مدن خاوية ومعالم بلا زوار، هذا المشهد استطاع فيروس كورونا أن يفرضه على إيطاليا التي اضطرت قبل يوم إلى فرض حظر كامل لاحتواء انتشار الفيروس القاتل.
ورصدت شبكة سى إن إن الأمريكية معالم الحياة داخل إيطاليا بعد 24 ساعة من الحظر الشامل في عموم البلاد، مشيرة في تقرير لها الأربعاء إلى أن المواقع السياحية الشهيرة باتت مهجورة، ووقف المواطنين القلقين في طوابير خارج المحلات التجارية التي كانت صاخبة يوما أملاً في الحصول على الطعام دون إصابة بالفيروس.
وسجلت وفيات كورونا في إيطاليا خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، 126 حالة وفاة، وسط مخاوف متزايدة من فشل جهود الحكومة في السيطرة على الفيروس.
وأشارت الشبكة الأمريكية إلى أن إيطاليا شهدت حالة من التخبط خلال اليوم الأول من "الإغلاق الوطنى"، والذى تضمن إيقاف جميع الأحداث العامة وإغلاق المدارس والمتاحف ودور السينما وتعليق المراسم الدينية، بما في ذلك حفلات الزفاف والجنازات.
وفي ساحة القديس بطرس في الفاتيكان تراجع عدد المارة، وخلت المقاعد من الزوار والمصلين، حيث تم إغلاقها امام السياح ولكن طلب من الكهنة أن يتحلوا بالشجاعة الكافية للمخاطرة بتعرضهم للعدوى، ويقوموا بزيارة المصابين بكورونا.
ونقلت "سى إن إن" تعليقات عدد من الإيطاليين، حيث قالت ليديا كاريلي المتدربة البالغة من العمر 26 عامًا في المحكمة العليا الإيطالية في روما، لشبكة سي إن إن: "هذا أغرب موقف عشت فيه على الإطلاق، وهذه القيود تشبه أوقات الحرب".
وأضافت أن أسرتها طلبت منها العودة إلى منزلها في نابولي لكنها فضلت ألا تجازف بتعريض أسرتها لخطر العدوى في حال كانت مصابة بالفيروس ولم تظهر عليها الاعرض بعد.
وقال أدريان تول الذي كان يقضي أجازته في روما لشبكة CNN إن مناطق السياحية الرئيسية كانت فارغة وأضاف أن جميع المقاهي والمطاعم مهجورة تماما.
ووفقا للتقرير بدء تفعيل الحظر يوم الثلاثاء في السادسة مساء حيث تم إغلاق المطاعم والملاهي الليلية التي عادة ما تعيد المدينة إلى الحياة في المساء وكان هناك وجود مكثف للشرطة حيث شوهد الناس يمشون في الشوارع، بعضهم يذهب إلى محلات السوبر ماركت التي ظلت مفتوحة لتوفير الاحتياجات اليومية.
وأرسل تطبيق توصيل الطلبات Deliveroo رسالة إلى المشتركين بعنوان "الزموا منازلكم: نحن نعمل"، موضحًا أنه سيستمر في تقديم خدماته مع بعض المطاعم التي تعمل بعد فرض حظر التجول.
وقالت فيلومينا جاسبار البالغة من العمر 82 عامًا إن الجميع يشعرون بالتوتر وأوضحت انها عاصرت خلال الحرب العالمية الثانية مشيرة انها لم ترى شيئا مثل هذا من قبل، وأضاف زوجها انها كانت خطوة صحيحة فرض الحظر على جميع انحاء البلاد بما في ذلك اغلاق منتجع التزلج الموجود في منطقة الجبال مشيرا البعض يعتقد ان الفيروس لن يصل للجبال وهي فكرة جنونية!
وتأتي إيطاليا في المرتبة الثانية بعد الصين فيما يتعلق بالإصابات والوفيات بسبب كورونا حيث سجلت أكثر من 10000 إصابة و600 حالة وفاة.
وأعلن رئيس الوزراء الايطالي جوزيبي كونتي مساء الاثنين أن "المنطقة الحمراء" تتوسع من شمال إيطاليا إلى لتشمل البلاد جميعها وحذر منسق العناية المركزة أنطونيو بيسنتي من أن نظام الرعاية الصحية القوي عادة كان على بعد خطوة واحدة من الانهيار.
يحاول الناس في إيطاليا التفاوض بشأن قواعد حظر التجوال ففي شمال إيطاليا بمنطقة سيستري ليفانتي تقطعت السبل بالمصور والمؤلف أليكس روجيرو أثناء محاولته الوصول إلى والديه المسنين المصابين بالمرض وقال لشبكة CNN: "نحن في حالة إغلاق تام. يمكنني رؤية عدد قليل من الناس يتجولون ولكن ليس من المفترض أن يفعلوا ذلك".
يحاول أصحاب المطاعم وامحلات التجارية الامتثال لقواعد الحكومة التي تطلب المحافظة على مسافة لا تقل عن متر بين الأشخاص في الأماكن العامة، وقال أحد أصحاب المطاعم انه قام بتحريك الطاولات مسافة متر واحد لكن كان هناك عدد قليل جدًا من العملاء الذي لم يكن بحاجة إليهم ووصف ما يحدث بانه نهاية العالم.
بينما سمحت بعض محلات السوبر ماركت والصيدليات لعدد صغير من العملاء بالتواجد في وقت واحد من أجل الحفاظ على مساحة كافية بينهم، وأعلنت وزارة الاقتصاد يوم الثلاثاء أنه سيتم تعليق مدفوعات الرهن العقاري وسيتم الإعلان عن المزيد من التفاصيل لاحقا.
لا يسمح بالتنقل في إيطاليا الأن إلا لأسباب تجارية أو صحية فقط وتقوم الشرطة بمراقبة الوضع لضمان التزام الجميع بالقواعد، ظلت المطارات مفتوحة لكن الكثير من شركات الطيران الغت رحلاتها.
وجاءت القيود بعد يوم من الفوضى شهد أعمال شغب في 22 سجنا في جميع أنحاء إيطاليا، حيث قتل 11 سجينا، و50 هربوا وخطف الحراس بعد أن تم حظر الزوار في محاولة للحد من انتشار الفيروس وعثر علي 3 سجناء ميتين صباح الثلاثاء في سجن رييتي ربما ماتوا بعد تعاطي المخدرات المسروقة من صيدلية السجن خلال أعمال الشغب التي وقعت يوم الاثنين.