تشدد دول العالم من إجراءاتها الوقائية لحماية مواطنيها من سرعة تفشى فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، لذا اتخذت عدة دول إجراءات مشددة لتجنب انتقال أشخاص مصابين بالفيروس الوبائى إلى أراضيها عبر الرحلات الجوية والبحرية والبرية، بإغلاق حدودها ووقوف حركة الرحلات إليها من الدول الأخرى، هذا إلى جانب اتباع النصائح الطبية العامة الصادرة عن منظمة الصحة العامة لتفادى انتشار المرض بين الشعوب.
ورغم الخسائر الاقتصادية التى تتكبدها الدول والمؤسسات الخاصة والعامة على حد سواء، إلا أن صحة المواطنين وسلامتهم تكون الخيار الأول لدى الحكومات، وفى رصد للدول التى أغلقت حدودها وأجوائها أمام المسافرين ضمن إجراءات الوقاية من فيروس كورونا، نجد أن مصر قد انضمت لهذه الدول بعد إعلان تعليق حركة الطيران.
وفى هذا الصدد، قال المهندس مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، أنه تم تعليق حركة الطيران فى كافة المطارات المصرية بداية من ظهر يوم الخميس القادم، موضحًا أن هذا التعليق سيستمر حتى يوم 31 مارس المقبل، وأن الهدف من هذا القرار منع انتشار فيروس كورونا، مضيفًا فى مؤتمر صحفى بمقر مجلس الوزراء، اليوم الاثنين، أن كل الفنادق والمنشآت السياحية سيتم تعقيمها خلال فترة تعليق حركة الطيران، خسائر تتجاوز 2.25 مليار جنيه ولكن صحة المصرين أهم أولًا وأخيرًا.
وبهذا تكون قد انضمت مصر لغيرها من الدول التى تتسلح فى سباق مع الزمن بكافة الوسائل لمواجهة انتشار فيروس كورونا، حيث سارعت دول الخليج إلى اتخاذ خطوات احترازية إضافية، للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.
ومن جهتها، أوقفت الإمارات إصدار جميع التأشيرات بشكل مؤقت، وعلقت جميع الرحلات الجوية من 4 دول، كذلك السعودية، علقت جميع الرحلات الجوية الدولية لمدة أسبوعين اعتبارًا من أمس الأحد.
الأمر نفسه سارت عليه الكويت التى علقت جميع رحلات الطيران التجارى من وإلى البلاد اعتبارا من يوم الجمعة الماضى، وذلك فى إطار إجراءاتها لمواجهة تفشى فيروس كورونا، وفى العموم، اتخذت السلطات فى الدول الـ6 المجاورة لإيران (التى تفشى فيها الفيروس بشكل كبير) قرارات وإجراءات صارمة، بينها وقف الرحلات الجوية، وإغلاق المقاهى والمطاعم.
كما أغلق العراق منافذ حدودية مع إيران حتى إشعار آخر.
وبالانتقال إلى شمال أفريقيا، قررت تونس غلق كل حدودها البحرية وتعليق الرحلات الجوية من وإلى إيطاليا التى تفشى فيها الفيروس بشكل متسارع، كما قلصت تونس رحلات أخرى مع دول عربية وأوروبية للحد من تفشى فيروس كورونا الذى طال أشخاصا فى البلاد.
المغرب بدوره، سار على خطى جارته بعد تسجيله إصابات، فعلّق جميع الرحلات الجوية والبحرية للمسافرين من وإلى فرنسا حتى إشعار آخر، بينما أعلنت الجارة الثالثة الجزائر التى لم تكن بمنأى عن الفيروس، تعليق رحلاتها الجوية من وإلى إسبانيا وتقليصها بالنسبة لفرنسا.
وفى بؤرة جديدة وواسعة لانتشار فيروس كورونا بشكل كبير، وتحديدًا أوروبا، لجأت بلدان فى القارة العجوز إلى تشديد إجراءاتها الاحترازية وخاصة الحدود، وآخر هذه الدول، كانت النمسا حيث أعلنت أنها ستبدأ اعتبارا من اليوم الاثنين، تعليق الرحلات الجوية مع إسبانيا وفرنسا وسويسرا.
وتمثل إسبانيا ثانى أكثر دول أوروبا تأثرا بفيروس كورونا بعد إيطاليا، حيث سجلت 288 حالة وفاة، بالإضافة إلى 7753 إصابة، كما تحتل المرتبة الرابعة على مستوى العالم.
وفى وقت سابق، علقت النمسا الرحلات الجوية وعبر القطار مع إيطاليا، ولا تسمح على الحدود البرية مع إيطاليا إلا بدخول الأشخاص الحاملين لشهادات طبية تثبت عدم إصابتهم بالفيروس.
أيضًا التشيك وهى جزء من منطقة الشنجن فى الاتحاد الأوروبى، أعلنت من جانبها، فرض ضوابط على الحدود مع ألمانيا والنمسا، كما أنها منعت العبور من المواقع الحدودية الرسمية للمساعدة فى مكافحة فيروس كورونا، وذلك وفقًا لـ"العين الإخبارية".
وفى ألمانيا، يدخل قرارها بغلق حدودها على نطاق واسع مع فرنسا والنمسا وسويسرا والدنمارك، الإثنين، حيز التنفيذ، إذ سيتم فرض قيود على دخول البلاد، لكن فى كل الأحوال ستسمح السلطات بدخول المواطنين الألمان القادمين من دول الجوار، مع استمرار حركة البضائع أيضا.
كما تبدأ النرويج، اليوم، تنفيذ قرار غلق حدودها وتعزيز نظام المراقبة عليها، إضافة إلى إغلاق المطارات والموانئ فى البلاد، وقد سجلت النرويج أول حالة وفاة جراء الإصابة بفيروس كورونا يوم 12 مارس الجارى، بالإضافة إلى مئات المصابين.
ولم تقتصر هذه الإجراءات المشددة على الدول التى تفشى فيها فيروس كورونا المستجد، لكن الدولية الخالية من الوباء أيضًا اتخذت إجراءات مشابهة، فالهند على سبيل المثال، وسّعت القيود على السفر وأغلقت حدودها مع ميانمار المجاورة، على الرغم من عدم تسجيل أى حالات إصابة هناك حتى الآن، لمواجهة تفشى فيروس كورونا، كذلك علقت الهند إصدار تأشيرات السفر لمواطنى فرنسا وإسبانيا وألمانيا حتى إشعار آخر.
وأصاب الفيروس أوروبا والولايات المتحدة على نحو أسوأ بكثير من جيران الصين فى جنوب آسيا، حيث لم تسجل هذه الدول أى حالة وفاة حتى الآن، لكن مع ارتفاع عدد حالات الإصابة فى المنطقة إلى أكثر من 80 منطقة يخشى الخبراء من أن الأنظمة الطبية التى تتعرض للضغوط قد لا تتمكن من توفير نوع العناية المركزة المطلوبة، كذلك علقت الهند إصدار تأشيرات السفر لمواطنى فرنسا وإسبانيا وألمانيا حتى إشعار آخر.
فيما، انضمت الأرجنتين إلى قائمة الدول التى أغلقت حدودها، كما توقفت الدراسة فى كل المؤسسات التعليمية لاحتواء انتشار فيروس كورونا المستجد، وبحسب الرئيس الأرجنتينى ألبرتو فرنانديز، فإن إجراءات غلق الحدود تشمل فقط الوافدين إلى البلاد ولا يشمل الراغبين فى الخروج منها، وبعد اجتماع طارئ مع حكومته، قال فرنانديز: "لقد أغلقنا حدود الأرجنتين لأن فيروس كورونا المستجد بدأ يؤثر على البلدان المجاورة، ولأن هناك على الحدود البرية سياحا يأتون من مناطق تُعد خطرة".
كذلك سارعت البرتغال إلى اتخاذ القرار نفسه؛ حيث قررت غلق حدودها مع إسبانيا أمام السياح لمدة شهر على الأقل لكبح فيروس كورونا المستجد، وسجلت البرتغال حتى الآن 245 إصابة بالفيروس، لكنها تعتقد أن هناك أكثر من 2200 "حالة مشتبه فيها"، والسبت، أغلقت روسيا الحدود مع بولندا والنرويج أمام المسافرين الأجانب فى ظل انتشار فيروس كورونا الجديد (كوفيد – 19).