العديد من الجمعيات ومنظمات العمل الأهلي والخير والأحزاب السياسية سارعت الي إطلاق مبادرات وحملات مجتمعية سواء للتوعية من فيروس كورونا أو لمساعدة الفئات الإجتماعية والأسر المتضررة من انتشار الفيروس.
الفنانون ولاعبو الكرة والسياسيون لم تفوتهم فرصة المشاركة في الأزمة بإطلاق التحدي لجمع أكبر مبلغ من الأموال لدعم المتضررين.
والشباب في المحافظات أيضا انطلقوا المساهمة في حملات التوعية والتعقييم للأحياء وتوزيع ملصقات للتعريف بالمرض والوقاية منه. ومنها حملات تنادي بالتجاوب مع قرارات الحكومة بعدم الخروج من المنازل خلال تلك الفترة.
بالتأكيد لكل أزمة جانب إيجابي يوقظ داخل الشخصيات العامة ومنظمات المجتمع المدني-٥٠ الف جمعية ومنظمة في مصر- مشاعر الوطنية والإنسانية التي تنسجم مع ثقافة المجتمع المصري واصالته ومكونه الحضاري في وقت الأزمات والشدائد.. وهذا ما يميز المجتمع المصري ويتفرد به عن غيره من المجتمعات.
لكن هناك ملاحظة مهمة في هذا الجانب وفي طريقة تنفيذ تلك المبادرات.. وخاصة إذا كان الأمر يتعلق بمرض له خصائص خطيرة وينتشر بالعدوي. فالدعاية السياسية للحزب في تلك الأزمة لاتستدعي الحشد والزحام لأن الهدف من الحملة او المبادرة قد يضيع وينتهي في حالة لاقدر الله انتشار العدوى بسبب الزحام
الملاحظة الأخرى.. وهي ضرورة ان يكون هنان تنسيق وتخطيط بين تلك الحملات والمبادرا ت والجهات الحكومية حتى يتحقق الهدف والمراد منها كاملا.
فحملات التوعية ومبادرات الجمعيات والشخصيات العامة و الفنانين ولاعبي الكرة لابد من التنسيق بينها وبين وزارتي الصحة والتضامن الاجتماعي. لابد أن نتعلم فن الإدارة في الأزمات. ومثلما نجحت الحكومة في إدارة الأزمات وخاصة في أزمة الطقس السيئ وفي أزمة فيروس كورونا حتى الان. فلابد للعمل الاهلي والتطوعي ان يدار بوعي حتى يحقق الهدف والغالية. فقاعدة البيانات السليمة عن الأسر الأكثر احتياج وتضررا واماكنها متوفر لدى وزارة التضامن ووزارة التخطيط. بالتالي لاتذهب التبرعات والمساعدات الي غير مستحقيها وخاصة في تلك الظروف الصعبة.
المهم من كل ذلك أن نعرف ان تلك الحملات والمبادرا ت والتحديات قد حققت جزءا كبيرا من أهدافها ولم تتجاوز حدود الدعاية و.. اللعبة.