أكرم القصاص

كورونا بين الصين وأمريكا.. نظريات المؤامرة والعلماء والتجار!

الخميس، 19 مارس 2020 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ ظهور فيروس كورونا لم تتوقف الاتهامات والتحليلات السياسية التى تحمل اتهامات بأن وراء الفيروس أيادى بشرية أدت إلى تحوره. وبدأت التوترات بين واشنطن وبكين بسبب التصريحات حول منشأ فيروس كورونا، عندما غرد المتحدث باسم الخارجية الصينية زهاو ليجيانجعلى تويتر متسائلا: «متى ظهرت أول حالة فى الولايات المتحدة؟ ما هو عدد الحالات هناك؟ ما هى أسماء المستشفيات التى تتعامل مع تلك الحالات؟ ربما يكون الجيش الأمريكى هو الذى أحضر الفيروس إلى ووهان، نرجو أن تتحلوا بالشفافية، وأن تنشروا ما لديكم من بيانات وأعتقد أن الولايات المتحدة مدينة لنا بتفسير»، زهاو غرد باللغة الإنجليزية. وردت الخارجية الأمريكية باستدعاء السفير الصينى لدى واشنطن احتجاجا على التلميح بأن الجيش الأمريكى ربما يكون السبب فى نشر فيروس كورونا فى ووهان. 
 
وقال ديفيد ستيلويل، كبير الدبلوماسيين الأمريكيين لشؤون منطقة شرق آسيا: إن الصين تسعى إلى التخفيف من وطأة الانتقادات الدولية الموجهة إليها لدورها فى انتشار الفيروس وإخفاء الأمر عن العالم. تصريحات زهاو جاءت بعد أيام قليلة من تصريحات روبرت أوبراين، مستشار الأمن القومى الأمريكى قال فيها: إن الصين كلفت العالم شهرين كان من الممكن أن يستغلهما فى الاستعداد لمواجهة الفيروس.
 
فى المقابل، انطلقت تحليلات أمريكية تتهم الصين بالوقوف وراء أبحاث تطوير الفيروس بشكل أدى لهروب المستثمرين وعودة أسهم الشركات للصين، لكن الإجابة العقلية أن الصين ليس من أهدافها أن تطرد الاستثمارات الخارجية، وكل الدول تسعى لانتزاع الاستثمارات، ثم إن الصين تكبدت خسائر اقتصادية ضخمة جراء كورونا، وواجهت تداعيات شديدة، كما تعرضت لاتهامات وحرب دعاية وشائعات، ولم تتوقف الاتهامات عند الصين. 
 
هناك نظريات محتلفة اعتبرت فيروس كورونا جزءا من تطوير أبحاث الحرب البيولوجية، والواقع أن نظرية المؤامرة منتشرة فى العالم كله، وهناك اتهامات متبادلة من كل الأطراف بوجود تعمد لإنتاج الفيروس. 
 
اللافت للنظر أن هناك عددا كبيرا من مستخدمى مواقع التواصل يقدمون إجابات على الأسئلة من خلال مقاطع من أفلام أو مقولات لكتاب تضمنت فقرات عن الفيروسات الغامضة، بل إنه تم نشر فيديوهات منسوبة لرؤساء عرب أو أجانب يتحدثون عن تخليق الفيروسات واستعمالها ضمن حروب بيولوجية، وبالرغم من أن الكثير من هذه المقاطع تبدو مصنوعة بشكل سيئ، فإنها تجد طريقها للاستهلاك السوشيالى، ولديها زبائن مستعدون للتصديق وإعادة النشر والمشاركة بكل سرور. وفى زحام «الشير»، لا أحد يتوقف ليبحث صحة أو خطأ هذه النظريات، ويعيدون مشاركتها من دون تفكير لتجد طريقها إلى آخرين، ينشروها وتتحول إلى حالة وكلام شبه حقيقى.
 
الاتهامات بأن الفيروس كورونا مخلق ضمن أبحاث حرب بيولوجية انطلق من أطراف متعددة، وتستند إلى مقاطع من أفلام أو كتب تتحدث عن فيروسات وحروب بيولوجية، لكن رأى العلماء يختلف فيما يتعلق بالحرب البيولوجية، ومن يتابعون المجلات والمطبوعات العلمية يدركون أن أبحاث الحروب البيولوجية من الصعب أن تدخل إلى الفيروسات باعتبارها كائنات يصعب السيطرة عليها، ثم إن مجلة «نيتشر» أحد أهم المجلات العلمية نشرت ورقة علمية تؤكد أن فيروس كورونا الجديد تطور طبيعى من أجيال سبقته، وتؤكد أنه ليس مصنوعا، ولم يتم تطويره معمليا، المجلة نشرت الخريطة الجينية لفيروس كورونا، وكيفية تحوره. 
 
لكن للأسف فإن الكلام العلمى والأبحاث لاتجد طريقها إلى الجمهور وسط زحام من الهواة وأنصاف المتوتين والبلوجرز ممن يريدون «التريند» أكثر مما يستهدفون التوعية والتعريف. ولهذا يبدو التضارب واضحا فيما يتعلق بحقيقة الفيروس وحجم ما تحقق من تقدم علمى فيما يتعلق بالعلاج وأبحاث اللقاحات، حيث أعلنت جهات علمية صينية وألمانية عن تجارب بأدوية فيروسية أو مضادة لطفيل مثل الملاريا، وأنها حققت تقدما، كما أعلنت جهات ألمانية عن احتمال توفر اللقاح فى الخريف القادم، فيما أعلنت الصين عن تجارب للقاح كوفيد 19 طوره فريق الأكاديمية تشن وى، وبدأت التجارب السريرية. 
 
بالطبع هناك رهان على العلماء، وهم أكثر الفئات فى العالم أهمية، بالرغم من أنهم الأقل شهرة، ثم إن شركات الأدوية واللقاحات تترجم أبحاث العلماء لمليارات، وهو أمر يدخل أيضا ضمن نظريات التسويق، ولايخلو من اتهامات باستغلال الأزمات. 
 
ويبدو أن ما فجره فيروس كورونا، أكبر من مجرد نظريات مؤامرة، بل إنه يذكر العالم بأنه يسير باتجاه خاطئ.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة