قيود جديدة واجراءات استثنائية فرضتها الولايات المتحدة على حركة السفر منها وإليها، بعد تزايد حالة القلق من احتمالات خروج وباء كورونا القاتل عن السيطرة، فما بين تفاهمات مفتوحة مع كندا على إلغاء السفر "غير الضروري"، وحزمة من الاجراءات الخاصة للتعامل مع اللاجئين، تتوالى قيود الحركة وتتزايد الاجراءات تعقيداً.
التعديلات التى أدخلتها الإدارة الأمريكية على قوانين الهجرة وكثير من المعاملات اليومية على الحدود تحدثت عنها شبكة سى إن إن الأمريكية فى تقرير لها الخميس، قائلة إن إدارة الهجرة والجمارك أبلغت الكونجرس أنها أدخلت بعض التغيرات على سير عملياتها مشيرة إلى أنها ستركز على هؤلاء الذين يشكلون تهديد على السلامة العامة، وقالت للعاملين إنها لن تنفذ عمليات إنفاذ فى مرافق الرعاية الصحية أو بالقرب منها، "إلا في أكثر الظروف استثنائية" ، مضيفة أنه يجب على الأفراد ألا يتجنبوا طلب الرعاية الطبية.
وبدورها، أعلنت وزارة العدل الأمريكية إغلاق عدد من محاكم الهجرة، وتأجيل جلسات الاستماع حيث أغلقت 10 محاكم حتى 10 أبريل، وأجلت جميع جلسات قضايا المهاجرين الغير محتجزين .
ووفقا للتقرير توقفت الولايات المتحدة مؤقتًا عن استقبال اللاجئين بعد أن أعلنت المنظمة الدولية للهجرة ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تعليق سفر إعادة التوطين وشاركت الوكالات مخاوف في بيان هذا الأسبوع قائلة إن السفر الدولي "يمكن أن يزيد تعرض اللاجئين للفيروس".
وقالت إدارة الهجرة والجمارك لشبكة CNN إنه تم تعليق الرحلات إلى إيطاليا والصين وكوريا الجنوبية إلا أنها تواصل ترحيل المهاجرين ولكن قبل الصعود إلى الطائرة يخضعون لفحص درجات الحرارة بدقة.
وأعلنت خدمات المواطنة والهجرة الأمريكية المسئولة عن نظام الهجرة القانونية في البلاد أنها ستوقف الخدمات الشخصية مثل الاجتماعات واحتفالات الحصول علي الجنسية حتى الأول من إبريل على أقل تقدير للمساعدة في الحد من انتشار الوباء.
وأبلغت إدارة انفاذ قوانين الهجرة والجمارك موظفي الكونجرس بأنها ستعيد جدولة نعيينات المهاجرين الذين ليسوا قيد الاحتجاز مؤقتًا "لتقليل أثر" وباء كورونا كما ستسمح الوكالة لمن تم الإفراج عنهم من الحدود الجنوبية بتسجيل الوصول في فترة 60 يوماً بدلاً من 30 يوماً.
وتم تعليق اتفاقية اللجوء بين الولايات المتحدة وجواتيمالا بسبب الحذر وجاءت هذه الخطوة بعد يوم واحد من تصريح رئيس جواتيمالا بأن البلاد تغلق حدودها في محاولة لمنع انتشار الفيروس.
من جهة آخرى، أعلنت الولايات المتحدة وكندا عن خطط لوقف السفر غير الضروري بين البلدين بسبب الوباء، ودون ترامب عبر موقع تويتر: "سنقوم ، بموافقة متبادلة، بإغلاق حدودنا الشمالية مع كندا مؤقتًا أمام التنقل الغير ضروري ولن تتأثر التجارة".
كما بدأ الأمريكيون والمقيمين الدائمين لعائلاتهم العائدون من أيرلندا والمملكة المتحدة في تحويل رحلاتهم إلى 13 مطارًا أمريكيًا تم اختياره من قبل الإدارة حيث خضعوا للفحص الدقيق وفقًا لوزارة الأمن الداخلي. وتم استبعاد البلدين في البداية من قيود السفر المتعلقة بالحد من انتشار كورونا.
وفي نفس السياق، قالت دائرة الهجرة والجمارك إنها أوقفت الزيارات الاجتماعية في منشئات الاحتجاز حيث أعلنت أنها وضعت بروتوكولات لحماية الموظفين والمحتجزين وفقا لتوصيات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
وتطبق الولايات المتحدة قيود السفر في أوروبا، حيث أضافت إدارة ترامب مزيدًا من الدول إلى قائمة قيود السفر للحد من انتشار الوباء، وفي وقت سابق فرضت حظر السفر على الصين وإيران.
ويمنع الأجانب الذين كانوا في منطقة الشنجن في أوروبا (26 دولة ممتدة من أيسلندا إلى اليونان ) في الـ 14 يومًا الماضية من دخول الولايات المتحدة، بينما المواطنون الأمريكيون وحاملو البطاقات الخضراء وأفراد العائلة لديهم إعفاء من حظر السفر لكنهم سيواجهون فحص صحي وسيفرض عليهم قيود عند وصولهم.
كما قررت الوكالة الفيدرالية المكلفة برعاية الأطفال المهاجرين وقف مؤقت لوضع الأطفال الذين يصلون إلى الولايات المتحدة بدون آباء أو أوصياء في الملاجئ في ولاية كاليفورنيا وواشنطن إلا في ظروف استثنائية.