تم الكشف عن محاولات الهروب المتكررة والحياة اليومية للسجناء داخل واحد من أشهر معسكرات أسرى الحرب فى ألمانيا النازية مع مجموعة من الصور الأرشيفية، حيث تم تكليف المصور الألمانى يوهانس لانج، بتوثيق كل هروب الحلفاء الفاشل من معسكر كولديتز فى لايبزيج خلال الحرب العالمية الثانية.
ويظهر بين الصور جندى يفرد رأسه بخجل من مجارى المرحاض، بعد أن تم القبض عليه وهو يحاول الهرب للمنزل، فيما يُظهر آخر "دمية وهمية" تستخدم لخداع الحراس، والتي ألبسها خوذة الرأس، وهناك أيضًا صور للسجناء، الذين اعتبروا بعضًا من السجناء الأكثر عرضة للخطر فى ألمانيا.
وكان من بينهم ملازم الطيران دومينيك بروس، الذى كان "أكثر هاربى الحرب" عبقرية، فقد قام بـ17 محاولة للهروب من معسكرات أسرى الحرب، وانضم إليه الكابتن دوجلاس، طيار مقاتل، على الرغم من فقد ساقيه فى عام 1931، فيما حقق 22 انتصارًا جويًا، وذلك وفقًا لما نقلته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية.
وقد تم تحويل كولدريتز من قلعة عصر النهضة لغرض وحيد هو الاحتفاظ بسجناء الحلفاء، وكان له سمعة عالية مع Stalag Luft III للأمن من الهروب الكبير، لكنه لم يوقف واحدة من أكثر محاولات الهروب جرأة للحرب من الحدوث.
وتُظهر صور لانج، صورة ملازم الطيران جاك بست، والملازم طيران بيل جولدفينش، اللذان قاما ببناء طائرة شراعية فى ورشة مخفية فى علية القلعة خلال شتاء عام 1944، وتم تسمية الحاجب، الذى تم بناؤه من ألواح السرير الخشبية وألواح الأرضية والأغطية القطنية والعصيدة، باسم Colditz Cock ، ولكن تم تحرير القلعة قبل أن يتمكنا من الطيران والهروب.
كما يظهر أرشيف لانج، لمحة عن الحياة اليومية للسجن، ويظهر السجناء مرتدين ملابسهم لحفلات موسيقية فخمة تم استخدامها لإلهاء النزلاء عن التآمر للهروب، كذلك يضم الأرشيف، الصور المؤثرة لسبعة أفراد كوماندوس بريطانيين متورطين فى عملية المسكيتون، قبل أيام من إعدامهم، ومن المقرر أن تطرح هذه الصور ضمن الأرشيف للبيع مقابل حوالى 1750 جنيهًا إسترلينيًا، في مزاد علنى، فى أبريل المقبل.
ويشير تقرير "ديلى ميل"، إلى أنه قد وصل أول السجناء لهذه القلعة، وهم 140 ضابطًا بولنديًا، فى عام 1939، وأعيدت تسمية القلعة رسميًا باسم Oflag IV-C، وفى أكتوبر 1940 تم إرسال أول ثلاثة سجناء بريطانيين إلى المعسكر، وانضم إليهم 6 آخرون فى نوفمبر من العام ذاته، وبحلول عيد الميلاد، كان هناك 60 ضابطًا بولنديًا، و12 بلجيكيًا، و50 فرنسيًا، و30 بريطانيًا.
ونظرًا لحجمها وصعوبة أصحابها ذوى المخاطر العالية، كان لدى كولديتز حامية أكبر من معظم المخيمات، فخلال الحرب تمركز أكثر من 70 ضابطًا فى المخيم على نهر مولدى، وبالنسبة للجزء الأكبر من الترفيه عن السجناء، ففى أغسطس 1941، نظم السجناء البولنديون معسكرًا للألعاب الأولمبية، مع أحداث بما فى ذلك كرة القدم والكرة الطائرة والملاكمة والشطرنج.
وعلى الرغم من موقعها وحجمها، كانت هناك محاولات عديدة للهروب، ولكن 35 فقط تم تحريرها من جدران القلعة، ومن بين هؤلاء الهاربين، كان 11 بريطانيين، و12 فرنسيين، وكان هناك سبعة سجناء هولنديين هربوا مع سجين بلجيكى وبولندى.
وفى شتاء 1944/1945، أنشأ سجينان كولديتز كوك - عملوا من خلف آسريهم الألمان فى ورشة مخفية - طائرة شراعية من أغطية الأسرة وألواح الأرضية والشراشف القطنية والعصيدة، ولكن لم تطير الطائرة الشراعية أبدًا، حيث استولى الجيش الأمريكى على القلعة فى أبريل 1945.