رغم تفشى وباء كورونا فى أنحاء أوروبا، وتسببه فى إصابة 13957 حالة و 31 حالة وفاة، وفقًا لما أفاد به معهد روبرت كوخ فى مؤتمر صحفى عبر الانترنت ، إلا أن الكثير من المواطنين الألمان، لم يلتزموا بتعليمات منظمة الصحة العالمية، والبقاء فى منازلهم للحفاظ على أنفسهم وأسرتهم من الوباء.
ورغم الخطاب الاستثنائى للمستشارة الألماني، أنجيلا ميركل، للشعب الألمانى عبر التليفزيون الذى أعلنت فيه أن الأمر أشبه بالحرب العالمية الثانية، وأنه يحتاج الكثير من الحسم مع النفس، والالتزام بالتعليمات الصحية، ومنع الخروج إلا للضرورة القصوى، إلا أنهم تفاجئوا بالكثير من المواطنين يلهون فى المتنزهات والحدائق العامة، ويتجولون فى الشوارع دون اعتبار للكارثة.
وكان القرار الأول متمثلًا فى فرض حظرَا للتجوال فى إحدى المدن الكبرى بألمانيا، انتظارًا لمتابعة المواطنين يوم السبت، ومن ثم اتخاذ قرار آخر بفرض الحظر فى كافة الولايات.
وفرضت مدينة فرايبورج، فى ألمانيا حظرا للتجول بعد أن استهان المواطنين هناك بالموقف، واستغلوا إجازاتهم فى النزول إلى الحدائق والمتنزهات.
وأعلن عمدة مدينة فرايبوج فى جنوب غربى ألمانيا، فرض حظر عام للتجول فى كامل المدينة، حيث يسرى بدءًا من يوم السبت 21 مارس، حظر التجول فى "الأماكن العامة"، حسب ما أعلنت إدارة المدينة.
ويستثنى من الحظر الخروج من البيت لقضاء "الأعمال الضرورية" مثل مراجعة عيادة الطبيب أو الذهاب إلى العمل أو لشراء المواد الغذائية، كما يسمح للمرء بالخروج لممارسة الرياضة فى الهواء الطلق لكن بمفرده أو أفراد عائلته، حسب ما أعلن عمدة المدينة مارتين هورن، فى حوار مع القناة الألمانية الأولى (ARD) .
وبرر العمدة فرض الحظر، لقرب المدينة من مناطق فى فرنسا وسويسرا تفشى فيها فيروس كورونا بشكل كبير، ولم يتم الالتزام من قبل السكان بما يكفى بالنداءات المطالبة بتجنب التواصل مع الآخرين.
وتعتبر فرايبورج أول مدينة كبيرة فى ألمانيا تفرض حظرا للتجول، وقد سبقتها إلى ذلك ثلاث بلديات صغيرة فى ولاية بافاريا وبلدة هاينسبرغ بولاية شمال الراين ويستفاليا التى كانت المنطلق لانتشار منها فيروس كورونا فى ألمانيا
وعلى صعيد آخر، ذكر رئيس ديوان المستشارية، هيلجه براون، أن غدا السبت سيكون يوما حاسما فى اتخاذ قرار محتمل بحظر التجوال بسبب تفشى فيروس كورونا المستجد.
وقال براون فى تصريحات لمجلة "دير شبيجل" الألمانية المقرر صدورها غدا: "سننظر كيف سيتصرف المواطنون فى عطلة هذا الأسبوع، السبت سيكون يوما حاسما سنضعه فى الاعتبار".
كما أن عددا من رؤساء حكومات الولايات هددوا بفرض حظر التجوال حال عدم التزام المواطنين بإجراءات العزل الذاتي. وقال براون: "فى أيام السبت يلتقى الناس سويا عادة لأنه يوم عطلة"، موضحا أن المطلوب الآن هو التوقف حتى عن اللقاءات العائلية، وهو ما لا يحدث حاليا للأسف،
وقال: "إذا لم يحدث ذلك من الممكن أن تقرر الولايات إجراءات موسعة، رغم أننا نريد تجنب ذلك".
وذكر براون أن الرهان الآن على المواطنين لاستيعاب هذه الإجراءات والاستعداد للحد من حياتهم الاجتماعية.
كما أعلنت وزيرة الدفاع الألمانية أنيجريت كرامب كارنباور، أن الجيش الألمانى يجرى استعداداته للمساعدة فى جهود التعامل مع أزمة فيروس كورونا المستجد فى حالة تعرض المؤسسات المدنية الأخرى لضغوط تفوق طاقتها فى التعامل مع تفشى الفيروس.
وقالت الوزيرة :نستعد لأسوأ الاحتمالات إذا أصيب عدد كبير جداً من الناس، ولدينا الموارد البشرية للمساعدة.
ووصفت مكافحة فيروس كورونا (كوفيد-19) بأنه ماراثون، وقالت إنه يمكن الاستعانة بالجنود فى حال استنفدت قدرات قوات الدفاع المدني.
وأضافت :نستطيع أن نفعل، بل وسنفعل ما هو مطلوب منا”.
وأضافت كرامب- كارنباور أن الجيش أجرى اتصالات بالفعل مع مئات من ضباط الاحتياط الطبيين بالقوات المسلحة وسيكون الجيش قادراً على حماية البنية الأساسية الحيوية وتوزيع المعدات الطبية والأدوية إذا لزم الأمر.
وأضافت أن 2336 جندياً احتياطياً فى الجيش الألمانى سجلوا أسماءهم للاستعانة بهم فى مكافحة أزمة فيروس كورونا فى حال الضرورة.
وأوضحت أن إجمالى عدد جنود الاحتياط فى الجيش الألمانى يبلغ 75 ألف فرد، ونوهت إلى أن الوزارة يمكنها الوصول إليهم.
ويبلغ عدد الجنود النظاميين فى الجيش الألمانى أكثر من 180 ألف جندي. وتضم رابطة الاحتياطيين التابعة للجيش الألمانى 115 ألف عضو، منهم 28 ألف قيد الاستدعاء، حيث يقومون بتدريبات منتظمة كجزء من الجيش.
وذكر موقع "شبيجل اونلاين" نقلاً عن وزيرة الدفاع، أن النظام الصحى فى الجيش هو شريك للنظام الصحى فى ألمانيا، ويعمل فى الجيش نحو ثلاثة آلاف طبيب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة