الحكومة المصرية لم تكن قاسية أو مستبدة في الإجراءات الاحترازية التي أعلنت عنها منذ أيام من خلال قرارات إغلاق المحلات والمقاهي والكافيهات والمراكز التجارية مبكرا في السابعة مساء، وطالبت الشعب المصري بالتعاون مع القرارات والالتزام بها في إطار مواجهة فيروس كورونا الغامض، ومنح الحكومة بمؤسساتها الوطنية بما فيها قواتنا المسلحة الأسلحة في حصار الفيروس، وعدم انتشاره من خلال التجمعات السكانية والزحام في المواصلات والهيئات الحكومية؛ وانطلقت حملات التوعية بالبقاء بالمنازل وتقليل الزيارات العائلية والالتزام بالتعليمات الصحية.
لكن على ما يبدو أن تلك الإجراءات لم تلتزم بها عدة قطاعات من الناس وخاصة في الأحياء الشعبية المزدحمة وفي بعض المحافظات، وكأن أمر المرض اللعين لا يخص هؤلاء رغم ما نراه من دول متقدمة وقد تحولت إلى بؤر للفيروس مثل إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وإيران والولايات المتحدة، وهذه الدول اتخذت إجراءات رادعة مشمولة بالعقوبات المالية والحبس.
البعض تعامل باستهتار وسخرية مع تفشي المرض وتحايل على الإجراءات وكأن الفيروس بعيد عنه. مع أن كل المطلوب منه هو بقاءه في بيته لأيام مثلما فعل الصينيون والطليان والإسبان والعديد من الشعوب العربية، التى اضطرت حكوماتها إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة للحفاظ على صحة شعوبها ووقف نزيف الخسائر البشرية والاقتصادية.
الأيام القليلة القادمة تتطلب إجراءات أكثر حزما من الحكومة وأكثر التزاما من الناس، وفي اعتقادي أن الإجراءات السريعة التي قررتها الحكومة من إغلاق المحلات والمقاهي ووقف رحلات الطيران وتأجيل الدراسة وإغلاق المساجد وتقليل أعداد الموظفين الحكوميين تتطلب إجراءات إضافية أيضا فاعلة السيطرة على المرض.
وهنا أقترح على حكومة الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء بإجراءات إضافية تتمثل في وقف تسيير كافة وسائل المواصلات العامة في القاهرة وباقي المحافظات مع موعد إغلاق المحلات، ومنع سير َوسائل المواصلات الأخرى كالميكروباص والتوك توك، وانتشار رجال المرور في الشوارع لمحاسبة كل من يخالف تلك الإجراءات كخطوة إضافية واستباقية مهمة.
لابد أن يشعر الناس بخطورة الوضع الصحي ولا نتمنى أن نصل إلى حالة الحظر الكامل وإجبار الناس على البقاء بشكل كامل في المنازل مثلما فعلت الصين وإيطاليا وإسبانيا وفرنسا ودول أخرى في طريقها لنفس الإجراءات الوقائية.
الأمر بيد المصريين أنفسهم فإما الوقاية والالتزام وأما الخطر.. وهنا نراهن على وعي المصريين وتحملهم المسئولية وهم الذين تحملوا مسئولية إنقاذ الوطن فى ٣٠ يوليو…
كثير من الالتزام والوعي نعبر به الأزمة الخطيرة ونقضي على المرض.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة