سقطات نسفت تغريدات الباحث الكندي بشأن كورونا في مصر.. عندما تاجرت الجارديان بكتابات على تويتر.. الصحيفة حاولت المتاجرة بعقول البشر لحساب نسبة القراءات

الإثنين، 16 مارس 2020 06:01 م
سقطات نسفت تغريدات الباحث الكندي بشأن كورونا في مصر.. عندما تاجرت الجارديان بكتابات على تويتر.. الصحيفة حاولت المتاجرة بعقول البشر لحساب نسبة القراءات فيروس كورونا
كتب – طلال رسلان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لم تمنع خطورة الأوضاع الكارثية وتهديد انتشار فيروس كورونا المستجد، وقبلها حالة الذعر التي انتابت العالم، صحيفة الجارديان البريطانية من المتاجرة بعقول البشر، على حساب نسبة القراءات وإثارة الجدل ومزيد من الرعب والخوف.

ea78c5cf-51be-4437-9915-577a939c99d4

الصيحفة البريطانية نشرت تقريرا استندت فيه على كتابات أحد الباحثيين في جامعة تورنتو الكندية على موقع التواصل الاجتماعي تويتر تحدث فيها عن 19 ألف حالة إصابة بفيروس كورونا في مصر، بحبكة درامية وعناوين مضللة لا تمت إلى أية دلائل بصلة.

في البداية خرج الباحث الكندي إيزاك بوجوش بعدة تغريدات على حسابه غير الموثق والذي أنشئ منذ عام واحد فقط على تويتر بتحليل شخصي عن ربما يكون فيروس كورونا انتشر في مصر بشكل كبير وتصل حالات الإصابة إلى 19 ألف حالة على غير ما أعلنته وزارة الصحة المصرية بالتفصايل عن وصول عدد الإصابات إلى 110 حالات، إلى جانب حالات الشفاء اليومية.

لم تمر سوى ساعات قليلة حتى انفجرت التعليقات أسفل تغريدات الباحث الكندي بتساؤلات انبرى للرد عليها سرعان ما كشفت تخبط نظريته وأنها مجرد تحليلات شخصية غير قائمة على أدلة، ولا تخرج عن كونها كتابات غير موثقة واجتهاد جانب الدراسات العلمية الواقعية.

مع عاصفة الجدل والهجوم الذي ينسف الادعاءات بالأرقام والأدلة من كتابات الباحث الكندي نفسه، لم يجد الأخير أمامه غير التراجع عن عدد الإصابات الكارثي الذي بدأ به حديثه، قائلا إنها ربما تكون 6 آلاف إصابة أو أقل من ذلك بكثير إلا أن الإجمالي لم يكن معلوما بالضرورة استندا على الجغرافيا وعدد السكان إذا ما قورنت بدول أخرى. 

اعترف الباحث الكندي بأنه لجأ إلى الإعلان عن تخميناته بشأن الإصابات في مصر على تويتر بعد رفض نشرها في دوريات علمية أو صحف أخرى على صلة بالأبحاث التي تنشر عن الفيروس القاتل حول العالم، ما يعطي عدم المصداقية لحديثه الذي سرده على موقع التواصل الاجتماعي، لأنه لم يستند على أية أدلة علمية أو معايشات واقعية.

في ردوده كاملة لم يقدم بوجوش أي أدلة مرفقة بالبيانات المستندة على الكشف عن حالات في مصر، إنما، ولكن بنى الدراسة على مجرد تنبؤات خاصة بالحالة الإيرانية وتفشي كورونا هناك، وليست في مصر عن طريق تتبع حركة السفر والطيران في إيران أثناء تطور أعداد الإصابات فيها، في الوقت التي كانت تعلن فيه إيران عن أرقام غير دقيقة بشهادة منظمة الصحة العالمية التي كشفت زيف الأرقام المعلنة من النظام فيما بعد وانفجرت الكارثة، وبمعادلة معينة توصل إلى أرقام تقرييبة لأعداد الإصابات في إيران.

الباحث الكندي الذي لم يقم بزيارة مصر من الأساس اعتمد على تقارير أجنبية غير مؤكدة عن حالات قادمة من مصر تحمل الكورونا، وثبت عدم صحتها فيما بعد من قبل منظمة الصحة العالمية مثلما حدث في حالة فرنسا الذي تم تأكيد أنه لم يدخل مصر ولكن كانت رحلته عبر مطار القاهرة، ولذلك رفضت المواقع البحثية اعتماد ورقته أو نشرها.

أقر الباحث الكندي في أوراقه بتجاهل بيانات منظمة الصحة العالمية والإعلانات الرسمية من حكومات خارج مصر مثل الكويت التي أعلنت في وقت سابق عن عمل تحاليل لعدد كبير من الوافدين المصريين وثبت عدم حملهم للفيروس، وهذه الحالات كانت قادمة من أماكن متفرقة في مصر سافروا للكويت خلال إعلان تفشي كورونا عالميا ومع بدء حالة الإجراءات الاحترازية في المطارات وإعلان دول عن إيقاف دخول أراضيها.

الطبيب الكندي نفسه، عندما حاول إثبات أوراقه الدراسية، تواصل مع عدد من الأطباء المصريين الذين كانوا مكلفين بمتابعة الحالات على متن بواخر نيلية في الأقصر غير الباخرة الموبوئة، والذين أكدوا سلبية كل التحاليل التي خضعت لها هذه البواخر.

مع تضارب وإثبات أن أوراق الباحث الكندي مجرد كتابات على السوشيال ميديا أو توقعات غير علمية، لم تتصدر أي صحيفة عالمية أو موقع على الإنترنت لعرض أحاديثه سوى الجارديان البريطانية التي طالما وقعت في تقارير غير مهنية لإثارة الفوضى داخل مصر في أعوام سابقة.

تاريخ من الكذب والتضليل حاولت الصحيفة البريطانية التلاعب به داخل مصر، كان على صلة بسياسات وأشخاص محسوبين على جماعات هدفها الفوضى وبث الرعب داخل البلاد، أبرزها ما حدث في تقاريرها بعد ثورة 25 يناير تحدث عن ثروة الرئيس الأسبق حسني مبارك وعائلته، وقدرتها بحوالي 70 مليون دولار، مشيرة إلى أن مبارك يمتلك أرصدة في البنوك البريطانية والسويسرية إلى جانب بعض الممتلكات الخاصة به في الولايات المتحدة وبريطانيا، لكن هذا التقرير الذي أثار ضجة في العالم كله وليس مصر فقط في هذا التوقيت كان مستندًا في معلوماته إلى كاتب مغمور ألف كتابًا عن مبارك، واكتفى مدير تحرير الصحيفة بعد شهرين من نشر التقرير بالقول إنهم أخطئوا في الصياغة.

أشهر سقطات الجارديان على الإطلاق في تناولها الشأن المصري، تمثل في نشر أكثر من 13 تقريرًا "مفبركًا" كتبها الكاتب الأمريكي جوزيف مايتون، أحد المراسلين الذين تتعامل معهم بالقطعة، من القاهرة، رغم اعتذارها بعد ذلك، مؤكده إنها ألغت مقالات مايتون المفبركة والمعلومات التي لم تتمكن من التحقق منها، فاتحه تحقيق في الأمر عندما اتصل بها أحد المصادر التي زعم مايتون أنه تحدث إليها في إحدى مقالاته وقال إنه لم يتحدث إلى الصحفي، وتوصلت تحقيقات الصحيفة إلى أن هناك مقالات لجوزيف مايتون تحتوى على تصاريح مزورة، من بينها قصص خبرية لفاعليتين قال منظموهما إن الصحفي (مايتون) لم يحضرهما أبدًا، ويضاف هذا إلى عشرات المصادر غير الموجودة على أرض الواقع، أو ليس لديها وجود على الإنترنت، أو أنهم مجهولون ولا يمكن الاستناد إلى رأيهم، كما أن العديد من الأشخاص الذين جاءوا فى مقالاته نفوا أنهم تحدثوا إليه.

ـ الصحة العالمية تخرس الادعاءات

في أحدث تصريحاته أشاد جون جبور ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر، بالطريقة التي تعاملت بها السلطات في مصر مع فيروس كورونا، وأكد أن مصر وعُمان هما الدولتان الوحيدتان في المنطقة اللتان تملكان "نظام مراقبة قوي يعتمد على الأحداث".

 وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر في مقابلة مع شبكة CNN الإخبارية الأمريكية، أن مصر عملت بشكل جيد من أجل احتواء المجموعات منذ بداية الحدث، أو ظهور الأعراض لدى السياح، ومن ثم الاتصالات والسيطرة عليها داخل المجتمع لكى لا تنتشر على نطاق أوسع.
 

على موقع منظمة الصحة العالمية الذي يسجل تحديثات فيروس كورونا حول العالم أول بأول، احتلت مصر في الترتيب رقم 42 في عدد الإصابات المسجلة حول العالم، اى أن مصر بعيدة كل البعد عن مؤشرات تفشى العدوى، وأن مصر من أقل الدول من حيث تسجيل عدد الوفيات المتأثرة بالمرض ، وبحسب الموقع التابع لمنظمة الصحة العالمية سجلت مصر 110 حالة مؤكدة ، حتى تاريخه.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة