واضح أن حالة الفزع التى يسببها انتشار فيروس كورونا، فى العالم، ليس خوفا ورعبا من الموت فقط، وإنما لاح فى الأفق الرعب من شبح الإفلاس، فبجانب اكتظاظ المستشفيات بالمشتبه بهم المصابين بالفيروس فى مختلف الدول، فإن هناك حالة رعب تسيطر على الأغنياء من أصحاب الأعمال والمصانع والشركات والتجار الكبار، من إغلاق عدد كبير من مصانعهم وتوقف استثماراته فى مختلف دول العالم، بجانب توقف حركة السفر والطيران، مما عرض على سبيل المثال أصحاب الشركات التكنولوجية لخسائر فادحة.
وكشف تقرير لوكالة بلومبيرج، أن خسائر عمالقة شركات التكنولوجيا بسبب فيروس كورونا بلغت حسب آخر إحصائية 53 مليار دولار، فقد تعرض على سبيل المثال "جيف بيزوس" المؤسس والرئيس التنفيذى لشركة أمازون، لخسائر بلغت 8.14 مليار دولار، وتعرض بيل جيتس، المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت لخسائر بلغت 6.98 مليار دولار، أما مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذى لـ"فيس بوك" فقد بلغت خسائره 5.89 مليار دولار، وتعرض لارى بيج، أحد مؤسسى جوجل لخسائر 4.34 مليار دولار، وخسر ستيف بالمر، الرئيس التنفيذى السابق لشركة مايكروسوفت 4.81 مليار دولار.
هذه الخسائر الضخمة، لرجال أعمال وأصحاب شركات كانت مزعجة، ومرعبة، أكثر من الإصابة بفيروس كورونا، بجانب أيضا خسائر البورصات وانهيار مريع لمعظم الأسهم الرئيسية، فصار الرعب من شبح الإفلاس يفوق الرعب من الإصابة بالفيروس نفسه..!!
ورغم كل هذه الخسائر، وحالة الفزع والرعب من الإصابة بالفيروس اللعين، قفز على سطح الأحداث زمرة من أصحاب الضمائر الخربة، فى محاولة لحصد الأموال من آلام وخوف الناس، فرفعوا أسعار المطهرات والكمامات عشرات أضعاف أسعارها الحقيقية، كما بدأ التجار الجشعين فى رفع أسعار عدد من السلع الغذائية، لتحقيق مكاسب كبيرة، وهى تجارة سوداء، يجب ضربها بيد من حديد، وتوقيع أغلظ العقوبات عليهم، ليكونوا عبرة لمن لا يعتبر ويتاجر بآلام الناس.
التجارة السوداء وتحقيق مكاسب كبيرة استغلالا لخوف وفزع الناس، أحط وأقذر تجارة، ولن يبارك فيها الله، سواء كانوا أصحاب شركات أدوية ومطهرات، أو تجار سلع، ومحلات تجارية شهيرة، بجانب هؤلاء المروجين للشائعات الخطيرة، ودفع الناس للنزول فى حشود وشراء السلع لتخزينها وهى خطط إخوانية حقيرة، وكل من يصدق هذه الشائعات، يستحق العقاب.
المطلوب من الحكومة إظهار العين الحمراء، وتفعيل القوانين بكل قوة، فلا يمكن أن تترك "الحبل على الغارب" لكل من يحاول أن يستغل الأزمة ويتاجر بآلام وفزع وخوف الناس، ولا يمكن أن نترك مروجى الشائعات، يرتعون ويدمرون معنويات البسطاء، ففى وقت الحروب والأزمات الخطيرة، لا مكان لرفاهية ارتكاب الأخطاء مهما كانت صغيرة..!!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة