المسؤولية والشفافية والعمل، عنوان تعامل أجهزة الدولة مع هجمة الأمطار وسوء الأحوال الجوية، وفى كل مرة يشعر المواطن بتحسن فى الأداء، رئيس الوزراء يعمل منذ اللحظة الأولى، وبالتالى الكل يعمل، مع متابعة لحظية من الرئاسة وأجهزة الدولة كلها.
الحكومة تعاملت بشكل علمى منذ أعلنت هيئة الأرصاد والاستشعار عن بعد تعرض مصر لأمطار رعدية ورياح محملة بالأتربة وسيول فى بعض المناطق. استعدت الحكومة بالخرائط وجهزت خطتها وكل وزارة تعرف دورها بدقة، وهو نموذج إدارة أزمة ناجح وأصبح ظاهرا، أولها قرار منح إجازة للحكومة والمدارس والجامعات والقطاع الخاص باستثناء المهن الضرورية، الصحة والمحليات والمطافئ والمرور والدفاع المدنى.
منذ مساء الأربعاء استعدت فرق الشفط والدفاع المدنى بالشوارع، ومن اللحظات الأولى تمركزوا فى المناطق التى تتكدس فيها مياه الأمطار، ونجحوا فى تقليل الضغط، رجال البلدية أبطال ومعهم رجال المرور والخدمات الأمنية والنجدة والمطافئ.
خصصت الحكومة أرقاما للاتصال لطلب المساعدة، رئيس الوزراء المهندس مصطفى مدبولى فى غرفة العمليات بمجلس الوزراء يتابع جهود الوزارات والمحليات والمحافظين عبر الاتصالات والفيديو كونفرانس، فى غرفة العمليات كان المسؤولون متواجدون وزراء التضامن والكهرباء والإسكان والرى والصحة والداخلية والنقل.
وزير الإسكان تابع من داخل غرفة العمليات بالقاهرة الجديدة، لكن ما تزال بعض مناطق القاهرة الجديدة تواجه أزمة من تكدس المياه، وتحتاج إلى إجراءات وخطط لعلاج صرف الأمطار فى النقاط الضعيفة، وزارة النقل رفعت الطوارئ فى السكة الحديد والمترو وغرفة عمليات بكل مرفق لمتابعة انتظام الحركة، وبسبب الأمطار وقعت أعطال خاصة فى الخط الأول وتم إصلاحها، وتأثرت الحركة.
المحافظون متواجدون فى الشوارع أو غرف عمليات، وبالتالى الكثير من رؤساء المدن، فى المحافظات تم رفع حالة الطوارئ بسبب سوء الأحوال الجوية، وانتشرت فرق الطوارئ والتدخل السريع فى الشوارع، وتم تخصيص أماكن للإيواء فى كل محافظة، وخفض مناسيب الترع.
التخطيط والتحرك بشكل مدروس مع الاحتمالات، أدى لمواجهة ناجحة، بالطبع كانت الرياح والأمطار المتوقعة ضخمة، وقعت بعض الخسائر حرائق أو سقوط منازل فى قنا وسوهاج والوادى الجديد وغيرها تم التعامل معها بسرعة من قبل أجهزة تقف على أهبة الاستعداد، بعض المحافظات استعدت بتجهيز وتنظيف مخرات السيول، خاصة فى أسوان وقنا، والبحر الأحمر وجنوب سينا أمطار غزيرة فى الإسكندرية والصعيد، والوادى الجديد وتم إغلاق طرق سريعة.
وأعلنت نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعى، استعدادات الوزارة للتعامل مع المضارين من الطقس السيئ، وتوفير أعداد كافية من الخيم والبطاطين والمراتب، إلى جانب توفير سيولة مالية فى جميع مديريات التضامن الاجتماعى لسد احتياجات من يتعرضون لمشكلات او للمشردين وهو جهد مهم، وأعلنت استعداد جمعية الهلال الأحمر بحقائب كافية من الإسعافات الأولية والأدوية، وتوفير العدد اللازم من الأطباء التنسيق قائم مع الجمعيات الأهلية الشريكة لتوفير مواد غذائية وبطاطين فى حالات الطوارئ بصفة خاصة فى القرى، والتواصل مع غرفة العمليات فى مركز دعم واتخاذ القرار لمتابعة الموقف والاستجابة للشكاوى والطلبات.
بالفعل قدمت بعض الجمعيات الأهلية والأفراد مبادرات من خلال تشكيل لجان إغاثة ونقل المشردين إلى دور إيواء، ومن بين المبادرات الجيدة هو ما فعله شباب فى التجمع الخامس وبعض مناطق القاهرة الجديدة، أعلنوا عن جروب على مواقع التواصل، لتقديم خدمة المعاونة والإغاثة وتطوعوا بسياراتهم ذات الدفع الرباعى لتقديم الخدمة لمن يواجه مشكلة وقدموا نصائح منذ ما قبل الأزمة بمناطق السير وطريقة طلب النجدة والتعامل فى حال توقف السيارات بالمياه وأرقام تلفونات وواتس آب.. وليست المرة الأولى، لشباب يتطوع ويبادر بالمعاونة، بما يستحق التحية.
جهود الحكومة وأجهزة الدولة، نجحت فى مواجهة تداعيات طقس سيئ يأتى فى غير موعد، وبفضل الإدارة والشفافية وتخصيص أرقام للتعامل مع الشكاوى، سهل هذا الجهد، بجانب جهود متطوعين ومجتمع أهلى مبادر، كل هذا خفف من أثار الهجمة، وهو أمر ظهر فى تعامل المواطنين على مواقع التواصل الاجتماعى.
بالطبع وقعت بعض المشكلات مثل انسداد أو تكدس تم التعامل معه بعد بلاغات المواطنين ومتابعة مواقع التواصل، وبعض المناطق تعرضت لغرق أو انفجارات، وبالطبع فإن الحكومة يفترض تحاسب المهملين.
قد يقول قائل إن كل هذا واجب الحكومة، لكن تكرار تعامل الحكومة والدولة مع الأزمات، يضاعف من مخزون الثقة ويظهر فى رضاء المواطنين، ويمتد من أزمة مطر إلى التعامل مع أزمة كورونا، بما يشير إلى دولة تعمل للمواطن وتخضع لمحاسبته، وألا يتم التستر على عيب أو التساهل مع مهمل، وهى معادلة تزيد من مخزون الثقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة