أيام قليلة مرت على آخر لقاء جمع القس الدكتور أندريه زكي رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، بوفد من الكونجرس الأمريكي وآخر من الخارجية الأمريكية وذلك ضمن برنامج الحوار المصري الأمريكي الذي تنظمه الهيئة القبطية الإنجيلية وتستضيف فيه نواب ووزراء وسياسيين من الولايات المتحدة وكذلك تبعث وفودًا من مصر
رئيس الكنيسة أكد على الدور الذي تلعبه الدولة المصرية في ملف المواطنة بعد القفزة التي حققها الرئيس عبد الفتاح السيسي في ملف بناء الكنائس الجديدة وترخيص الكنائس القديمة مشددًا على أن الدولة لعبت دورًا كبيرا في ملف العلاقات الإسلامية المسيحية
زكي قال للوفد إن مصر تشهد تمثيلا نيابيا غير مسبوق للأقباط في البرلمان بالإضافة إلى حرص الرئيس السيسي على بناء كنائس في كل المدن الجديدة مع دأبه على زيارة الكاتدرائية كل عيد وهي أحداث لا عهد للمسيحيين المصريين بها من قبل
رئيس الطائفة الإنجيلية أوضح إن كنيسته وذراعها الاجتماعي الهيئة القبطية الإنجيلية تحرص على لعب هذا الدور من أجل نقل الصورة الصحيحة لما يجرى في مصر في الدوائر الغربية والأمريكية
الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية، ترتبط بعلاقات واسعة مع منظمات مجتمع مدنى شبيهة فى الولايات المتحدة وأمريكا، الأمر الذى دفع الطائفة لتنظيم زيارات ووفود متبادلة بين المؤسسات الأجنبية ونظيرتها المصرية، فحرص منتدى حوار الثقافات بالهيئة على استضافة برلمانيين أجانب وفتح حوار مع نظرائهم من المصريين.
زكى أشار أكثر من مرة إلى حرص كنيسته على تصحيح صورة مصر فى الخارج حتى إنه التقى فى يوليو الماضى بمسئولين فى الخارجية الأمريكية وأكد لهم أن وضع الأقباط فى مصر أفضل من ذى قبل ويحظون بالتفاهم مع السلطات الحاكمة.
أما البابا تواضروس وفى أكثر من مناسبة، فقد حرص على التأكيد على أن كنائسه الموزعة على 62 دولة حول العالم ما هى إلا سفارات لمصر، تربط أبناء الكنيسة بوطنهم الأم وتوضح للسلطات المحلية فى كل دولة حقيقة الأوضاع السياسية والاقتصادية فى بلاد النيل.
ولم يكتف البابا تواضروس باستقبال الوفود فى صالونه الباباوى، بل حرص أيضًا على مد خيوط دبلوماسيته إلى خارج البلاد، فزار أثيوبيا والتقى رئيسها مولاتو تيشومى العام الماضى بدعوة من بطريرك أثيوبيا الأنبا متياس، مستغلًا تاريخ طويل يجمع بين الكنيسة القبطية الأم والكنيسة الأثيوبية ابنتها فى الأرثوذكسية والتى ظلت تابعة لها لقرون طويلة.
البابا ذهب إلى أثيوبيا فى ظل اشتعال أزمة مياه النيل بين البلدين، وكلف الأنبا بيمن أسقف نقادة ورئيس لجنة الأزمات بالمجمع المقدس بإدارة هذا الملف حتى صار الرجل منسقًا للعلاقات الكنسية المصرية الأثيوبية، ومن وقتها وتبعث الكنيسة معونات طبية للجانب الأثيوبى كنوع من الدبلوماسية الناعمة، إضافة إلى زيارة البابا لملوك السويد والدنمارك وكذا زيارته الأولى للولايات المتحدة الأمريكية نهاية عام 2015 تلك الزيارة التى تأجلت أكثر من مرة على خلفية التوترات السياسية بين البلدين، وحين تمت أفاد منها البابا لصالح مصر والتقى عدد غير قليل من المسئولين الأمريكيين وأكد لهم أن الوضع السياسى فى مصر صار أفضل من ذى قبل، وهو الأمر الذى لم يثنى الكنيسة عن التصدى لدعوة الكونجرس بمراقبة ترميم الكنائس التى تضررت من فض رابعة، فأكد البابا أن الكنائس ترممت بالفعل بفضل القوات المسلحة المصرية ووعود الرئيس عبد الفتاح السيسى.
إلى جوار ذلك، فإن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لنيويورك لإلقاء كلمة مصر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، كانت من ضمن الأحداث التى لم تفوتها الكنيسة، ويبتعث البابا كل عام اثنين من أساقفته الأنبا بيمن والأنبا يؤانس، وعقدا العديد من اللقاءات مع أقباط المهجر فى الكنائس لينتهى المشهد باستقبال حافل للرئيس فى نيويورك أمام مقر الأمم المتحدة محاطًا بأعلام مصر، وهو ما تستعد الكنيسة لتكراره خلال أول زيارة رسمية للرئيس السيسي للولايات المتحدة الأمريكية فى عهد ترامب حيث أرسل الأنبا كاراس النائب الباباوى لأمريكا خطابا لكل الآباء الكهنة هناك يطلب منهم خروج الشعب القبطى لاستقبال الرئيس فى العاصمة الأمريكية أثناء تواجده بالبيت الأبيض.
صارت الكنيسة مؤسسة دبلوماسية، وتقلد البابا تواضروس ونظيره القس الدكتور أندريه زكى أثواب الدبلوماسية دون أن يطلب منهم أحد، لتسطر صفحة جديدة من الوطنية فى تاريخ الكنيسة المصرية الحافل بالمواقف المشابهة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة