أكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف خطورة الشائعات على الفرد والمجتمع؛ لما لها من تأثير سلبى يعمل على تقويض دعائم استقرار البلاد ويهدم أمنها وينزع الثقة بين مواطنيها، مشيرًا إلى أن الشائعات من أخطر الأسلحة التى تستخدمها الجماعات المتطرفة والتنظيمات الإرهابية؛ لإثارة الفتن والقلاقل بين أفراد المجتمعات.
ولفت المرصد إلى أنه قد لاحظ -من خلال متابعته اللحظية لوسائل التواصل الاجتماعى- كمًّا كبيرًا من الشائعات التى تمَّت صناعتها وترويجها بشكل واسع حول فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19»، الأمر الذى أثار حالة من الذعر بين المواطنين، مهيبًا بضرورة استقاء الأخبار من مصادرها الرسمية، وعدم الانجراف وراء الأخبار الكاذبة التي ينشرها أصحاب المصالح والأجندات الخاصة.
وشدد المرصد على وجوب عدم الخوض في نشر الأخبار المتعلقة بالخوف والأمن النفسي لأفراد المجتمع والتثبت من تلك الأخبار قبل تناقلها؛ لقول الله عزَّ وجلَّ: «وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ»، داعيًا العليَّ القدير أن يحفظ مصر وشعبها من كل مكروه وسوء، وأن ينعم على العالم بالأمن والسلام.
وكان قد قال الدكتور شوقي علام، مفتى الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، إن الابتلاءات والشدائد من أقدار الله تعالى التي تحمل في طياتها ألطافَه ورحماتِه، وإن أهل الإيمان والمعرفة بالله تعالى يرقبون الله ورحمته في السراء والضراء كما قال الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم: «عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء، صبر فكان خيرًا له».
ودعا مفتي الجمهورية في كلمة مصورة وجهها إلى شعب مصر العظيم الذي تخطى كثيرًا من التحديات والصعاب، دعاهم ألا يستمعوا إلا إلى بيانات الدولة الرسمية، بشأن مستجدات فيروس كورونا، وألا ينساقوا خلف الشائعات والأكاذيب التي يطلقها المغرضون في الداخل والخارج بغرض بث الرعب وزعزعة الأمن، وأن يكونوا على قلب رجل واحد، ويراعوا السكينة والثبات والصبر والحكمة والتعقل.
وأضاف أنه علينا جميعًا كمصريين أن نلتزم بتعليمات الأمن والسلامة التي تعلن عنها وزارة الصحة المصرية والجهات المختصة في الدولة أولًا بأول، قائلا: "إن دار الإفتاء المصرية تدعو جميع المصريين إلى ضرورة التعاون على البر والتقوى والالتزام بتعليمات ديننا الحنيف من الحرص الدائم على الطهارة والنظافة".
وتابع مفتي الجمهورية قائلًا: إن دار الإفتاء المصرية تحذر كذلك من استغلال الأزمات والشدائد بممارسة الاحتكار في السلع الغذائية أو الطبية أو غيرهما، وتحذر كذلك من ترويج سلع أو مستحضرات طبية غير معتمدة من الجهات المختصة؛ فإن مثل هذه الممارسات محرمة قبيحة في كل وقت، وهي في وقت الأزمات والشدائد تعتبر خيانة عظمى للدين والوطن.
ولفت المفتي النظر إلى أن أزمة فيروس كورونا -العابرة بإذن الله- تعكس مدى ما يتمتع به شعب مصر العظيم وقيادته الحكيمة من صلة بالله تعالى ويقين ووعي وبصيرة وصبر وثبات وتلاحم، مبشرًا الشعب المصري بأن هذه الأزمة سوف تمر إن شاء الله تعالى، ويبقى شعب مصر العظيم بشيمه وأخلاقه الراقية، وقيمه الراسخة المتحدية لكل الأزمات، المتجاوزة لكل المصاعب، {وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ}.