تمر الإنسانية اليوم، ومن ضمنها الدول الأعضاء في منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) بمحنة كبيرة لم تعهدها منذ أمد بعيد، هذا في الوقت الذي تطورت فيه الوسائل التقنية وحقق العلم فتوحات غير مسبوقة في عدة ميادين. لكن ظهور فيروس كورونا وانتشاره بهذه السرعة في العالم، وحصده لأرواح آلاف الضحايا أرعب الجميع وتسبّب في حالة من الذعر والخوف والهلع.
وفي الوقت الذي تبذل فيه السلطات المدنية والعسكرية في الدول الأعضاء جهودًا كبيرة لمحاصرة هذا الوباء وضمان سلامة الناس، فقد تناسلت الأخبار الزائفة والمعلومات المغلوطة، التي فتحت جبهة أخرى من الإشاعات والأكاذيب التي ضاعفت من تداعيات هذا الفيروس وتسببت في إرباك الجهود التي تبذلها الحكومات للحد من تبعات انتشار هذا الوباء.
ودعت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) وزارات الشؤون الدينية والهيئات المختصة في الدول الأعضاء للاستفادة من مآذن المساجد وغيرها واستخدامها لتوعية الناس والتذكير بالمقاصد والأحكام الشرعية في الوقاية من الأمراض والنظافة المستمرة، وتؤكد أهمية إشراك القيادات الدينية في توعية المواطنين ونشر رسائل التطمين والتهدئة والامتثال إلى تعليمات السلامة التي أطلقتها الجهات الرسمية والمختصة في الدول الأعضاء، وتهيب بضرورة الالتزام بحس المسؤولية واحترام القانون وتعزيز قيم التضامن والوحدة وتسهيل عمل السلطات الساهرة على إدارة هذه الأزمة الوبائية، من أجل تقديم العون للمرضى والمصابين، والدعوة إلى التحقق من المعلومات باستقائها من المصادر الرسمية الموثوقة.
وأكدت إن ذلك سيسهم حتمًا في احتواء الوباء وتعزيز الأمن الروحي وتوعية الناس بكل القيم التي تحافظ على لحمة المجتمعات والوحدة الوطنية وتوثيق عرى العلاقات الأسرية والاجتماعية وزرع الأمل في النفوس وجمع الناس على محبة الله ورسله، والإكثار من التضرع إلى الله تعالى والاستغفار والإقبال على عمل الخير والبر حتى تُرفع هذه الغُمّة ويُجْلَى هذا البلاء وتَعُمَّ رحمة الله على العالمين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة