أجرت دار الإفتاء المصرية، اليوم الثلاثاء، بثًا مباشرًا عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل فيس بوك، أجابت خلال على أسئلة المتابعين والتى جاءت معظمها اليوم حول فيروس كورونا، من بينها سؤال نصه: "هل المتوفى بفيروس كورونا شهيد ؟".
وأجاب عن الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قائلًا: "ورد فى الأحاديث الشريفة منزلة وأنواع الشهداء فمنها شهيد الدنيا والآخرة وهو الذى قاتل فى معركة شريفة راجيا وجه الله فمات فهو شهيد، ومنها شهيد فى الدنيا دون الآخرة وهو الذى دخل المعركة ولكن كان لا يرجو وجه الله فنحن فى الظاهر نقول عليه شهيد"
وتابع ممدوح: "نستفيذ من ذلك أن هذا الشهيد يكفن فى ثيابه، أما الصنف الثالث من الشهداء فهو شهيد الآخرة وهذا يغسل ويكفن وكل شيء، وهو المطعون أى الذى مات بالطاعون والعياذ بالله، ومن مات داخل منزله فى هدد زلزال مثلا، ومن مات محروقًا، ومن مات مبطونًا"
واختتم أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية قائلًا: "أما السؤال هل من توفى بسبب مرض كورونا يعتبر شهيدا، فنحنت نرجو له الشهادة وفضل الله واسع".
وكانت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الإلكترونى قالت:" أن الفقهاء نصوا على أن الشهيد الكامل وهو شهيد الدنيا والآخرة هو المسلم المكلف الطاهر الذى قتله أهل الحرب أو أهل البغى أو قطَّاع الطريق أو وُجد فى المعركة وبه أثر دالٌّ على قتله أو قَتَلَه مسلم أو ذمى ظلمًا بآلة جارحة ولم تجب بقتله دية، وكان موته فور إصابته بأن لم يباشر أمرًا من أمور الدنيا بعدها، وحكمه أن يكفن ويصلَّى عليه ولا يغسل، ويدفن بدمه وثيابه، إلا ما ليس من جنس الكفن، كما أمر بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فى شهداء أُحد، هذا هو شهيد الدنيا والآخرة وحكمه.
وتابعت دار الإفتاء: "أما شهيد الآخرة فقط فقد قال السيوطى كما نقله عنه ابن عابدين فى حاشيته "رد المحتار على الدر المختار" أنهم نحو الثلاثين وزادهم بعض الفقهاء إلى نحو الأربعين؛ منهم الغريق والحريق والغريب ومن مات فى سبيل طلب العلم. وهؤلاء يغسلون ويكفنون ويصلى عليهم، ومن هذا يتبين أن ابن السائل إذا كانت رحلته هذه فى سبيل طلب العلم ودراسته فإنه يعتبر من شهداء الآخرة فقط؛ لموته غريبًا وفى سبيل طلب العلم. ولا ينطبق عليه حكم شهادة الدنيا والآخرة كما هو ظاهر.
وأكدت دار الإفتاء المصرية: "ثانيًا: أما مسألة تخليد اسمه وذكراه فهذا أمر دنيوى محض لا دخل له فى الشهادة ولا فى ثوابها عند الله، بل الأفضل تركها لمن يريد زيادة الأجر من الله حيث لم يثبت مثل ذلك عن السلف. ومن هذا يعلم الجواب عن السؤال بشقيه".