قام الاتحاد الأوروبي منذ بداياته على مبدأ التضامن والتعاون بين الدول على الأعضاء ورفاهية شعوبها بدون حدود داخلية والعمل على النمو الاقتصادي المشترك.
ولكن مع تفشي فيروس كورونا على مستوى العالم وانتشاره في أوروبا حيث أصبحت إيطاليا البؤرة الأولى للفيروس، قامت عدة دول في الاتحاد بغلق حدودها خوفا من انتشار الفيروس كإجراء وقائي.
حيث كتب الصحفي الايطالي لورينسو فيتا بصحيفة الجورنالي، ان أوروبا ذابت كالجليد عند شروق الشمس ليس بسبب ازمة محلية لكن بسبب ازمة عالمية وهذا يعتبر منطقي فأثناء الاعوام الاخيرة كان هناك حديث وخطابات عن الوحدة والتضامن لكنهم سقطوا فى مستنقع الأنانية.
منذ الاسابيع الأولى للأزمة طلب رئيس الوزراء الايطالي جوزيبي كونتى المساعدة الأوروبية لكن الاجابة لم تكن فقط غلق الحدود فى وجه ايطاليا بل ايضا الترويج بأن المشكلة هى مشكلة إيطالية، وهم يعلمون جيدا انا ما يحدث فى ايطاليا سيحدث في باقي دول الاتحاد، ووضعت ايطالية في أزمة أخرى وهى نقص المستلزمات الطبية الوقائية كالكمامات والقمصان والنظارات صحية بعد ان وضعت المانيا قيود على تصدير هذه المستلزمات للخارج لان النظام الصحي في المانيا يحتاج اليها.
كما صرح رئيس حزب العصبة اليميني ووزير الداخلية الأسبق ماتيو سالفيني أنه عندما تنتصر ايطاليا على وباء الكورونا سنغلق نحن الحدود، مشيرا الى دول الاتحاد التي اغلقت حدودها في وجه ايطاليا وبعد ان استغلت شركات أوروبية الموقف لتأخذ محل الشركات الايطالية.
وفي هذه اثناء الازمة الطاحنة صرحت كريستين لاجارد مديرة البنك الأوروبي، ان البنك الأوروبي يلحظ تفاقم كبير في افاق النمو على المدى القصير في منطقة اليورو انتقدت حكومات منطقة اليورو بعدم تحركها بشكل أسرع وأقوى لاحتواء التأثيرات العالمية لوباء كورونا. بل وفجرت ال spread او الفرق المالي الذي سياتي بالسلب ماليا على ايطاليا .
كما صرح المستشار النمساوي قائلا يمكننا أن نرى في الاتحاد الأوروبي أنه عندما تصبح الأمور جادة، فإن مفهوم التضامن المشترك لا يعمل ".
وفى الايام الاخيرة قامت عدة دول فى الاتحاد بغلق حدودها كإجراء وقائي مما يتعارض مع اتفاقية الشنجن.