أكدت دار الإفتاء المصرية على أهمية صلة الرحم قائلة: "صِلْ رحمك وقِفْ بجانبهم، ولو لم تجد ترحابًا منهم، وابتغِ الثواب من عند الله، عن أبى هريرة أن رجلًا قال: يا رسول الله، أن لى قرابةً أصلهم ويقطعوننى، وأُحسن إليهم ويسيئون إلى، وأحلم عنهم ويجهلون على، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «لئن كنت كما قلت فكأنما تُسِفُّهم الْمَلَّ ولا يزال معك من الله ظهيرٌ عليهم ما دمت على ذلك» (رواه مسلم).
وخلال بث مباشر للدار اليوم الثلاثاء عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، ورد سؤال نصه :"ماذا نفعل فى صلة الرحم فى ظل الظروف التى نمر بها من انتشار فيروس كورونا؟"، وقال الشيخ أحمد ممدوح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية فى إجابته عن السؤال: "صلة الرحمة لا تقتصر فقط على الزيارات".
وتابع ممدوح: "إذا كنا ننادى بأن نقلل أماكن التجمعات ولكن صلة الرحم لها صور كتيرة منها الزيارة أو التلغراف أو المجاملة فى الأفراح والمواساة فى الأتراح، وإذا كنت لا تستحسن الزيارة فلتجلس فى منزلك وتصلهم بالتليفون أو غير ذلك من الوسائل".
وكانت دار الإفتاء المصرية، أكدت عبر موقعها الإلكترونى، أن صلة الأرحام تعد من مظاهر عناية الإسلام بتقوية أواصر الصِّلات داخل المجتمع، ونشر المحبة والسلام بين أفراده؛ حيث وجَّه الإسلامُ عنايةَ أتباعه إلى التَّواصُل والتَّقارب بشكلٍ خاص بين الأهل والأقارب؛ فالإسلام لا يقرُّ هذه النظرة الفردية التى تجعل الإنسان مهتمًّا بذاته فقط، أو على الأكثر بأسرته الصغيرة، بل يدفع الإسلام أتباعه إلى ترسيخ قيمة التَّواصل الفعَّال بين الأقارب؛ كحلقةٍ أساسيةٍ من حلقات الترابط فى المجتمع؛ ولتشعب العلاقات والمصاهرة بين النَّاس؛ فإنَّ دائرةَ صلةَ الرَّحم قادرةٌ على الامتداد لتشمل المجتمع كله بطريقةٍ غير مباشرة.
وقد كانت صلةُ الرَّحم إحدى أخلاق النبى صلى الله عليه وآله وسلم قبل مبعثه وتبليغه بالرسالة، وكانت من الأسباب التى ذكرتها له السيدة خديجة رضى الله عنها؛ لتطمئنه وتهدِّئَ من رَوْعِه بعد نزول الوحى عليه، فقالت له: "كَلَّا، أَبْشِرْ، فَوَاللهِ لَا يُخْزِيكَ اللهُ أَبَدًا، فَوَاللهِ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَصْدُقُ الحَدِيثَ، وَتَحْمِلُ الكَلَّ، وَتَكْسِبُ المَعْدُومَ، وَتَقْرِى الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الحَقِّ" متفقٌ عليه.
ونوَّه الله تعالى فى القرآن الكريم إلى ضرورة الحفاظ على الأرحام واستمرار صلتها؛ قال تعالى: ﴿وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِى تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ﴾ [النساء: 1]، أي: واتقوا الأرحام أن تقطعوها؛ كما أوصى الله تعالى عباده بالإحسان إلى الوالدين وذوى القرابة والجيران والمحتاجين قرينَ أمره بعبادته سبحانه وتعالى؛ إشعارًا بأهمية توثيق هذه الآداب وبيان منزلتها فى التصور الإسلامي؛ فقال جلَّ شأنه: ﴿وَاعْبُدُوا اللهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِى الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِى الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ أن اللهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا﴾ [النساء: 36].
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة