العالم يحكمه الجنون، هذه جملة ليست خيالية، إنها حقيقة واقعة، تكفى نظرة بسيطة إلى التاريخ لترى كم مجنونا جلس على كرسى الحكم يأمر ونهى ويضع خططا غريبة.
نيرون
ولد نيرون عام 37 ميلاديا، وكان هو ابن شقيق الإمبراطور كلوديوس، وبعد وفاة والده، تزوجت والدته من عمه وأقنعته بأن يكون ابنها نيرون خلفه على العرش، وبالفعل حدث ذلك.
تولى نيرون الحكم بعد موت عمه الإمبراطور عام 54 ميلاديا، ويعتقد أن أم نيرون قد دست السم للإمبراطور، وبعدها صعد نيرون إلى العرش فى سن 17 عاما.
كانت الأم تحاول التأثير على حكم ابنها، وحاولت تأكيد سلطتها فى حياة نيرون الخاصة، عندما بدأ نيرون علاقة غرامية مع كلوديا اكت، التى كانت خادمة سابقة، مما هدد العلاقة بينه وبين أوكتافيا زوجته وابنة عمه، ولم يكترث نيرون.
لم تسكت "أجريبينا" الأم وسعت لتحريض الشعب ضد نيرون، مما جعل الامبراطور ينفيها من القصر الملكى، لكنها لم تقف عند هذا الحد ففى عام 58 ميلاديا كان نيرون يريد أن يتزوج من "اكت" ولكن لم الرأى العام لم يوافق، فوقفت والدته وعارضت طلاقه من أوكتافيا، وهنا قرر نيرون قتلها وهو ما حدث فعلا فى عام 59 ميلاديا.
تقول الكتب المؤرخة لحياة نيرون أنه حتى عام 59 ميلاديا، كان زعيم سخى ومعقول، فقام بإلغاء عقوبة الإعدام، وخفض الضرائب وسمح للعبيد بتقديم شكاوى ضد أسيادهم، وكان يؤيد الفنون والرياضة والترفيه، وقدم المساعدات لمدن أخرى كانت فى أزمة.
وبعد اغتيال تحول نيرون إلى طاغية، فأعدم ونفى المعارضين وأنفق أموال الدولة فى الملذات، وفى عام 64 ميلادية وقع الحريق الكبير فى روما، والذى استمر لمدة 10 أيام، وقضى على 75 فى المئة من المدينة.
إيفان الرهيب
إيفان الرابع، أو إيفان الرهيب، فقد والديه فى طفولته، واشتهر بتعذيبه الحيوانات الصغيرة، وفى عام 1544، عندما كان عمره 14 عاما، استولى على روسيا عن طريق إقرار رئيس الحكومة، وبدأت تتغير أفعاله واعتذر لشعبه عن أفعاله القاسية، لكنه اتضح أنه مصاب بالجنون.
وتكفى اللوحة الشهيرة لإيفان الرهيب وهو يقتل ابنه، وقد رسمها "ريبين" فى العام 1881، للتعبير عن رفضه لجميع أشكال العنف وسفك الدماء فى بلاده.
واستوحى ريبين موضوع عمله من الحفل الموسيقى الذى حضره فى ذات يوم للفنان ريمسكى كورساكوف الذى عزف سيمفونيته الشهيرة آنذاك"عنتر"، فاستخدم واحدة من أبرز الأحداث والشخصيات الدموية فى التاريخ الروسى.
وقد كان إيفان بالرغم من ذكائه وحساسيته ذو شخصية معقدة لما عاناه من ازدراء ومؤامرات النبلاء حوله، وكان أول من أطلق على نفسه لقب قيصر فى تاريخ روسيا، اعتمد مركزية السلطة واتسم حكمه بالدموية، حيث نكل بالنبلاء رجالاً ونساءً، فقام بتصفية عائلات بأكملها، كما أنه عامل معارضيه بقسوة، واعتمد فى ذلك أساليب تعذيب وقتل ضد كل من يشتبه بهم فارتكب العديد من المجازر.
الملك جورج الثالث
وجورج الثالث هو على الأرجح ثانى الحكام المجانين الأكثر شهرة فى التاريخ، وقد جلس جورج الثالث على عرش إنجلترا من 1760-1820، وكان يعانى من مرض وراثى هو "البورفيريا"، الذى أصاب أيضا ماري، ملكة الأسكتلنديين، وتسبب مرض الملك فى مشكلة صعبة لإنجلترا وقتها، وفى عام 1788، قدم "وليام بيت" رئيس الوزراء حلًا (1759-1806)، بحكم ابنه لإنجلترا ليقضى الملك المخلوع وقته فى عزلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة