نقله إلى المستشفى.
وقام المتحدث الرسمي باسم البنتاجون بتدوين تغريدة على موقع تويتر، أعلن فيها أن الجندي من قوات المارينز سافر إلى الخارج في مهمة رسمية وعند عودته واجراء الاختبار وجد أنه مصاب بفيروس covid-19 ويتم علاجه الآن فى مستشفي بلفوار المجتمعي.
ويمثل الإعلان حتى الآن أول حالة إيجابية لجندي أمريكي متمركز في الولايات المتحدة.
وأضاف متحدث البنتاجون جوناثان هوفمان إنه تم إطلاع وزير الدفاع مارك إسبير والبيت الأبيض على التطورات.
وفي نفس السياق، فإن هذه الحالة ليست الأولى في الجيش الأمريكي للإصابة بفيروس كورونا، حيث أصيب أحد أفراد البحرية الأمريكية المتمركزة فى نابولي، إيطاليا بالعدوى وكان أول جندي أمريكي يتمركز في أوروبا ويظهر أنه مصاب، وفي حالة منفصلة الشهر الماضي، تبين أن جنديًا أمريكيًا متمركزًا في كوريا الجنوبية أصيب بالفيروس أيضا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة