يجب أن نظل متفائلين ونبحث عن شعاع نور من وسط الظلمة لكى لا تضيق صدورنا ونحزن من الواقع الأليم الذى فرض علينا رغم عنا.. الذى لا يعرفه كثيرون أن فيروس كورونا له كثير من الإيجابيات على البيئة والإنسان بالرغم من مخاطره وسلبياته، فيروس كورونا الذى حول كثيرًا من المدن إلى بيوت للأشباح بسبب خلو شوارعها من البشر، ساهم فى تقليل نسب التلوث فيها، خاصة تلوث الهواء الناجم عن دخان المصانع وعوادم السيارات، وتلوث الماء الناجم عن مخلفات الإنسان.. فعلى سبيل المثال، فى مدينة البندقية الإيطالية ساهم كورونا فى تنقية مياه قنوات المدينة، حيث كثرت أعداد الأسماك الصغيرة بشكل أكثر بكثير مما كانت عليه سابقاً وعادت البجع إلى القنوات مرة أخرى وتم مشاهدة حتى الدلافين فى القنوات وهذا الأمر لم يشاهده سكان البندقية منذ سنين طويلة.. كل هذه الإيجابيات بسبب انعزال الإنسان المدمر الأول للبيئة عن تخريبه لها.
وعلى المستوى الإنسانى ساهم فيروس كورونا فى لم شمل سكان العالم تحت مسمى إنقاذ البشرية، فلأول مرة تتحد الشعوب العربية والغربية وتجتمع على هدف واحد وهو محاربة هذا الوباء، فنسى العالم الحروب والصراعات المذهبية والطائفية والدينية والعرقية وانشغل بمحاربة هذا الوباء باكتشاف الدواء من خلال البحث العلمى.. أما على المستوى الدينى أو الروحى فأصبح كل إنسان يفكر فى الموت حتى وهو آمن فى منزله خوفاً من إصابته بهذا الوباء القاتل، ولم يعد أمام الجميع إلا العودة إلى الله.. شكراً لفيروس كورونا لأنه رغم خطورته أعاد الأمور إلى نصابها وضبط سلوك الإنسان وطهر البيئة من فساده، ولعل وجوده على الأرض عبرة لمن يعتبر وموعظة يتعظ بها الإنسان المتأمل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة