حصلت الحاجة لواحظ لبيب محمود سالم، بمساكن شرق الأستاد بمكز بنها فى القليوبية، على المركز الأول بالمحافظة للأم المثالية، فهى من مواليد محافظة المنوفية في 8/7/1943، وكان ترتيبها الأولى بين 4 أبناء لأب يعمل معلما للأجيال وحصلت على دبلوم المدارس الفنية من شبين الكوم بتاريخ 1960.
وأكدت الحاجة لواحظ، أنها فى عام 1964 تزوجت من حسن مصطفى موسى، حاصل على ليسانس التربية جامعة عين شمس، وكان يعمل مدرس بمحافظة كفر الشيخ فانتقلت معه للإقامة هناك، وترقى زوجها إلى مدرس ثانوى، وتم إعارته إلى السودان عام 1967 ليستكمل رسالته السامية فى تعليم الأجيال وانتقلوا للإقامة بقويسنا، وفى عام 1968 رزقهم الله بأول مولود وكان اسمه أحمد ونظرا لسوء الظروف الصحية بالسودان توفى عن عمر عام واحد وتم دفنه بالسودان.
وتابعت، أنه خلال تلك الفترة أصيب زوجها بمرض البلهارسيا وتليف الكبد فكان كثيرا ما يعالج بالمستشفيات في مصر خلال إجازتهم السنوية أو بالسودان خلال تواجده للعمل هناك فى ظل ظروف معيشية صعبة ودرجة حرارة مرتفعة وامكانيات طبية ضعيفة جدا، ورزقهم الله بثاني أبنائهم "خالد" فى 10/1/1971 بالسودان، ثم بالابن الثالث "محمد أشرف" فى 28/12/1972 بالسودان أيضا.
وأوضحت، أنه بدأت رحلة المرض الشديد مع زوجها، حيث انتقل من مستشفى إلى أخرى وتجرى معه بكامل طاقتها لتخفف عنه الآم المرض العضال الذى يتمكن منه رويدا رويدا، وفى إجازة 1973، وخلال الاستعداد لشهر رمضان المبارك يشتد المرض على زوجها ليدخل مستشفي شبين الكوم ليلقى وجه ربه صبيحة يوم 3 رمضان عام 197، وكانت المفاجأة صادمة لكل العائلة.
واستطردت، أنها أصبحت أرملة وهي بنت الـ 30 عاما، ولا تعمل حيث كانت ربة منزل ومعها ولدان الأكبر سنتان وعشر شهور، والثانى عشر شهور ومعاش صغير لا يفى باحتياجات الأسرة، واتخذت قرارها الحاسم بأن تربية هذين الولدين الصغيرين هو هدفها الأسمى فى هذه الدنيا ولم تلتفت إلى زواج آخر أو إلى أى متاع زائل من هذه الدنيا.
وأشارت إلى أنه بعد عدة أعوام قليلة يفتح لها الله باب رزق فى جامعة بنها تحت الإنشاء والتابعة لجامعة الزقازيق فتلتحق بها وتسافر يوميا من قويسنا إلى الزقازيق، وبعد افتتاح فرع بنها بمدينة بنها أصبحت تسافر يوميا من قويسنا إلى بنها متحملة مصاعب ومشاق لا يتحملها إلا الرجال، ثم يلتحق أكبر الأبناء "خالد" بالمدرسة الابتدائية فى قويسنا، ثم انتقلت إلى مدينة بنها ويلتحق الأبناء خالد وأشرف بالمدارس فى مدينة بنها، وتستمر رحلة الكفاح بين السعى على الرزق فى عملها فى جامعة بنها وبين تربية ولدين صغيرين لا يعوا من أمر الدنيا شيئا ولكنهم اعتادوا أن يكونوا رجالا.
وقالت، إنه تجرى الأيام وتصل إلى عام 1988، حيث يحصل الابن الأكبر على الثانوية العامة بتفوق، حيث كان ترتيبه الرابع على محافظة القليوبية، والثاني على مستوى مدرسته ليلتحق طبقا للتنسيق بكلية هندسة شبرا ويقدم أوراقه للقبول بالكليات العسكرية، فيتم قبوله بالكلية الفنية العسكرية نظرا لتفوقه، وفى عام 1990 يحصل ثانى الأبناء على الثانوية العامة بتفوق كأخيه ليلتحق بكلية طب بنها، وتستمر رحلة الكفاح، فتربية شابين بكليتين من كليات القمة أمر مكلف ومرهق ولكنها معونة الله.
وألمحت، إلى أنه فى عام 1993 يبدأ جنى الثمار بعد رحلة الكفاح حيث يتخرج أول الأبناء من الكلية الفنية العسكرية بتقدير امتياز ومن أوائل دفعته ويلتحق كضابط مهندس بصفوف القوات المسلحة ويخدم وطنه ويزود عن عرينه، وهو حاليا عميد مهندس بالقوات المسلحة، ثم يتخرج ثانى الأبناء عام 1997 كطبيب شاب ويعمل بجد واجتهاد ويحصل علي الماجستير وحاليا يحضر للحصول علي الدكتوراه في مجال التحاليل الطبية وحاليا يعمل مديرا لمعمل سما للتحاليل الطبية ببنها.
واختتمت حديثها، أنه أحيلت للمعاش في 8/7/2003 بعد أن أدت رسالتها على أكمل وجه كموظفة مجتهدة بقسم الدراسات العليا بكلية التربية جامعة بنها، وتم تكريمها من عميد الكلية نظرا لتفانيها فى أداء عملها، وتجرى الأيام وتستمر مسيرة العطاء بأشكال مختلفة ويتزوج أبنائها واحدا تلو الآخر ليستقر كل منهم ويكون أسره تجتمع عند الجدة الفاضلة معترفة بفضلها وعطائها النادر.
وكانت قد بلغت الأم حاليا سن 77 عاما، وهذه السن به كثير من المعاناة من أمراض الشيخوخة ولعلها ترجع بذاكرتها إلي أيام مضت فتحمد الله كثيرا علي فضله ومعونته وتوفيقه.
الابن الأكبر خالد حسن مصطفى
الأم المثالية بالقليوبية لواحظ لبيب محمود سالم
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة