هاجم معاذ إبراهيم اوغلو الكاتب التركى الإجراءات التى إتخذتها الإدارة التركية فى مواجهة فيروس كورونا، حيث وثق تجربة شخصية داخل مطار إسطنبول تؤكد أن تركيا لا تتخذ الإحتياطات اللازمة لمواجهة الفيروس المستجد.
وقال معاذ فى مقال نشره بصحيفة أحوال تركية:"كنتُ فى انتظار الحافلة، التى ستقلنا إلى المطار من حي "شيرين أفلر"، وقف إلى جواري عدد آخر من الركاب ينتظرون قدوم الحافلة كذلك، وقد وضع بعض منهم الأقنعة والقفازات الوقائية، أرادت إحدى العائلات، التى تستخدم تلك الأقنعة الوقائية، أن تذهب إلى أنقرة، هذه المرة، عن طريق الحافلة؛ اتقاءً لخطر الإصابة بفيروس كورونا القاتل، ولكنها ما لبثت أن عدلت عن هذه الفكرة؛ بسبب كبر سن الوالدين، وخشية تعرضهما لمخاطر صحية، وفضلت الذهاب بالطائرة."
وأضاف :"استقل الجميع الحافلة بعد قليل من الانتظار، لاحظتُ أن ما يقرب من 25% من الركاب كانوا يضعون الأقنعة الوقائية.. توجهت بدورى إلى سائق الحافلة، وسألته عن التدابير، التى اتخذتها الحكومة التركية فى وسائل المواصلات؛ للحيلولة دون انتشار هذا الفيروس؛ فأجابني، وهو يبتسم "لا شيء"، وأضاف "نحن نتحرك، اعتماداً على رحمة الله بنا فحسب"، وأردف قائلاً إنهم يطهرون سيارات الأجرة، التى تنقل الركاب من المطار وإلية، ولا يعلم أحد، بمن فيهم السائق، إذا كانوا يطهرون الحافلات أيضاً أم لا."
واستطرد قائلا:"فى تلك الأثناء، أبصرتُ سيدةً تبحث عن مكان تشتري منه قناعاً، هي الأخرى، بعد أن رأت المحيطين بها يضعون هذه الأقنعة؛ فاستجابت للهفتها إحدى المسافرات، وأعطتها قناعًا احتياطيًا، كانت تحمله معها. أما الآخرون فكانوا يعتمدون على رحمة الله كذلك في تحركاتهم."
وأضاف :"سارع الركاب، بمجرد وصول الحافلة إلى المطار، بإخراج مُتعلقاتهم من الحافلة، وقاموا بوضعها على المركبات المخصصة لحمل الأمتعة داخل المطار، لاحظتُ أن أياً من رجال الأمن أو الشرطة أو العاملين داخل المطار لم يضع أقنعة وقائية، اللهم إلا عدد قليل منهم، كان يرتدى قفازات فقط، وتعليقًا على هذا، ذكر لى بعض العاملين فى المطار، الذين يجلبون عربات حمل الأمتعة، أنه لا يتم تطبيق الكثير من التدابير الوقائية لمنع انتشار الفيروس، وهذا يعني أنهم لا يقومون بتطهير مقابض عربات حمل الأمتعة، التى يُمسك بكل واحدة منها مئات الركاب في اليوم الواحد، كما لا يقومون بغسلها على فترات متقاربة، كما كانوا يفعلون من قبل."
وتابع :"لا ترتدى الغالبية العظمى من العاملين فى المطار أقنعة وقائية أثناء التعامل مع الركاب، وفى المقابل من ذلك، اكتفى معظم رجال الأمن والموظفين الآخرين بارتداء القفازات، علمتُ، بعد ذلك، أن الشركات، التى يعملون بها، قد أخبرتهم أن استخدام القناع يمكن أن يخلق صورة سلبية، قد تتسبب فى خوف الركاب، لهذا السبب كان القرار الأكثر ملائمةً، بالنسبة لهم، هو عدم استخدام الأقنعة الوقائية".
