أكرم القصاص

نحن والعالم وكورونا.. مباريات الفزع والحرب بالنقاط!

الأحد، 15 مارس 2020 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اجتاح الفزع العالم كله بعد أن اتسعت دوائر هجمات فيروس كورونا فى أوربا، تضاعفت الإصابات فى إيطاليا بشكل تجاوز كل توقع، الأمر الذى أدى بالسلطات الإيطالية لفرض عزل ومنع السفر والتنقل والخروج فى مناطق متعددة. وانتقل الأمر إلى إسبانيا، وأدت تصريحات زعماء أوروبا إلى حالة مضاعفة من الفزع. المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل نقلت عن مستشاريها الطبيين أرقاما مفزعة تشير إلى أن ما بين 60 إلى 70 % من الأوروبيين سوف يصابون بالفيروس. وأعلنت فرنسا إلغاء التجمعات وتعطيل المدارس، وفى المقابل فإن رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون ألقى خطايا أثار الرعب، عندما أعلن أن الفيروس سوف يصيب كثيرين وأن هناك وفيات متوقعة بنسب عالية، لكنه رفض بناء على توصيات الخبراء وقف المدارس أو الجامعات وأكد أنه من الأفضل أن ياتى الفيروس ويتم التعامل معه على طريقة امتصاص الصدمة، وأن الفزع أو الإجراءات الاحترازية ربما لن تكون مفيدة. وكان خطاب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أحد عوامل مضاعفة الخوف فى أوروبا لأنه أعلن فرض حالة الطوارئ لواجهة الفيروس. 
 
فى مصر تم اتخاذ إجراءات بمنع التجمعات والفعاليات الجماعية والحفلات، وطالب البعض خاصة على كمواقع التواصل بوقف الدراسة فى المدارس والجامعات، ومنع استقبال السائحين الأجانب، خاصة بعد أن ظهرت حالات إصابة بين السياح فى الأقصر وغيرها، داخل مجتمعات السياحة نفسها عبر كثيرون عن قلقهم من توقف السياحة، وبالفعل ربما اتخذت بعض الشركات العالمية قرارات بإلغاء أو تأجيل تعاقداتها، العاملون فى السياحة، يتخوفون من ربيع سياحى جاف، وهم بالكاد تعود حركة السياحة لطبيعتها، خلال موسم الشتاء ورأس السنة، ويخفف من القلق أن الموسم الشتاء يكاد ينتهى فى إبريل ومايو، على أمل أن يتوقف الرعب والفيروس خلال الصيف، وهو ما يبدو مستبعدا من خلال تقارير وتصريحات خبراء الصحة العالمية، ممن أعلنوا أن كورونا ليس مثل أنفلونزا الطيور والخنازير التى تنحسر فى الصيف، لكن التوقعات تشير إلى احتمالات استمراره.
 
فى مصر حتى الآن، يبدو الموقف جيدا، لا توجد وفيات وهناك حالات تعاف، والمعلومات التى تعلنها وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية مطمئنة، الحالات التى ظهرت بين السياح تم عزلهم وتعافى بعضهم، والوفيات لالمانى جاء مصابا، وسيدة خالطت إيطالية جاءت تدفن زوجها من دون أن تعلن، وهناك بالفعل منصات تصدر شائعات عن إصابات وهمية وتنسب لقنوات ومصادر غير موجودة، ونفس الأمر فيما يتعلق بنشر أخبار شائعات عن قرارات حكومية بتعطيل الدراسة أو غيرها ويتم نفيها والحكومة هنا تسارع بإصدار بيانات وتوضيحات وتقارير من دون إخفاء، وهو أمر جيد حتى الآن. ويساهم فى إنهاء الشائعات. وهناك تحركات لتطهير بعض المؤسسات التعليمية والعامة ومحطات القطارات والمترو، وتعامل سريع مع أى بلاغ عن اشتباه. 
 
أما عن مطالبات البعض بالإسراع باتخاذ إجراءات إغلاق أو حظر، فهى وجهات نظر لاشك أن الدولة تضعها فى الاعتبار، وقرار مثل هذا من شأنه أن يضاعف من مشاعر الخوف والفزع، والذى تثبت التجربة أن له ثمنا. 
 
فى بريطانيا وهى دولة متقدمة ولديها خبرات صحية لديها إستراتيجية أعلنها رئيس الوزراء تقوم على ترك الناس تصاب ليكتسب الأغلبية مناعة بالنسبة للشباب والأصحاء مع تنبيهات على كبار السن بتقليل الحركة والهدف هو عدم الدخول فى إجراءات متسارعة تضاعف الفزع وتقود لانهيار المنظومة الصحية. 
هناك دول اتخذت إجراءات لوقف السفر واستقبال الأجانب، وأخرى عطلت الدراسة والفعاليات الثقافية والفنية والمسارح والسينما. لكن بالطبع هذه الدول لا يمكنها وقف المواصلات العامة مثل القطارات والباصات والمترو، والحل أن يتم توعية بقدر كبير مع تطهير للموافق وإعلان توجيهات فى المحطات الداخلية بكيفية التصرف، ونشر ممثلين للجهات الصحية يمكن إبلاغهم ويكونوا مجهزين للتعامل مع أى حالة اشتباه. أو الإجابة على تساؤلات الناس.
وفى حالة استمرار فيروس كورونا، فإن المعركة ستكون طويلة وبالنقاط، وساعتها يمكن اتخاذ قرارات حسب الوضع القائم. 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة