لم تمر سوى ساعات قليلة على اعتذار محمد علاوى، رئيس الحكومة العراقية المكلف، عن تشكيل الحكومة الجديدة، إلا واشتعلت الأجواء في العاصمة بغداد، لتشهد انفجارات عديدة، حيث تجددت الاشتباكات بين القوات الأمنية العراقية والمتظاهرين في ساحة الخلاني وسط العاصمة العراقية بغداد، حيث تسبب في إصابة عدد من المحتجين ببنادق الصيد – بحسب ما ذكر موقع العربية -، ليتزايد معها عدد المصابين والضحايا في تلك المظاهرات.
ولجأت القوى الأمنية العراقية إلى إغلاق جسر السنك، فيما شهد وسط العاصمة العراقية اشتباكات بين الأمن والمتظاهرين، الذين احتشدوا فى الساحات منذ الصباح في مليونية التي بدأت فى الأول من مارس، تمسكاً بمطلب تشكيل حكومة مستقلة، وقتلت قوات الأمن العراقية شخصاً وأصابت 24 آخرين خلال الاحتجاجات، حيث أوضح موقع العربية أن هذا الشخص لقي حتفه برصاصة خرطوش أطلقت من بندقية صيد، كما نجمت بعض الإصابات عن خرطوش وغاز مسيل للدموع.
وفى ذات الإطار أوضح علي البياتي، المتحدث الرسمي لمفوضية حقوق الإنسان أن قتيلاً واحداً سقط في ساحة الخلاني، بالإضافة إلى عشرات الإصابات ببنادق الصيد وعدة حالات اختناق، بالإضافة إلى حرق عدة محال تجارية في الخلاني، لافتا إلى أن التظاهرات العراقية شهدت منذ انطلاقتها في الأول من أكتوبر العام الماضي سقوط أكثر من 550 قتيلا.
وتأتي تلك الاشتباكات المتجددة، في ظل وضع سياسي متأزم يعيشه العراق، بعد إخفاق البرلمان للمرة الثالثة الأحد في التصويت على حكومة الرئيس المكلف محمد علاوي، لعدم اكتمال النصاب، ما دفعه إلى إعلان اعتذاره عن تشكيل الحكومة التي لا تزال متعثرة منذ أكثر من شهرين بعيد استقالة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، كما سبق تأجيل انعقاد جلستين الخميس والسبت، لحسم منح الثقة لحكومة علاوي.
وذكر موقع العربية، أن محمد علاوي هو الرجل الذي شغل منصبين وزاريين في السابق، أقدم قبل أسابيع على تشكيل الحكومة إثر ضغوط مارستها الأحزاب السياسية، دون الأخذ برأي المتظاهرين الذين أعلنوا رفضهم له، بينما منذ أشهر يطالب المحتجون بشخصية مستقلة لم تشغل منصباً سياسياً في السابق، لتشكيل الحكومة، كما يتمسكون بمطلب إجراء انتخابات نيابية مبكرة ووقف محاصصة الأحزاب.
وفى إطار المشهد المشتعل في العراق، اشتعلت الانفجارات حيث سقط صاروخان، في المنطقة الخضراء الشديدة التحصين في بغداد قرب السفارة الأمريكية في الاعتداء العشرين الذي يستهدف المصالح الأمريكية في العراق في غضون 4 أشهر، - بحسب ما كشفت شبكة سكاى نيوز الإخبارية - حيث ذكرت خلية الإعلام الأمني أن صاروخين من نوع كاتيوشا سقطا على المنطقة الخضراء بدون خسائر، وتم العثور على منصة الإطلاق بالقرب من سوق الثلاثاء في منطقة زيونة في بغداد.
ومنذ نهاية أكتوبر أسفرت الهجمات الصاروخية ضد جنود ودبلوماسيين ومنشآت أمريكية في العراق عن مقتل متعاقد أمريكى وجندي عراقي، وعلى الرغم من عدم تبني أي منها تحمّل واشنطن فصائل مسلّحة موالية لإيران مسؤولية هذه الهجمات.