تتزايد أزمة فيروس كورونا فى إيران، فى ظل إصرار عدد من الشيعة المتشددين عدم التزامهم بغلق الأضرحة لمواجهة الفيروس المستجد، فى الوقت الذى خرج فيه الرئيس الإيرانى حسن روحانى ليعلن أن ذروة أزمة الفيروس فى طهران اقتربت من الانتهاء، وفى هذا السياق، ذكرت شبكة سكاى نيوز الإخبارية، أن شيعة متشددين شقوا طريقهم إلى باحات مرقدين رئيسيين أغلقا للتو بسبب مخاوف من فيروس كورونا المستجد، فى الوقت الذى تواجه فيه البلاد انتقادات لجهودها المحدودة فى السيطرة على أسوأ موجة تفشى فى الشرق الأوسط.
واقتحمت حشود غاضبة باحات مرقد الإمام على الرضا فى مشهد، ومرقد فاطمة المعصومة فى قم، حيث عادة ما تصلى الحشود هناك 24 ساعة يوميا لمدة سبعة أيام فى الأسبوع، حيث يتم لمس الضريح وتقبيله مما أثار قلق المسؤولين الصحيين الذين أمروا بدورهم رجال الدين الشيعة بإغلاقهما.
وأعلن التلفزيون الإيرانى الحكومى إغلاق المرقدين مما أثار المظاهرات، فيما صاح أحد رجال الدين الشيعة فى مرقد مشهد، قائلا: "نحن هنا لنقول أن طهران مخطئة تماما فى القيام بذلك!"، بحسب مقطع فيديو على الإنترنتـ وهتف آخرون "وزير الصحة مخطئ فى فعل ذلك، والرئيس مخطئ فى فعل ذلك!"، بدورها أوضحت شبكة سكاى نيوز، أن الشرطة الإيرانية فرقت الحشود فى وقت لاحق. ووصفت السلطات الدينية ومعهد قم البارز، فى بيان، المظاهرة بأنها "إهانة" للضريح، داعية المؤمنين إلى الاعتماد على "الحكمة والصبر" وسط الإغلاق.
وتجذب المراقد الإيرانية الشيعة من جميع أنحاء الشرق الأوسط لزيارتها، ومن المحتمل أن تساهم فى انتشار الفيروس فى جميع أنحاء المنطقة، فيما قال الناطق باسم وزارة الصحة الإيرانية كيانوش جهانبور، أن الفيروس قتل 135 شخصا إضافيا لترتفع الحصيلة إلى 988 من بين أكثر من 16 ألف حالة إصابة، كما أصدر التلفزيون الرسمى الإيرانى أخطر تحذيراته حتى الآن بشأن فيروس كورونا المستجد، قائلا أن التفشى يمكن أن يقتل "الملايين" إذا استمر الناس فى السفر وتجاهل الإرشادات الصحية.
بدورها ذكر موقع العربية، أن الرئيس الإيرانى حسن روحانى تعرض يومى الثلاثاء والاثنين لحملة انتقادات واسعة بعد إعلانه أن إيران على وشك التغلب على تفشى وباء كورونا، بينما تتفاقم الأوضاع فى كافة أنحاء البلاد، وسط تزايد حالات الوفاة والإصابات، حيث نقلت عدة وسائل إعلامية فى إيران وخارجها عن روحانى قوله أن طهران تجاوزت مرحلة الذروة فى تفشى المرض وستتغلب عليه فى وقت قريب.
فى حين سارع مستشاره الإعلامى، حسام الدين أشنا، بالرد على الانتقادات التى وجهت لروحانى، زاعمًا أن تصريحات الرئيس الإيرانى تم تحريفها، وقال آشنا فى تغريدة له عبر حسابه عبر تويتر، أن التقارير الإعلامية حرفت التصريحات فالرئيس قال ببساطة أن تقرير وزارة الصحة عن حالة تفشى المرض كان واعدا.
وأضاف المستشار الإعلامى لروحانى أن هذا تحريف متقن. لم تتجاوز إيران بأى حال من الأحوال ذروة تفشى المرض. وقد أشار روحانى ببساطة إلى تقرير وزارة الصحة حول سيناريوهات محتملة ومختلفة بشأن حجم تفشى المرض قبل أن يصل إلى ذروته، ثم وصف تقرير الوزارة بأنه واعد "، فى المقابل، علق العشرات من مستخدمى وسائل التواصل الاجتماعى على تغريدة أشنا واتهموه بمحاولة تبرير خطأ روحاني.
بدورها أكدت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) أن "روحانى لم يقل تجاوزنا ذروة تفشى المرض. لقد تحدث ببساطة عن الجهود المبذولة لتجاوز هذه المرحلة" لكن الوكالة الإيرانية كانت نقلت عن روحانى خلال حديثه مع لجنة مكافحة كورونا الاثنين، أن "ما قيل فى الاجتماع عن تجاوز مرحلة ذروة تفشى المرض سيشرحه وزير الصحة الدكتور نمكى للناس عندما يعتقد أنه بحاجة إلى إخبارهم بذلك، وهذا كان واعدًا جدًا".