الحب هو الشاغل الأكبر للكبار والصغار، وهي السؤال الذى حاول الكثير من الأدباء والروائيين الإجابة عليه وسبر أغوار العميقة، ومن بين تلك الروايات كانت رواية "قلوب على الأسلاك" للروائى السورى عبد السلام العجيلى، والتى حلت في المرتبة الخامسة والستين في قائمة اتحاد الكتاب العرب لأفضل 100 رواية عربية، التي نشرت في العدد 426 من جريدة أخبار الأدب الصادر بيوم الأحد الموافق 9 سبتمبر 2001.
بطل الرواية يتحدث عن علاقته بأربع نساء عرفهن في دمشق، واحدة قادته للحب على طريقتها، والثانية قدمت له قلبها في تفتحه الأول فهرب منها، والثالثة كانت شخصيتها أقوى منه وحاول أن يستهويها لكنها فضلت عمه الثري عليه! والرابعة أحبها ولم يجرؤ على البوح بحبه لها.
رواية قلوب على الأسلاك
كما تتعرض الرواية لتلك الفترة الهامة من التاريخ العربي المعاصر والتي اعتبرت حلما جميلا تحقق على أرض الواقع، مركزا على العلاقة الحميمة التي نشأت قبل إتمام الوحدة بين الزعيمين جمال عبد الناصر وشكري القوتلي، والتي كانت إحدى أهم أسباب اندماج البلدين في كيان واحد أطلق عليه وقته الجمهورية العربية المتحدة.
ورواية عبد السلام العجيلي هذه ليست مجرد غراميات شاب فقط وإنما هي أيضاً قصة سنين مضطربة عصفت بالبلاد في مهب تيارات اجتماعية وسياسية فاصلة، والرواية بجانبها السياسي تتناول بوضوح مبدأ التنمية غير المتوازنة خصوصاً إذا أخذنا بعين الاعتبار أنه من محافظة الرقة أحد أكثر المحافظات إهمالاً من قبل الحكومات المتتالية على سوريا.
عبد السلام العجيلي روائي سوري يعد أحد أهم أعلام القصة والرواية في سوريا والعالم العربي، ولد العجيلي في الرقة عام ١٩١٨ ثم تابع دراسته في حلب ودمشق ليعود إلى الرقة طبيبً، انتخب نائباً عن الرقة عام 1947 وكان من الشباب السوريين الذين انخرطوا وحاربوا في صفوف جيش الإنقاذ عام 1948، تولى عدداً من المناصب الوزارية في وزارة الثقافة والوزارة الخارجية والإعلام عام 1962.
كتب عبد السلام العجيلي القصة والرواية والشعر والمقالة. وتعتبر كتاباته في المجال الادبي من ضمن أغنى وأهم الروايات الأدبية العربية في تاريخ الأدب العربي وقد ترجمت معظم أعماله إلى اللغات الإنكليزية والفرنسية والإيطالية والأسبانية والروسية، وتدرس العديد من أعماله في الجامعات والمدارس، توفى عبد السلام العجيلي عام 2006 عن عمر ناهز 88 عاما.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة