انطلقت مجموعة من الدعوات المجتمعية لمواجهة أزمة فيروس كورونا، حيث أطلق مجموعة من المواطنين مبادرات فردية لمواجهة استغلال الأزمات، وكذلك دعم جهود الدولة فى محاصرة الفيروس، وتقديم الخدمات للمجتمع، بينما أشار خبراء إلى أن الجهود المجتمعية كانت أهم أسباب نجاح تجربة الصين في مواجهة كورونا.
الدكتور حسانى الشحات، مدرس مساعد الاقتصاد بجامعة القاهرة، أطلق دعوة عبر حسابه الشخصى على موقع "فيس بوك" بالتبرع بنصف راتبه لتشخيص وعلاج فيروس كورونا. وقال:"بسم الله الرحمن الرحيم ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا"، من منطلق المسؤولية الاجتماعية أعلن أنا المواطن حساني شحات محمد، مدرس مساعد اقتصاد، بإطلاق حملة التبرع لصالح تشخيص وعلاج وباء فيروس كورونا، والتبرع بنصف راتبي عن شهر مارس الجارى لصالح تشخيص وعلاج هذا الوباء، وأدعوا أساتذتى وأصدقائى وزملائى وطلابى وكل شخص محب للخير، لتبنى هذه المبادرة كلا على قدر استطاعته، حفظ الله مصر وأهلها من كل مكروه وسوء."
الشحات أكد لـ"اليوم السابع"، أن الهدف من مبادرته هو دعم التكاتف المجتمعى لمحاصرة فيروس كورونا حتى لا تحدث كارثة فى مصر حال تفشى الفيروس، مضيفا: "حجم التبرعات فى الصين وصل إلى نحو 10 تريليون يوان في بداية فبراير الماضى"، مطالبا بفتح باب التبرعات لصالح وزارة الصحة لتوفير كمامات طبية ومطهرات ومستلزمات لصالح المستشفيات، وكذلك لفحص فيروس كورونا.
وأوضح أنه لديه استعداد للبدء بالتطبيق على نفسه والتبرع بنصف راتبه لصالح بداية من الشهر الجارى.
في الوقت نفسه، أعلنت مجموعة صيدليات بمحافظة السويس، توفير "جوانتيات" و"كمامات" مجانا للمواطنين حتى نفاذ الكمية فى إطار مبادرة أسماها "الصيدلى مش مستغل" للرد على الاتهامات التى لاحقت الصيادلة باستغلال الأزمة ورفع الأسعار بصورة غير منطقية، وهو الأمر الذى لاقى استحسان المواطنين، وإعجابهم.
وأعلنت إحدى المستشفيات بمحافظة الشرقية، وضع مبناها تحت أمر وتصرف وزارة الصحة حتى تنتهى الأزمة لاستخدامه فى الحجر الصحى، مؤكدة فى بيان صادر عنها أنها تتحمل تكلفة كافة المستلزمات الطبية والأدوية وأي احتياجات أخرى لعلاج أهلنا خلال هذه الفترة بالمستشفى على أن تتولى وزارة الصحة توفير الطواقم الطبية والإدارية والتمريض والإشراف عليها وتشغيلها ومراقبتها.
وأكدت أنها تتحمل تكلفة شراء الجهاز الخاص بتحليل PCR بشكل فورى على أن يضاف إلى أجهزة معمل التحاليل بالمستشفى، ويكون التحليل مجاناً تماما لكل أهالينا بإشراف وزارة الصحة سواء لهذا التحليل أو الأنواع الأخرى من التحاليل.
كانت دراسة لباحث صيني الدكتور وانج كوانغدا الأستاذ بجامعة شنغهاى للدراسات الدولية، ذكر أن مستشفيات ووهان، تشهد هذه الأيام وصول العديد من الإمدادات الطبية التى تم التبرع بها من جميع أنحاء البلاد. على سبيل المثال، شركة تشيجيانغ للتكنولوجيا الحيوية المحدودة تمكنّت، في غضون 24 ساعة، من إعداد مجموعة كاملة من معدات فحص الحمض النووي الأوتوماتيكية بالكامل والمواد الاستهلاكية الداعمة لها.
كما تبرّعت عشر مؤسّسات بكواشف اختبار لووهان تكفي لشهر، وقد بلغ حجم المساعدات أكثر من 500 قطعة و12 طنًّا. كما أرسلت الشركة 10 مهندسين مسئولين عن تركيب المعدات والتدريب على استخدامها، مع العلم بأن هذه المعدات ستتمكّن من الفحص الأوتوماتيكي الكامل للحمض النووي. ويمكن لعشرة أجهزة فحص الحمض النووي لـ5000 عينة في اليوم بمعدل 500 عينة في اليوم لكل جهاز.
من ناحيته، قال محمد حامد الباحث في الشئون الدولية، إن التكاتف المجتمعى مهم للغاية لمحاصرة فيروس كورونا، مضيفا: "الوضع في مصر لازال تحت السيطرة لكن لابد من دعم جهود الدولة ومناشدة المؤسسات الاقتصادية ورجال الاعمال بالتبرع لدعم جهود الدولة واحتواء الفيروس قبل تفشيه".