يعانى سوق الأوراق المالية المصرى من موجة عنيفة من الهبوط المستمر، والذى تزيد وتيرته خلال هذه الأيام، تماشياً مع الاتجاه العام فى الأسواق العالمية التى تعانى أيضًا من اتجاهات بيعية وتخارج لكبار المستثمرين، ليس فقط أسواق الأسهم ولكن جميع الأسواق التى تتداول بها العقود الآجلة وأسواق النفط وحتى فى بعض الأحيان أسواق الذهب والتى تعد دائمًا الملاذ الآمن للثروات فى مثل هذ الحالات.
وبالرغم من المبالغة فى التخوفات من الانكماش الاقتصادى العالمى نتيجة لانتشار نسبى للفيروس المستجد والذى تسيطر المخاوف بشأنه، ولكن هذه الانحدارات العنيفة فى جميع الأسواق تعد مبالغاً بها بعض الشىء، ويرى خبراء أن النزول الحالى لأسواق الأسهم، هو دورة اقتصادية لابد لها من الصعود والهبوط وهكذا فى دورات متتالية، وقد تبدو هذه الدورة الهابطة حادة بشكل مبالغ، ولكن الجميع يعلم أن هذه الدورة ستنتهى عاجلاً أو آجلاً وسيعود الاتجاه الصاعد مرة أخرى، وأن الاستثمارات لن تختبئ فى الملاذات الآمنة إلى الأبد، ولابد لها من الظهور فى أسواق المال مرة أخرى.
ويبرهن الخبراء وجهة نظرهم، بأن جميع التدابير التى اتخذت على المستوى العالمى، خرجت فقط من مؤسسات مالية وأفراد، ولم تتدخل أى حكومة بشكل رسمى حتى الآن لإنقاذ الموقف، ولابد أن دور الحكومات سيأتى لوقف هذا النزيف خلال الفترة المقبلة، وستعود الاستثمارات إلى الظهور فى أسواق المال مجدداً.
كما يرى خبراء، أن سوق المال المصرى يضم أسهمًا تحقق مكاسب بالمليارات وتمتلك أصولاً ضخمة فى حين تتداول أسهمها بأسعار متدنية، وأقل كثيراً من قيمتها العادلة.
ويرى إسلام عبد العاطى نائب رئيس الجمعية المصرية لدراسات التمويل والاستثمار، أن السوق المصرى لا يستطيع الصمود وحده فى هذه الموجة العنيفة من الهبوط فى أسواق المال العالمية، حيث أن الاستثمارات تتنقل من سوق إلى آخر، وأن المستثمر فى أسواق المال أصبح يوزع استثماراته فى أغلب الأسواق المتاحة، ولذلك كان لابد للسوق المصرى أن يتبع الجميع ويهبط بهذا الشكل، لأن الاستثمارات المنسحبة لا تفرق بين سوق وآخر.
ويضيف "عبد العاطى"، لـ"اليوم السابع"، ومع ذلك هناك فرص متاحة لإعادة الاستثمار فى السوق المصرى، حيث إن بتحليل المستويات السعرية الحالية، نجدها جاذبة بشكل كبير لإعادة تكوين المحافظ الاستثمارية، حيث أن جميع الأسعار ودون استبعاد أى سهم مدرج بالبورصة المصرية، قد أصبحت تحت قيمها العادلة، وأن من تخارج خلال الفترة الماضية بالتأكيد سيحقق نموًا كبيرًا إذا ما أعاد الشراء مرة أخرى بأسعار أقل بكثير، وعلى سبيل المقارنة فيما بين الأسعار ومضاعفات الربحية، سنجد أن أغلب مضاعفات الربحية قد تحسنت بشكل كبير وتعنى مضاعفات الربحية بأنها عدد السنوات التى تلزم للحصول على أرباح تساوى ما دفعته فى السهم.
وتابع، ولذلك يرجى البعد مؤقتاً عن المقياس التقليدى فى حساب الأرباح الرأسمالية، وعدم النظر إلى سعر إعادة البيع وتحقيق ربح رأسمالى، ولكن النظر بشكل أعمق فى أن الاستثمار فى سوق المال يعد شراكة فى الشركة المستثمر بها، وانتظار التوزيعات النقدية لهذه الشركات، وبالتالى الحصول على عائد كبير مقارنة بسعر شراء السهم والذى أصبح فى متناول الجميع.
واستطرد: "هذا المفهوم يغير نسبياً من النظرة التقليدية للاستثمار بسوق المال والمراقبة اليومية للأسعار لإعادة البيع، ولكن الاتجاه المناسب أكثر للفترة الحالية هو انتقاء الشركات التى تحقق معدلات نمو فى عملياتها التشغيلية والتى تحقق بالتالى نمواً مستمراً فى أرباحها، ثم شراء أسهم هذه الشركات وانتظار التوزيعات النقدية الخاصة بها، وهو يعد استثماراً جيداً دون الاهتمام بسعر السهم فى السوق".
ويكشف عبد العاطى، عن أبرز الأسهم التى تتميز بانخفاض ربحية السهم، ومن بينها البنك المصرى لتنمية الصادرات، حيث أن مضاعف ربحية السهم 2 مرة أى أن أرباح السهم السنوية ستعوض قيمته فى سنتين فقط، وسعر السهم الحالى 8.2 جنيهاً، سهم مصرف أبو ظبى الإسلامى- مصر بمضاعف الربحية الخاص بالسهم 1.93 مرة أى أن الاستثمار سيعوض قيمته فى أقل من سنتين.
وتابع: وسهم زهراء المعادى للاستثمار والتعمير ومضاعف ربحيته 5.6 مرة أى خلال خمس سنوات ونصف ستحصل على قيمة السهم من أرباح الشركة، سهم بنك فيصل الإسلامى المصرى – بالدولار، حيث مضاعف ربحيته يقدر بنحو 1.5 مرة أى أن عائد الاستثمار سيغطى سعر السهم فى نحو سنة ونصف، سهم سيدى كرير للبتروكيماويات، والذى يعد من الأسهم المفضلة للمؤسسات، وخاصة المؤسسات الحكومية، وله مضاعف ربحية جيد أقل من 3 مرات أى أنه سيعوض ثمنه خلال 3 سنوات، سهم النساجون الشرقيون للسجاد، والذى يعد من الأسهم المستقرة فى الأداء بشكل جيد، ومضاعف ربحيته حوالى 5 مرات.
وذكر أن هناك الكثير من الأسهم التى تحقق معدلات ربحية جيدة إذا ما قورنت بأسعار أسهمها حالياً، ولذا فإن الراغبين الاستثمار عليهم دراسة جميع البدائل المتاحة واختيار الاستثمار الأمثل الذى يحقق هدفهم الاستثمارى.
جدير بالذكر أن عمليات البيع المكثفة بالبورصة الفترة الماضية هى التى قلصت أسعار هذه الأسهم بشكل مبالغ فيه، ولذا قد تعد فرصة استثمارية جيدة لمن يحسن انتقاء الفرص، وأن هذه المضاعفات للربحية السالفة الذكر تتغير بشكل يومى تبعاً لأسعار الاسهم وكلما انخفض سعر السهم، كلما قل مضاعف الربحية أى كلما استفاد المستثمر الذى ينتوى الدخول فى سوق الأوراق المالية.
"يا أسهم مين يشتريكى".. شركات فى البورصة بالمليارات وأسعارها "ملاليم"
الأربعاء، 11 مارس 2020 12:00 ص
البورصة المصرية
كتب هانى الحوتى
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
الموضوعات المتعلقة