بعد أيام من إعلان رئيس الوزراء البريطانى، بوريس جونسون خطة "مناعة القطيع"، لمواجهة فيروس كورونا المستجد، والتى تعتمد على إصابة عدد كبير من الأشخاص بالفيروس، ثم شفاء كثيرين ليكتسبوا مناعة ضده، فى محاولة لحماية الفئات الأكثر ضعفا مثل كبار السن، يبدو أن الحكومة أدركت أن هناك مخاطر عالية فى تطبيق هذه النظرية نظرا لسرعة تفشى الوباء، لذلك تراجعت عنه، وبدأت إجراءات شرسة للحد من التجمعات.
وطالبت حكومة المملكة المتحدة مواطنيها باتخاذ عدد من الإجراءات في اتجاه إجراء العزل الصحي للحد من انتشار المرض. قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إنه سيتم إغلاق عشرات محطات مترو أنفاق لندن إلى أجل غير مسمى وسط تشديد الإجراءات لمحاولة إبطاء انتشار فيروس كورونا.
أعلنت مؤسسة النقل من أجل لندن (TfL) عن سلسلة من التغييرات في وقت متأخر مساء الأربعاء حيث حثت الناس في العاصمة على عدم التنقل إن أمكن.
قال رئيس البلدية ، صادق خان: "يجب ألا يسافر الناس بأي وسيلة ، ما لم يضطروا فعلاً إلى ذلك". "يجب أن يتجنب سكان لندن التفاعل الاجتماعي ما لم يكن ذلك ضروريًا للغاية وهذا يعني أنه يجب عليهم تجنب استخدام شبكة النقل ما لم يكن ذلك ضروريًا للغاية."
كجزء من الإجراءات ، قالت مؤسسة النقل من أجل لندن إن ما يصل إلى 40 محطة مترو أنفاق ربما يتم إغلاقها من يوم الخميس فصاعدًا.
وقالت إن خط واترلو وسيتي ، الذي يخدم الحي المالي بالعاصمة ، سيغلق كليًا اعتبارًا من يوم الجمعة 20 مارس ، وأن خدمة مترو الانفاق الليلية التي تعمل على مدار الساعة يومي الجمعة والسبت ، وكذلك القطارات الليلية ، ستتوقف عن العمل اعتبارًا من نهاية هذا الأسبوع. وقال رؤساء النقل إن الخدمات المتأخرة على كل منها ستستمر ولكنها مخصصة للسفر الأساسي فقط.
قالت مؤسسة النقل أنها تخطط لخفض السعة التدريجية عبر الشبكة تدريجيًا من يوم الاثنين المقبل حيث سعت إلى التركيز على تقديم خدمة للعاملين المهمين. وشمل ذلك حافلات لندن ، التي ستبدأ TfL في تشغيلها يوم السبت.
وأضاف خان: "ستمر لندن بهذه الأوقات الصعبة بشكل غير عادي ، وسيكون ضمان تحرك العاملين الأساسيين في العاصمة حول المدينة أمرًا بالغ الأهمية. يجب الإشادة بموظفي الخط الأمامي عبر خدماتنا الصحية والرعاية - بالإضافة إلى أولئك الذين يضمنون بقاء سكان لندن بأمان ويمكنهم الوصول إلى الطعام والأساسيات الأخرى - لعملهم الشاق. نحن مدينون لهم بأن يفعلوا كل ما بوسعنا لمساعدتهم على القيام بعملهم بفعالية. أنا أحث اللندنيين على استخدام وسائل النقل العام فقط عند الضرورة."
ومن ناحية أخرى، أعلنت الحكومة إن المدارس في جميع أنحاء المملكة المتحدة ستغلق إلى أجل غير مسمى ، مع إلغاء امتحانات بعض المستويات، حيث قامت الحكومة بتصعيد مفاجئ آخر في جهودها للحد من الانتشار المتزايد لوباء كورونا.
قال رئيس الوزراء ، بوريس جونسون ، إنه اضطر لإغلاق الفصول الدراسية لما يصل إلى 8 ملايين طالب في إنجلترا - وهو أول إغلاق مدرسى على مستوى البلاد في التاريخ البريطاني الحديث - حيث انتشر الفيروس بشكل أسرع مما كان متوقعًا ، مما أجبر المعلمين والطلاب على العزل.
جاء القرار بعد ساعات من إعلان اسكتلندا وويلز إغلاق مدارسها الشاملة ، وقررت آلاف المدارس في إنجلترا من جانب واحد إغلاق أو إبعاد التلاميذ وسط نقص الموظفين ومخاوف الآباء.
وقال جونسون إن المدارس ستظل مفتوحة ، مع ذلك ، للإشراف على مئات الآلاف من الأطفال من موظفي خدمة الصحة الوطنية وغيرهم من العاملين في الخطوط الأمامية ، وكذلك للأطفال الضعفاء. كما أعلن عن خطة لتوزيع قسيمة وطنية لضمان حصول الطلاب المؤهلين للوجبات المدرسية المجانية وتوفير وجبة كل يوم ، وقال إن امتحانات هذا الصيف سيتم استبدالها بتقييم المدرس.
في يوم من التحولات السريعة في السياسة حيث تجاوز عدد الوفيات في المملكة المتحدة من فيروس كورونا 100 حالة، ظهر أيضًا أن لندن تواجه إغلاقا محتملاً مشابهًا لذلك المطبق في مدن أوروبية أخرى ، مع تحذير جونسون للبلاد من أنه مستعد اتخاذ "تدابير إضافية وأسرع". لا يُتوقع اتخاذ إجراءات صارمة لفرض حظر على الحركة خلال اليومين المقبلين.
في غضون ذلك ، أعلنت وزارة الدفاع عن مضاعفة حجم وحدة الطوارئ المدنية العسكرية لإنشاء قوة دعم قوامها 20 ألف جندي ، في حين يمكن استدعاء جنود الاحتياط لدعم الشرطة أو فرض عمليات الإغلاق.
وقال جافين ويليامسون ، وزير التعليم في إنجلترا ، للبرلمان يوم الأربعاء: "بعد إغلاق المدارس أبوابها بعد ظهر الجمعة ستبقى مغلقة حتى إشعار آخر. سيكون هذا لجميع الأطفال ، باستثناء أولئك العاملين الرئيسيين والأطفال الأكثر ضعفا. "
