صاحب فلسفة الضحك وصانع مدرسة الكوميديا السوداء، وأول من أضحك الناس على مشاكلهم وأوجاعهم وعيوبهم، وجعل من الأفلام الكوميدية هدفا لا يقل عن هدف أفلام المليودراما بل وصنفته مجلة تايم الأمريكية واحدا ضمن أهم خمس كوميديانات فى العالم.
أبهر الجميع بفنه الذى ارتبط بالبسطاء واختلط فيه الضحك بالدموع، وجعلنا نضحك على أنفسنا بلا إسفاف أو لفظ خارج أو كلمة تخدش الحياء أو مشهد يسىء للمشاهد، ودمج المأساة بالضحك حتى أصبح الفيلسوف الضاحك أو الضاحك الباكي.
المتعارف عن نجيب الريحانى أنه مصرى من أصول عراقية ومسيحى الديانة، ولكن لم يكن فى زمانه كلمة مسلم ومسيحى، فالكل فى هذا الوقت كان واحد فقد، كانت مصر فى زمن نجيب الريحانى مرتعا لجميع الأديان والجنسيات والجميع يتعايش بحب ومودة.
ولكن كلما دخلت منزل نجيب الريحانى تجد مصاحف كثيرة يمتلئ بها منزله، ولا تجد حجرة فى منزله لا يوجد بها مصحف، وتنبه لذلك صديق عمره بديع خيرى وسأله عن ذلك فأجاب {كله كلام ربنا}.
وعندما مرض نجيب الريحانى ولزم مرضه إقامته فى أحد المستشفيات كان لا يفارقه أيضاً المصحف وكل من يدخل عليه غرفته للزيارة يرى المصحف على " الكومودينو " المجاور له بجوار الأدوية.
ولم يسأل أحد عن هذا السبب حتى أنه لم يسترع الانتباه لأى أحد من الزائرين فكل يرى مصحفاً موجوداً أمامه وانتهى الأمر.
وبالرغم من تشييع جنازة نجيب الريحانى من إحدى كنائس مصر الكبرى، وتعد جنازته أول جنازة رسمية لفنان فى الشرق الأوسط، وكان هناك مندوباً من القصر الملكى عن جلالة الملك فاروق، وكانت جنازته مهيبة احتشد فيها جموع الشعب من الأمراء والوزراء والبسطاء.
ولكن فوجئ الجميع بعد موت نجيب الريحانى، وكانت أسرته تنقل متعلقاته من المستشفى أن وجدوا مصحفاً موجوداً حتى وسادة سريره فى المستشفى وبه يوجد صفحات كثيرة مطويه يبدو عليها قراءتها، مما استرعى انتباه أسرته لذلك حتى أن أولاد أعمامه اتصلوا برفيق عمره بديع خيرى يتأكدون إن كان قد أسلم ولم يشهر إسلامه أم لا.
فقال لهم بديع خيرى {الله أعلم}.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة