مرض البشر وتعافت الأرض.. مكوث الناس فى بيوتهم أتاح المجال للطبيعة كى تزدهر.. تعليق عمل المصانع وتراجع حركة السيارات قللت من نسب التلوث.. وتجربة "كورونا" أثبتت أهمية التوازن فى الحياة كونه شرطا أساسيا للاستدامة

الأحد، 22 مارس 2020 05:30 م
مرض البشر وتعافت الأرض.. مكوث الناس فى بيوتهم أتاح المجال للطبيعة كى تزدهر.. تعليق عمل المصانع وتراجع حركة السيارات قللت من نسب التلوث.. وتجربة "كورونا" أثبتت أهمية التوازن فى الحياة كونه شرطا أساسيا للاستدامة فيروس كورونا
كتب مصطفى عنبر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

رب ضارة نافعة. فالتجربة المريرة التى لحقت بدول العالم جراء تفشى فيروس كورونا الوبائى لم تكن ضارة فى المطلق، بل كان لها جانب إيجابى لا يقل أهمية عن فاجعة الفيروس. حيث أتاح مكوث الناس فى بيوتهم فرصة كبيرة للكوكب أن يتنفس، وللطبيعة أن تزدهر، وللطيور أن تعود، وللأنهار أن تنظف، وأثبتت التجربة أن التوازن فى الحياة هو شرط أساس للاستدامة.

 

فقد ألم بالطبيعة العديد من الأزمات والكوارث التى تسببت فى أضرار كبيرة للبشرية. منها حرائق الغابات فى البرازيل وأستراليا نتيجة تغير المناخ، فضلا عن الصراعات العسكرية التى تشهدها العديد من الدول مثل سوريا وليبيا واليمن والعراق. فضلا عن التجارب النووية التى أجرتها القوى الكبرى الفترات الماضية. وأخيرا وليس آخرا تفشى فيروس كورونا الوبائى وتسببه فى مقتل عشرات الآلاف فى مختلف أنحاء العالم.

 

كورونا ليس شراً مطلق، هذا ما توصل إليه خبراء بيئة دوليون ومسئولين بوكالة ناسا، حيث حقق تعليق المصانع والشركات وتراجع معدلات حركة السيارات بمختلف دول العالم التى أصابها وباء كورونا فى فوائد بيئة عدة، جعلت من كوكب الأرض "المستفيد الأول".

 

وأظهرت ناسا صورًا بالأقمار الصناعية توضح حدوث انخفاض كبير فى مستويات التلوث فى الصين، وذلك بسبب التباطؤ الاقتصادى الناجم عن فيروس كورونا، ويأتى ذلك وسط انخفاض قياسى فى نشاط المصانع فى الصين حيث يتوقف المصنعون عن العمل فى محاولة لاحتواء فيروس كورونا.

 

ووفقًا لشبكة "بى بى سي" قارن علماء ناسا أول شهرين من عام 2019 مع نفس الفترة من هذا العام، ولاحظ علماء وكالة الفضاء انخفاضًا فى مستويات ثانى أكسيد النيتروجين، وهو غاز ضار ينبعث من السيارات والمنشآت الصناعية، حيث كان ذلك كان واضحًا أولاً بالقرب من مصدر تفشى المرض فى مدينة ووهان، ثم فى جميع أنحاء البلاد.

 

وقالت فيى ليو، باحثة جودة الهواء فى مركز جودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا: "هذه هى المرة الأولى التى أرى فيها مثل هذا الهبوط الدراماتيكى على مساحة واسعة لحدث معين".

 

وأضافت أنها لاحظت انخفاضًا فى مستويات ثانى أكسيد النيتروجين أثناء الركود الاقتصادى فى عام 2008، لكنها قالت أن الانخفاض كان تدريجيًا أكثر.

 

وأشارت ناسا إلى أن الاحتفال بالعام القمرى الصينى الجديد فى أواخر يناير ومطلع فبراير كان قد تم ربطه بانخفاض مستويات التلوث فى الماضى، لكن التلوث كان يزداد عادة بمجرد انتهاء الاحتفالات.

 

وعن ذلك قالت ليو "هذا العام، كان معدل الانخفاض أكثر وضوحًا مما كان عليه فى السنوات الماضية، واستمر لفترة أطول، أنا لست مندهشة لأن العديد من المدن على مستوى البلاد قد اتخذت تدابير لتقليل انتشار الفيروس إلى الحد الأدنى".










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة