أكدت داليا زيادة، مدير المركز المصرى للدراسات الديمقراطية الحرة، إن السلفيين الجدد الذين يخلطون ما بين الدعوة الدينية لمذهبهم المتطرف، والنشاط السياسي المحرم عليهم القيام به بقوة الدستور، هم النسخة الجديدة من جماعة الإخوان، فهم يتبعون نفس منهج الجماعة الإرهابية بالضبط، خصوصاً باللعب على المشاعر الدينية للبسطاء، خصوصاً في الريف والأقاليم البعيدة عن العاصمة والمدن الرئيسية بتصوير أن مظاهر الحضارة التى يمارسها المصريون ويعتبرونها نشاطا مجتمعيا روتينيا لا يستحق كل هذا الجدل، مثل مناسبات المولد النبوى وعيد الحب والكريسماس وغيرها يصورونه وكأنه "تقليعة" أو "بدعة" مستوردة من الغرب.
وقالت مدير المركز المصرى للدراسات الديمقراطية الحرة، في تصريحات لـ"اليوم السابع"، إن السلفيين يبذلون كل الجهد لاستخراج من النصوص الدينية ما يقومون بتحريف تفسيره من أجل إثبات أن مثل هذه الأنشطة الاجتماعية الإيجابية ليست من الدين، وهي كذلك فعلاً فهي ليست أنشطة دينية ولم يمارسها النبي محمد في عصره بالطبع، لكنها أنشطة استحدثها المجتمع المعاصر لنشر المحبة والمودة بين أفراده وإعلاء قيم إيجابية مثل عيد الحب وعيد الأم، والعيد الوطني، وغيرها.
وأوضحت داليا زيادة، أن السلفيين بذلك يطبقون منهج حسن البنا في بداية دعوته لجماعة الإخوان المسلمين، حيث كان يعتمد على استخدام خطاب مشابه لذلك لاستقطاب المواطنين البسطاء بعيداً عن العاصمة، بأن صور لهم أن مظاهر الحضارة والثقافة التي كانت تملأ القاهرة الليبرالية آنذاك، ما هي إلا مظاهر "كفر" ووضعها في مقارنة لا محل لها مطلقاً مع الدين. وكما سبق ونجح حسن البنا في استقطاب البسطاء بهذا الخطاب المكفّر لكل شيء، ويحاول السلفيين اكتساب قواعد سياسية أكبر من خلال استخدام نفس المنهج.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة