مع تفشى وباء كورونا فى كافة أنحاء العالم، فرضت الدول المختلفة قيودا على مواطنيها فى محاولة لوقف انتشار الفيروس، شملت التباعد الاجتماعى والبقاء فى المنزل قدر الإمكان، مع تعليق الدراسة ومنع التجمعات.
ولم يكن المواطنون العاديون وحدهم المتأثرين بإجراءات مواجهة كورونا، بل تأثرت أيضا الكيفية التى يدير بها قادة ورؤساء الدول شئون بلدانهم وشئون العالم.
على رأس هؤلاء الرئيس الأمريكى، الذى أصبح أغلب جدول أعماله اليومى يدار بتقنية الفيديو كونفرانس والمكالمات الهاتفية الجماعية لمنع الاتصال المباشر، لاسيما وأن الشكوك أثيرت حول احتمال أن يكون ترامب قد أصيب بكوفيد 19 بعد مخالطته عددا من الشخصيات التى تبين حملها للفيروس، ما دفع الرئيس الأمريكى لإجراء تحليل جاءت نتائجه سلبية.
وطوال الأسبوعين الماضيين، ومنذ تدهور الأوضاع المتعلقة بانتشار الفيروس فى الولايات المتحدة حتى تعدى 9 آلاف حالة حتى الخميس، ووفاة أكثر من 100، توقفت أغلب الفعاليات التى كان من المقرر أن يشارك فيها الرئيس ترامب خارج البيت الأبيض، لاسيما ما يتعلق منها بمتابعة حملته السياسية لإعادة انتخابه فى نوفمبر المقبل، وطغت الاجتماعات عن بعد، خاصة المتعلقة بكيفية مواجهة كورونا،على جدول الأعمال اليومى لترامب. فعقد خلال الأيام الماضية بتقنية الفيديو كونفرانس أو المكالمات الهاتفية الجماعية اجتماعات مع حكام الولايات لمعرفة إجراءاتهم لاحتواء الفيروس، ومع مسئولين تنفيذيين من قطاعات مختلفة كالسياحة والسفر وشركات الطيران والمطاعم وتجار التجزئة وأصحاب سلاسل الإمداد، كما أنه التقى عن بعد بمجموعات من الأطباء والعاملين فى التمريض لمناقشة كيفية التعامل مع كوفيد 19.
ولم يقتصر استخدام الفيديو كونفرانس على اجتماعات الداخل فقط، بل تم استخدام هذه الوسيلة لاجتماع قادة الدول السبع الكبرى، حيث استضاف الرئيس قادة كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وبريطانيا في مؤتمر قمة لمجموعة الدول الصناعية السبع عبر تقنية الفيديو كونفرانس لبحث سبل التصدي لوباء كورونا المستجد الذي أدى إلى وفاة آلاف الأشخاص وكبد الاقتصاد العالمي مئات المليارات من الدولارات.
وفى أوروبا ، تم استخدام الفيديو كونفرانس فى الاجتماعات الكبرى بين قادة القارة الأوروبى، ففى 17 مارس، عقد تشارلز ميشيل، رئيس المجلس الأوروبى مؤتمر بالفيديو كونفرانس مع قادة الاتحاد الأوروبى حول التعامل مع كوفيد 19.
رئيس المجلس الاوروبى يعقد اجتماعا بالفيديو كونفرانس
وأجرى أيضا اجتماعا ثلاثيا بين كل من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون ورئيس تركيا أردوغان حول ما يجرى فى سوريا ، عبر الفيديو كونفرانس يوم الثلاثاء. وكان من المقرر أن تعقد القمة فى مدينة اسطنبول التركية، لكن التطورات الأخيرة المتعلقة بتفشى واء كورونا جعلت الأطراف المعنية غلى التوصل لقرار بعقدها عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة.
فى إسرائيل، عقدت الحكومة بقيادة بنيامين نتنياهو اجتماعها الأسبوعى يوم الأحد الماضى بالفيديو كونفرانس من أجل الحفاظ على الإجراءات الوقائية، وقال بيان حكومى إن هذا الإجراء لتقديم مثال يحتذى به المواطنين، وأعرب عن أمل بأن كل شخص يتصرف وفقا لهذا النهج.
حتى إدارة الشئون الكروية تم من خلال نفس التقنية، فجاء اجتماع الاتحاد الاوروبى لكرة القدم يويفا الأخير الذى أقر تأجيل بطولة يورو 2020 للعام المقبل عبر نفس التقنية التى شهدت لقاء رئيس الاتحاد السلوفينى الكسند تشيفيرين مع ممثلى 55 دولة.